الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العالم يتفرج على دولة الخلافة وهي تعزز وجودها.. ردود فعل هزيلة لقادة الكرد والعرب السنة وحتى الاوربيين امام خطر داهم

سامان نوح

2014 / 7 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


امام مرأى العالم، ومن قلب مدينة الموصل وعلى مقربة من اغنى منابع النفط، تعلن دولة الخلافة بزعامة ابوبكر البغدادي عن نفسها، وتخطط لاستقطاب عشرات الآلاف من الجهاديين في كل العالم من اجل المضي في توسيع حدودها التي تمتد اليوم من حلب السورية مرورا بالرقة ودير الزور والأنبار والموصل وانتهاء بديالى العراقية فيما العالم كله يتفرج دون ان يحدد مسارا واضحا لانهاء خطر يتجاوز عشرات المرات خطر مقاتلي طالبان في جبال افغانستان النائية الذين هددوا بقدراتهم البسيطة يوما قلب امريكا.
- دولة الخلافة هذه، لا تعترف بالحدود ولا بوجود الدول بجغرافيتها الحالية، هي لا تؤمن الا بدولة الاسلام وبالطاعة العمياء لولي الأمر ولأمير المؤمنين، فلا دولة في المنطقة ستكون في مامن من نار وجيوش دولة الخلافة.
- نظام دولة الخلافة لا يعترف بالقوميات ولا بالاثنيات ولا بالمذاهب والمدارس والاثنيات، فلا قومية ولا امة تهمه وتعنيه، فهي امة واحدة لها القول والعمل.
- هذه الدولة ستستقبل خلال اشهر آلاف المجاهدين الاغنياء المرفهين من السعودية ودول الخليج واوربا وامريكا، كما ستستقبل آلاف المجاهدين البؤساء الفقراء المحطمين من الدول العربية والافريقية.
- طالبان في افغانستان ومن كهوفها وبقدراتها البسيطة فعلت ما فعلت في 11 ايلول، فماذا يمكن ان تفعل دولة الخلافة الأكثر تطرفا وهي تعزز وجودها في قلب العالم وتجلس على الكثير من آبار النفط وتسيطر على مدن كبرى فيها عقول وامكانات اقتصادية وعسكرية أكبر بكثير.
- هي نتاج تطرف وعقلية اجتماعية مغلقة تعاني من عقد كارثية تتغلغل في العالمين العربي والاسلامي، وهي ليست فقط رد فعل على سياسات خاطئة في سوريا والعراق وليبيا ولبنان، كما يصر البعض على ترديده كل ساعة.
- قادة دولة الخلافة أسوأ بأضعاف المرات من قادة القاعدة، فالقاعدة ضمت بعض المجاهدين الوسطيين، ورغم ذلك هددت العالم وتمت مواجهتها بصعوبة وهي كانت اقل تطرفا وفي منطقة معزولة في كهوف افغانستان، اما دولة الخلافة فهي في قلب العالم الاسلامي في مهد الحضارات والأديان وقرب مركز منابع النفط.
- هي دولة ستشكل هالة "أمل" كبيرة للكثيرين، لا تقف عند حدود قومية او مذهبية او دينية، ولا تفهم نظام دولي او اتفاقات او معاهدات، وهي ماضية في الاتساع اذا لم تحارب.
- القادة الكرد مازالوا يعلقون على سيطرة مقاتلي دولة الخلافة على الموصل وصلاح الدين، بالقول انها قوة محدودة التاثير خلقتها سياسات المالكي الفاشلة.. ويقولون ان الموصل تسيطر عليها قوى اخرى وليس مقاتلي دولة الخلافة وحدها وان تلك القوات غير مخيفة ولا تشكل تهديدا.... هم لا يعرفون او يتجاهلون ان دولة الخلافة وحدها تحكم وانها صفت منافسيها من بعثيين، وان طموحات الدولة لا تقف عند حدود الموصل وهم الذين ازالوا الحدود بين سوريا والعراق، وهؤلاء لن يتاخروا في استقطاب المجاهدين الكرد والعرب والعجم ولن يتأخروا في الهجوم على كردستان، وان الحرب آتية وان حسمها اذا كان سهلا اليوم لضعف قوتهم فسيكون الامر اصعب بكثير مع تثبيت الدولة لسلطتها بعد اسابيع او اشهر.
- القادة السنة يجتمعون في اربيل بشكل شبه يومي ويثرثرون على القنوات الفضائية، ومازالوا يتحدثون عن اوهام انتصار الاعتصامات وثورة العشائر، ولا يقرون بسيطرة دولة الخلافة على كل شيء فلم تبقي لهم صوتا ولا وزنا ولا قيمة، وها هي بعد ايام شلت قوة البعثيين والنقشبندية وفرضت نفسها القوة الوحيدة الآمرة والناهية.
- القادة الشيعة ورغم اعلانهم الجهاد والحرب فانهم مازالوا بعيدين عن المواجهة نتيجة تفككهم السياسي واصرار بعض قادتهم على التشبث بالسلطة وان جاء ذلك على حساب وحدة موقف المكون الشيعي ووحدة موقف المكونات العراقية.
- القادة الأوربيون يكتفون بالتحذير من الخطر الداهم، ومازالوا يتفرجون على دولة الخلافة وهي تعلن عن نفسها وتمدد حدودها وترفع راياتها، دون ان تقوم باي تحرك عسكري وسياسي جدي، محاولين اقناع انفسهم بانها معركة او مشكلة داخلية عراقية كما كان يقنعون انفسهم في السابق بانها مشكلة او معركة دخلية سورية ستحسم خلال ايام وها هي ستدخل عامها الرابع مهددة الاردن والسعودية بعد ان تخطت حدود العراق ولبنان.
- دولة الخلافة هو الخطر الأكبر الذي يهدد دول المنطقة كلها، فلا امن لأحد ولا سيادة، وفي حال استمرار وجودها لأشهر اخرى فستشكل خطرا على اجزاء كثيرة من العالم، وستحمل كوارث ليس على صعيد اشعال صراع سني شيعي يمتد عشرات السنوات بل صراعات سنية سنية وصراعات دينية وقومية أيضا. واذا لم تواجه سريعا بقوة منظمة واعلام واعي متزن ومن خلال وحدة مواقف دولية واقليمية فان النار ستشعل المنطقة كلها ولن تقف عن حدود جغرافية وهمية ولا سواتر ترابية واهية يتم بناؤها اليوم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية