الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-غزَّة-.. قصة دم مختلف!

جواد البشيتي

2014 / 7 / 10
القضية الفلسطينية



دَمٌ عربيٌّ جديدٌ يُراق الآن، في أرضٍ عربية أخرى، هي قطاع غزة؛ وهذا الدَّم يُراق على أيدي الجيش الإسرائيلي، في حرب جديدة يشنها على قوى المقاومة الفلسطينية، وعلى أَذْرعها العسكرية، التي يتركَّز وجودها الآن في هذا الشريط الساحلي الصغير، الضَّيِّق، المنبسط، الفقير الموارِد، شديد الكثافة السُّكَّانيَّة، والمعزول، بَرَّاً وبحراً وجوَّاً، عن العالَم الخارجي؛ فإسرائيل تُحيط به من كل جهة باستثناء جهة واحدة هي التي يَقَع فيها معبره البري الحيوي (معبر رفح) مع مصر، والذي هو، على وجه العموم، مُغْلَق، أو شبه مُغْلَق، مصرياً؛ لكنَّ هذا الدَّم هو وحده الذي نَفْخَر به، ونَعْتَز، ولا نَخْجَل منه؛ لأنَّه لا يُراق في صراعٍ عربيٍّ قَبَليٍّ جاهليٍّ على ما هو أقل أهمية من الكلأ.
في قطاع غزة، ما عاد من وجود لجنود ومستوطنين إسرائيليين؛ وبهذه الحالة تَسْتَذْرِع إسرائيل لإنكار حق الفلسطينيين في القطاع في المقاوَمة؛ فالاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة انتهى؛ فَلِمَ، من ثمَّ، تُضْرَب إسرائيل منه بالصواريخ والقنابل؟!
وقياساً على ذلك، ينبغي لمحافَظَة ما من محافظات الضفة الغربية أنْ تُنْهي مقاومتها للاحتلال الإسرائيلي إذا ما خَرَجَ منها (فحسب) الجنود والمستوطنون الإسرائيليون!
وإسرائيل تَفْهَم احتلالها، ولجهة إنهائه، على أنَّه خروج، أو إخراج، جنودها ومستوطنيها، من جزء ما من الأراصي الفلسطينية التي احتلتها في حرب حزيران (يونيو) 1967، كقطاع غزة؛ أمَّا أنْ تُحاصِر هذا الجزء، بعد ذلك، وتعزله عن العالَم الخارجي، وتتحكَّم في كل ما (ومن) يَدْخُل إليه، أو يَخْرُج منه، فهذا ما يؤكِّد (ولا ينفي) انتهاء احتلالها له!
إسرائيل لا مصلحة لها في الاحتفاظ باحتلالها لقطاع غزة، وما عادت قادرة على دَفْع "ثَمَن" الاستمرار في احتلاله؛ فخَرَجت منه، جنوداً ومستوطنين، جاعِلَةً إيَّاه، في الوقت نفسه، في حالة أسوأ كثيراً من حالة احتلالها المباشِر له؛ كما أنَّ احتمال أنْ تنجح مستقبلاً في دَفْع سكَّانه (أو قسم كبير من سكَّانه) إلى الهجرة منه، وإلى مصر على وجه الخصوص، لم يكن بالاحتمال الواقعي؛ لأسباب شتَّى، في مقدَّمها رَفْض مصر.
ومع بقاء النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين بلا حَلٍّ (يُرْضي الفلسطينيين ولو على مضض) لن يكون قطاع غزة مَصْدَر أمن لإسرائيل؛ ولا بدَّ، من ثمَّ، للعلاقة بين إسرائيل والقطاع، الذي فيه تتركَّز قوى المقاوَمة الفلسطينية، وأذْرعها العسكرية على وجه الخصوص، من أنْ تظل علاقة تَبادُل للعداء بالحديد والنار؛ وهذا ما شدَّد الحاجة لدى إسرائيل إلى خَوْض حروبها على القطاع بما يؤسِّس لعلاقة تسمح لجيشها برَدْع قوى المقاوَمة في القطاع، وفي استمرار، عن ضرب البلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة بالصواريخ والقذائف (على وجه الخصوص).
وما جَدَّ الآن، حيث شنَّت إسرائيل حربها الثالثة على القطاع، هو "الرَّدْع (العسكري) الفلسطيني"؛ فصواريخ قوى المقاوَمة، وعلى الرغم من نظام القُبَّة الحديدية الدفاعي الصاروخي الإسرائيلي، يستطيع قسم كبير منها أنْ يَضْرُب مواقع ومناطق ومُدُن إسرائيلية، بعضها يَقَع قي الشمال الإسرائيلي، وعلى مقربة من حدود إسرائيل مع لبنان. هذه الصواريخ، ولو لم تُلْحِق بإسرائيل خسائر بشرية ومادية كبيرة، يمكنها أنْ تَفْرِض على الإسرائيليين نمط عيش يومي لم يألفوه، من قبل، ويَصْعُب عليهم احتماله، أو التَّكيُّف معه؛ ولا يبقى لدى جيشهم، من ثمَّ، من خيار إلاَّ ما يَفوق هذه الحالة سوءاً في عواقبه عليهم؛ وهذا الخيار هو التمادي في حربهم الوحشية المدمِّرة على قطاع غزة، والتي قد تخالطها معارك برية ضارية يتكبَّد فيها الجيش الإسرائيلي خسائر بشرية جسيمة (قتلى وجرحى وأسرى). ولا شكَّ في أنَّ اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة في الضفة الغربية، في موازاة هذا الصراع بالحديد والنار، سيُخْرِج الصراع برمته عن السيطرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عقلي لم يُصدق عيني !!!
رمضان عيسى ( 2014 / 7 / 10 - 22:19 )
أعيش في خانيونس في حي الأمل ، أسمع الكثير وأرى ما يجري في محيط سكناي وأرى أثر الحصار على الحياة وأثر الانقسام طوال السبع سنوات السابقة حتى وصلنا الى المصالحة والتي لم نلمس آثارها حتى صحونا على اختطاف الثلاث مستوطنين وقتلهم ، وما تبعها من تهديدات اسرائيلية وكانت ترجمتها غارات للطيران الاسرائيلي على غزة المنكوبة في كل شيء لتزيد من بنك النكبات المتراكم عبر تاريخ هذا القطاع البائس في كل شيء إلا من الارادة والصبر على المحن الذي لا تجاريه أي بقعة في العالم
عشت أيام حرب من نوع آخر هي حرب أصوات الصواريخ وأصوات قصف الطيران لمواقع وحينما تُحدد المنطقة ُ ليس هناك موقع أرض خالية أو زراعية ،هذا يعني فشل في تحديد الأهداف ، وهذا الفشل غير توجهات القصف ليصل الى المنازل والتي أغلبها من عدة طوابق ، ولما كان أغلب منازل غزة هي شبه معسكرات ملتصة بعضها ببعض ، فقد كان قصف منزل يعني تدمير خمس منازل محيطة ، فقد رأيت منزلا مدمرا يبعد عن محل سكناي حوالي 100 متر ما رأيت لم يصدقه العقل ، فقد تم تدمير المنزل من الأساس وتدمير خمس منازل حوله بشكل نصفي يجعلها غير صالحة للسكن والحصيلة قتل سبعة أفراد هذه هي الحقيقة -

اخر الافلام

.. أول مناظرة في فرنسا بين الكتل الانتخابية الرئيسية في خضم حمل


.. وساطة إماراتية تنجح بتبادل 180 أسيرا بين موسكو وكييف




.. استطلاع: ارتفاع نسبة تأييد بايدن إلى 37% | #أميركا_اليوم


.. ترامب يطرح خطة سلام لأوكرانيا في حال فوزه بالانتخابات | #أمي




.. -أنت ترتكب إبادة-.. داعمون لغزة يطوقون مقر إقامة وزير الدفاع