الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سأصوم غدا

محمد الذهبي

2014 / 7 / 10
الادب والفن


ساصوم غدا!
محمد الذهبي
امسك معاملته بيده واتجه صوب الدائرة المعنية لاكمالها، دخل على الموظف فاحاله الى غيره، بعد ان اعتذر انه صائم، امتثل للامر وذهب الى المكتب الآخر، وفوجىء ان الموظف كان نائما، ايقظه برقة متناهية، ولكن الموظف استيقظ بثورة عجيبة: يا اخي متدرون احنه صايمين وما انّام الليل كله، وقف عند الباب ينتظر ويهز يده، وقرر ان يذهب الى المكتب المجاور، فوجد رجلا ذا لحية كثة ومسبحة طويلة، وسيماه تدل على الايمان بوجه اصفر وعيون خاملة جدا، فطرح الاضبارة امامه، الرجل كان يقرأ دعاء من المأثور والمفضل قراءته في شهر رمضان، ولكن المؤمن اشار له بابعادها، وهو يقول: وخرها يمعود اني طاكه روحي على الجكاره، امتثل للامر، ووقف حائرا ماذا يصنع؟، تناول علبة السكائر واختار مكانا منزويا وراح يدخن، حتى اذا فرغ عاد ادراجه الى البيت، فوجد العامل الذي استأجره لاخراج انقاض البناء، قد لف يشماغه على عينيه وراح في سابع نومة، صعد الى الاعلى فوجد الاسطة جالسا والعمال يحيطون به، فسألهم: لماذا لاتعملون، فقال الاسطه: خطيه صايمين وتعبوا وعطشوا، وتذكر مشاجرته مع مديره في الصباح، عندما قدم له طلبا لاجازة، فرد عليه المدير: يا اخي انت المفطر الوحيد في الدائرة، والعمل جميعه انت من تقوم به، اذا انطيتك اجازة يعني انعزل.
ضحك وعاد ادراجه الى الغرفة التي استقطعها له ولعائلته، فوجد الجميع نيام، الساعة الواحدة ظهرا والجميع نيام، الغرفة رائحتها كريهة، والاغطية مبعثرة، اراد العودة الى دائرته، لكنه شعر ان الوقت يمضي بسرعة وعندما يصل سيكون الدوام قد انتهى لهذا اليوم، شغل نفسه بالحسابات، لقد صرفت على شيء بسيط اضعافا مضاعفة، لان العمال اغلبهم لايعملون في رمضان، اليوميات ازدادت، ومواد البناء طفرت هي الاخرى بسبب الحرب ورمضان، الاسطة يعمل براحته ولايستطيع ان يكلمه، فهو صائم ويتعصب بسرعة، عدة مرات رآه نائما في الايام الماضية، حتى وصلت به الوقاحة، انه جلب مبردة من مبردات البيت المهدود، ووضعها في غرفة وراح ينام نوما هانئا، وعندما كلمه قال: يا اخي عندك مبردة وضامها علينه واحنه صايمين.
كثرت الديون وصار ينوء بحمل ثقيل، اراد ان يفيض بما لديه، فايقظ زوجته، لقد استدنا كثيرا هذه المرة، والبيت بعد لم ينجز، اشاحت بوجهها عنه وهي تقول: يمعود انته مفطر شكو عليك تدري 17 ساعة انصوم، خليني نايمه، فكر مع نفسه: كيف يفهمون الدين هؤلاء، انه فهم خاطىء فهو مع هذه الحالة ضد الحياة والعمل، كيف لي ان اصنع وقد اتصلت بسيارة حمل الانقاض ، ماذا ساقول للرجل وانا قد استأجرت الحمل الواحد باربعين الفا، ساتناول غدائي وساقوم انا بالعمل، فعلا تناول غداءه وبدأ بحمل الانقاض، لقد افرغ العامل ثلاث عربات صغيرة فقط طوال هذا اليوم، وقد اتفق معي على اجرة 35 الفا، هل هذا معقول، انا لم اعرف من قبل ان رمضان يعني تعطيلا للحياة، ولم يرد عن الرسول هذا، المهم هي خسارة خسارة، قام باخراج انقاض البناء خارجا وقرر مع نفسه قرارا خطيرا، ساصوم غدا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية - الشاعرة سنية مدوري- مع السيد التوي والشاذلي ف


.. يسعدنى إقامة حفلاتى فى مصر.. كاظم الساهر يتحدث عن العاصمة ال




.. كاظم الساهر: العاصمة الإدارية الجديدة مبهرة ويسعدنى إقامة حف


.. صعوبات واجهت الفنان أيمن عبد السلام في تجسيد أدواره




.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث لصباح العربية عن فن الدوبلاج