الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(التأويل والقارئ السلبي )هايكو الاستغفار لعمر العزاوي انموذجا

رؤى جعفر

2014 / 7 / 10
الادب والفن


لا يختلف الباحثون في النشأة الدينية للهرمينوطبقا , أو ما يسمى ( فن التأويل ) كما يترجمه البعض , وأن نشأة التأويل تعود أساساً إلى محاولة فهم النص الديني المسيحي ؛ فقد كان لعامل التباعد اللغوي , ومعنى الكلمة في أصل وضعها , ومـا كانت تشيـر إليه فـي القديم ,وكذا الاعتقاد بوجود معنىً خفي وراء المعنى السطحي الظـاهر , ولانعـدام الثقة بالقراءة الواحدة ؛ كل هذه العوامل – كما يرى الدكتور حامد نصر أبو زيد – كان لها دور كبير في نشأة التأويل هذه النشأة الدينية .
وأشار ارسطو للتأويل حين قال: (إن في كل كلام تأويلا , من جهـة أن اللغة تعريف لأشياء الواقع ) كذلك هريقليدس في قوله ( انك لا تنزل في النهرِ نفسه مرتين ).
ولتداخل العلوم الانسانية فيمابينها وانسحبت مناهجها القرائية والنقدية على الأدب والنقد الأدبي ولسنا بصدد التتبع التاريخي لمنهج التأويل ولاحتى التتبع السيروري له في الأدب إنما مانقصده هنا هو القراءة التأويلية السلبية للكثير من النصوص الأدبية , فكما نعلم أن القراءة في معظم أوقاتها هي عملية إعادة انتاج للنص وجعله أكثر فاعلية وهذا يصب في خدمة المنتج الابداعي بالطبع لأننا أنشأنا نصين ابداعيين في وقت واحد أحدهما بيد المؤلف والآخر بيد القارئ أو المتلقي وأغلب القراءات هي قراءات تأويلية لاشك . لأننا لانفسر النص ونفهمه كماقصده المؤلف إلا نادرا أو في واحدة من كل عشر قراءات وفي الحالات الأخرى نكون قد سكبنا عليه قراءاتنا التأويلة وكل قارئ منا يفسر النص حسب خلفيته الثقافية ودرجة وعيه ثم للأسف صارت تدخل بالنص توجهات الشخص الدينية والسياسية والطائفية . ولنكون أكثر توضيحا للافهام نأخذ هايكو الشاعر عمر العزاوي لأجراء قراءتنا عليه إذ يقول ( أكثر ما يضحكني تلك الفكرة التي تراودني عند كل مهزلة هي أننا دمى ذلك الرب الطفل !!! فأستغفر الله على الفور !!!) .
قدم الشاعر نصه بصورة بارعة بدءا من انتقاء الالفاظ مرور بالصورة وليس انتهاء بالفكرة , فالضحك ومايحمله من دلالات ربما هو ضحك ساخر أو ضحك هستيري أو ضحك فرح . كذا مفردة رب التي توحي باكثر من دلالة فللعمل رب وللعائلة رب وللجميع رب واحد هو الخالق جل شأنه . وكان عمر ذكي جدا حين وضع لازمة تضيق المعنى عند القارئ وتحدد المقصود حين تحدث عن الاستغفار مما يجعل القارئ السلبي يتوجه إلى المعنى بقراءة مباشرة ولايبحث عن المعاني الخبيئة وإنما يقتصر عما هو ظاهر في المعنى .
فيكفر عمر ويرى في نصه تجاوز على الذات الآلهية , ويبتعد عن الفهم الواعي ومقصدية الشاعر الحقيقة , بينما يبدو على عمر أنه انتقد ظاهرة سياسية أو قد تكون اجتماعية حتى وهي وجود أشخاص في أماكن لاتناسبهم وتولي مناصب ومسؤوليات أكبر من حجمهم وهذا ما رمز له ب( الرب) في النص وللناس ب( الدمى ) وهي رمزية غاية في الجودة حينما يكون (الرب الطفل ) فالطفل بكل الأحوال لايمكن الوثوق بتصرفاته أو الاعتماد فهو اعتمادي وغير ناضج ولامكتمل الوعي غالبا لاسيما في طريقة تعامله مع دماه . والدمى هي جمادات خاضعة لاتقدم شيئا ولاتؤخر , تتشكل حيث شكلها الطفل بمزاجه ورغبته ولايمكنها التحكم بمصيرها أو مصير أي شيئا آخر .
وفي هاتين الرمزيتين ( الرب الطفل والدمى ) تكمن شاعرية عمر ومنتهى ذكاءه في تقديم المعنى والهدف من نصه لأنه ينقد ولي الأمر وينتقد الرعية في الوقت ذاته ولامجال لتفسير أو تأويل سلبي للنص إلا في حالة واحدة هي حالة التطرف الديني والتسرع بالحكم وقلة ثقافة ووعي المتلقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي