الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدفاع عن الانسان ام الدفاع عن المقدسات؟!

ياسورين الداوود

2014 / 7 / 10
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


عند انتشار اخبار سيطرة تنظيم داعش على المدن العراقية تباعا، بدانا نسمع بتشكيل سرايا دفاع عن المقدسات في سامراء والمقصود بها مرقد الامامين العسكريين هناك – وهما من أئمة الشيعة الانثى عشرية-، حتى فتوة المرجعية تضمنت الإشارة الى الدفاع عنها، لا بل ان إيران أبدت استعدادها لإرسال قوات لحماية المقدسات في العراق وحزب الله كذلك! كل هذا جاء بعد ان قامت داعش بإعدامات جماعية لم تلق اهتماما كالذي ابدته الأوساط الشيعية إزاء تهديد فرع القاعدة في العراق بهدم المراقد..
وهنا نتساءل: من الأكثر قدسية الانسان ام المرقد؟! من البديهي إنك ان طرحت هذا السؤال في الشارع العراقي سيأتيك الجواب مباشرة: طبعا المراقد أقدس المقدسات وارواحنا لها فداء! ولكن الحقيقة غير ذلك تماما، فابتداء هناك الحديث النبوي: " نظر رسول الله إلى الكعبة فقال : لقد شرفك اللَّه وكرمك وعظمك ، والمؤمن أعظم حرمة منك" فاذا كان الانسان اعظم حرمة من الكعبة ذاتها فما بالك ببقية المراقد والاضرحة والجوامع والحسينيات والمساجد؟
ولنا شواهد تاريخية عن اضرحة ومراقد وجوامع هدمت ثم اعيد بنائها، ولكن من يعيد لنا فردا واحدا قتل جراء الصراعات الدينية والطائفية عبر التاريخ؟! واقرب الامثلة على ذلك مرقدا سامراء وقد فجرت قبتيهما عام 2006 وتبع ذلك موجة عنف طائفي مخيفة اجتاحت العراق واستمرت عامين وما زلنا نعيش توابعها حتى اليوم، والبناء ذاته قد اعيد بناؤه وسينتهي قريبا اما الاف القتلى الذين ذهبوا جراء ذلك فقد خسرناهم للابد !
وفي العهد العباسي تكررت ايضا حالات هدم المرقد الحسيني في كربلاء وابرزها ما حدث في عهد المتوكل، يقول الطبري في حوادث سنة 236 هـ "أن المتوكل امر بهدم قبر الحسين وهدم ما حوله من المنازل والدور وأن يحرث ويبذر ويسقي موضع قبره وأن يمنع الناس من إتيانه فذكر أن عامل الشرطة نادى في الناحية من وجدناه عند قبره بعد ثلاثة بعثناه إلى المطبق (وهو سجن تحت الأرض) وهرب الناس وأقلعوا من المسير إليه وحرث ذلك الموضع وزرع ما حواليه".. ويذكر التاريخ لنا ان الضريح عمر سبع مرات عبر تاريخه.. وها هو اليوم بأبهى حلة بعد ان تمت توسعته وابدال شباكه الداخلي.
وغني عن البيان ما حدث للكعبة وحجرها الأسود عبر التاريخ، فقد تكسر الحجر الأسود على مر الحوادث التي مرت به، كان قطره حوالي 30 سم اما الآن فلم يتبق منه سوى ثمان حصوات صغيرة جدا في حجم التمرات ويحيط بها إطار من الفضة و ليس كل ما داخل الطوق الفضي من الحجر الأسود، وإنما هناك 8 قطع صغار في وسط المعجون، وهذه القطع هي المقصودة في التقبيل والاستلام.
وقد وقع حريق للكعبة في عهد قريش ثم الحريق الذي حصل مرة أخرى في عهد عبد الله ابن الزبير مما أدى إلى تفلقه إلى ثلاث فلق وقد قام ابن الزبير بشده بالفضة حينما بنى الكعبة!
اما القرامطة فقد اخذوا الحجر الأسود من مكة بعد أن هجموا عليها بقيادة أبي سعيد الجنابي القرمطي في عام (317هـ) فدخلوا الحرم وقتلوا الحجيج وألقوهم في بئر زمزم، ومن التجأ إلى الكعبة ودخل في أستارها وغير ذلك قتلوه، واقتلعوا أستار الكعبة وقطعوها وأخذوها لهم، وقلعوا الباب وحاولوا قلع الميزاب فما استطاعوا، وضرب أحدهم الحجر الأسود بسيفه فكسره، ثم اقتلعوه وأخذوه معهم في عام (317هـ) وذهبوا به إلى هجر الأحساء، ومكث عندهم (22سنة)، وأرجعوه في سنة (339هـ).. !
اذن البناء يهدم ويبنى، يسقط ويعمر، يحتل ويحرر، يرمم ويعاد..
ويبقى من قتلوا بسبب الحروب المذهبية والدينية عبر التاريخ هم الوحيدون الذين لا يعوضوا ولا نملك اعادتهم للحياة لانهم بالفعل – كبشر- هم الأعظم والأكثر قدسية والانسان هو باني الحضارة وهو معمر الأرض فعليه نعتمد وعلى وجوده نخشى ونخاف..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي... ابن لمغربي حارب مع الجيش الفرنسي وبقي في فيتنام


.. مجلة لكسبريس : -الجيش الفرنسي و سيناريوهات الحرب المحتملة-




.. قتيل في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة في قضاء صيدا جنوبي لبنا


.. سرايا القدس قصفنا بقذائف الهاون جنود وآليات الاحتلال المتوغل




.. حركة حماس ترد على تصريحات عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-