الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدكتور خالد الكلالدة رجل كبير في بلد صغير

جهاد علاونه

2014 / 7 / 10
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


لا أستطيع أن أُخفي مقدار حبي وإعجابي بهذا الرجل اليساري الدكتور(خالد الكلالدة) فأنا منذ التقيت به لأول وهلة في منتدى اليسار الاجتماعي في عمان, وأنا أتذكر كل ملامحه, رجلٌ طويل القامة بلحية خفيفة وعينان حادتا النظر وقلب رقيق وعقلية متنورة, منذ لمحته لأول مرة عرفت كم هو هذا الرجل محب للفقراء وللمتعبين ولكثيري الأحمال والأثقال والأوجاع, وعندما تعارفنا قال لي: سأختصر عليك...أنا أعرف مصير كل إنسان نقي بهذا البلد وبهذه الدنيا).

وقبل عدة ساعات من كتابة هذه المقالة دخلت في نقاشٍ حاد مع أحد أو مع مجموعة من الأصدقاء والأقارب حول شخصية هذا الرجل, فمنهم من قال أنه شجاع ومنهم من قال أنه متسلق ومنهم من قال لا أعرفه ومنهم من قال أن كل رجل يقبل بمنصب وزير بعد تاريخ طويل وحافل من المعارضة لا بد وأنه متملق ومنافق, أما أنا فقلت بأنه شخصية تحمل الكثير من المزايا منها أنه رجل كبير في بلد صغير بكل الإمكانيات من حيث الطاقة والموارد الغذائية ما عدى الموارد البشرية, فالأردن بلد غني بالموارد البشرية, وبلد غني بحقوق الإنسان ويهتم بتثقيف الفرد والجماعة, طبعا ليس كل وزير تنمية سياسية أردني يشبه إلى حدٍ قريب معالي الدكتور خالد الكلالدة, فخالد الكلالدة شخصية مميزة ومثيرة جدا منها أنه لم ينتقل للسلطة مقابل التنازل عن أفكاره ومعتقداته, فأنا أتابع هذا الرجل بشغف كبير ولا تُكتب عنه لا كبيرة ولا صغيرة إلا وأحصيتها في مخيلتي وذاكرتي, رجل له إطلالة على ساحة العمل السياسي والثقافي, ومنذ تولى منصب الأمين العام لمنتدى اليسار الاجتماعي والعيون تراقبه بكثافة, فمنهم من قال عنه بأنه يتصرف تصرفات فردية دون الرجوع إلى إدارة المنتدى وأنا أقول هنالك بعض الأمور الاجتماعية التي لا دخل لها لا بالسياسة ولا بالثقافة كأن يزور صديق وزير أو رئيس حكومة كواجب اجتماعي أو كحب استطلاع حين يذهب لحضور بعض الفعاليات الثقافية, ومنها قبوله لدعوة الساكت لتناول الغداء, فهذه الدعوة كانت موجه لأغلبية العاملين في الحراك السياسي والثقافي,ويتحتم الواجب على الدكتور خالد الكلالدة تلبية نداء الواجب, ثم أن الرجل كان وما زال نصيرا للفقراء وللمعدمين.

الرجل كان يساريا مفعما باليسارية ومعتاد أن يهتم وأن ينفق على العمال والشغيلة ومساعدتهم على ظروف الحياة الصعبة, رجلٌ بكل المقاييس لم يتنازل عن أفكاره ومعتقداته مهما كانت المغريات كبيرة ومهمة, رجلٌ يعرف بأن حجم الأردن الجغرافي من حيث المساحة صغير جدا ويدرك أيضا بأن حجم المؤامرة كبير جدا أكبر من حجم هذا البلد, ولكن بقدرة أبناء هذا البلد وبوعيهم السياسي والثقافي استطاعوا أن يتغلبوا على كل تلك الصعاب الجمة.

كان النقاش حادا حول كل من قبل بمنصب سياسي بعد تاريخٍ طويل من المعارضة والمشاكسة مع الحكومة, ولكن خالد الكلالدة شخصية مختلفة كل الاختلاف عن غيره, فهو لم يبع مترا واحدا من الوطن ولم يفرط بذرة واحدة من ذرات ترابه , رجل لم يتخلى عن نظرته للمشاكل العالقة مثل: التنمية المستدامة والتنمية البشرية ومكافحة جيوب الفقر وحماية النظام البيئي والخطر القادم من القنبلة السكانية, ومشكلة صراع الأديان والثقافات في رؤية ديالكتيكية معقدة تشمل نظرته لمؤسسات المجتمع المدني وتفعيلها وتشبيك العلاقات بين المجتمع ومؤسساته من خلال تعميق ثقافة التواصل الاجتماعي مع تلك المؤسسات, والتقى الكلالدة بكافة الأحزاب السياسية في مقرها كلٍ على حدى وزار معظم الأحزاب السياسية ومعظم الجمعيات والمنتديات الثقافية المهتمة بالعمل السياسي أكثر من العمل الثقافي, ويكفي أنه ضمن لليساريين والمعارضين الأردنيين العمل السياسي دون أن تعتقلهم وزارة الداخلية بعد أن كان معظم شباب الحِراك السياسي مهددون بشتى وسائل الملاحقات الأمنية وهذه تحسب له وقد لمس هذه الظاهرة كل المشتغلين بالسياسة منذ أن استلم منصب وزير التنمية السياسية, وكذلك الكلالدة لم يتخلى عن التغيير إذ طالب بالاصلاح فهذا لا يعني أنه تخلى عن مطالبه بالتغيير,وبلور مع تلك الهيئات والأحزاب والمنظمات وجهة نظر وزارة التنمية السياسية وكيفية دعم تلك المؤسسات, وركز على ضرورة معاقبة كل من يلاحق أي رجل سياسي سواء أكانت الملاحقة أمنية أو عشائرية وركز على ضرورة تطبيق القانون وهو الحبس مدة ثلاثة أشهر على الأقل لكل من يهدد أي ناشط سياسي لثنيه عن مسيرته السياسية أو الثقافية, المهم أن الدكتور الكلالدة: رجل كبير في بلد صغير بحجمه وإمكانياته.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذا مجرد تزلف هلا كتبت هذا من قبل؟
عبد الله اغونان ( 2014 / 7 / 12 - 01:22 )

وبه وجب التنبيه


تلاااااااااااااااااااح

اخر الافلام

.. محمد نبيل بنعبد الله يستقبل السيد لي يونزي “Li Yunze”


.. الشيوعيون الروس يحيون ذكرى ضحايا -انقلاب أكتوبر 1993-




.. نشرة إيجاز - حزب الله يطلق صواريخ باتجاه مدينة قيساريا حيث م


.. يديعوت أحرونوت: تحقيق إسرائيلي في الصواريخ التي أطلقت باتجاه




.. موقع واللا الإسرائيلي: صفارات الإنذار دوت في قيساريا أثناء و