الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشروعُ الدولة الوطنية العلمانية

عبدالله خليفة

2014 / 7 / 11
مواضيع وابحاث سياسية



لا تستطيع القوى الجديدة الشعبية أن تؤسس حضورها التاريخي بدون تراكم عقلاني طويل. وهي إذ تبدأ بالفوضوية والمغامرة تخسر الكثير، ويظل خصومها مسيطرين وأوضاع جماعاتها متردية.
ولهذا نجد المنظمات الفكرية والسياسية والأدبية تخسر كثيراً بانشقاقات وعزوف أصحاب تجربة عن العمل، وكانت هذه المنظمات قد راكمت الكثير من التجربة والمطبوعات، فأدت الانشقاقات إلى سيطرة الانتهازيين وهذه التجارب وتسليمها للجهلة والفاسدين.
الأجيال الجديدة من المثقفين والنقابيين والسياسيين لا يجدون أطراً يعملون بها، ويطورون تجاربهم، وتقوم الانشقاقات بعزلهم وإضعاف تجربتهم حتى تتردى الثقافة الوطنية ويتمكن الانتهازيون من تخريب الثقافة الوطنية.
كان اليسار وخاصة جبهة التحرير الوطني قوة فكرية سياسية لإنتاج العقلانية خلال عقود منذ الخمسينيات، يؤسس ذلك موقفٌ وطني مرتكز على فئات مثقفة عمالية منتجة لنضالات مطلبية وسياسية معقولة رغم الظلال الانقلابية التي تتراءى وراء.
هذا البقاء ضمن ما هو ممكن أي العمل لمشروع تطوير الدولة الوطنية البحرينية غير المذهبية، الديمقراطية العلمانية، لم يتم الحفاظ عليه والأهم لم يتم تطويره.
أولاً بسبب أنه لم يتلخص ويتبلور نظرياً وسياسياً، فتجربة هذه القوى ما كانت قادرة على بلورة مشروع الدولة الوطنية الديمقراطية العلمانية، وكانت ضبابات مثل الاشتراكية الخيالية تعوق هذا.
كذلك فإن تجارب القوى السياسية العربية الشقيقة كانت عاجزة هي الأخرى عن بلورة تجاربها التي سبقتنا وأعطتنا مواد ثمينة.
الانقسام في اليسار والقوى السياسية عامة هو وليد تفاقم الوعي الديني المحافظ وعودة المذهبيتين الكبريين السنية والشيعية لتلعبا الدور الإيديولوجي السياسي الحاسم على المستوى الإقليمي والمستوى المحلي.
تمكن هذا الوعي المحافظ من اختراق اليسار لذلك الضعف الفكري الذي أشرنا إليه، ولهذا فإن البيانات التي تقف فوق سطح الأحداث، وتنتزع منها حالات وجوانب جزئية مدعمة بانفعالات عاطفية حادة هي من أجل دغدغة المشاعر الطائفية لهذا الطرف أو ذاك وتصوير الذات السياسية بأنها منتقلة إلى الموقع الطائفي الصحيح وأن مصطلحات اليسار هي مجرد دخان لتعمية الأبصار.
عجز اليسار التقليدي عن التطور الديمقراطي وبلورة مشروع الدولة الديمقراطية العلمانية هو بسبب رفضه لأطروحات الحداثة الغربية وذيليته لرأسماليات الدولة الشمولية، ولهذا حين انفجرت تناقضات هذه الرأسماليات بالتفسخ والعسكرية كما في روسيا أو بالطائفية والفاشية كما في إيران وسوريا والعراق، كان الوقت قد فات ولم تكن هناك عناصر فكرية سياسية مؤثرة قادرة على العودة إلى الينابيع وغسل أوساخ المرحلة الشمولية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل اساليب الدعاية الغربية المضاده هي السبب؟
نصر العلمي ( 2014 / 7 / 19 - 13:46 )

الا يعني هذا ان الحصار الايدولوجي الذي مارسته قوى الامبرياليه -كما يسمونها- هي المسؤوله
عن تعثر عملية الانتقال للحاله الديموقراطيه لدى سلطات اليسار العربي!؟

اخر الافلام

.. محمود ماهر يخسر التحدي ويقبل بالعقاب ????


.. لا توجد مناطق آمنة في قطاع غزة.. نزوح جديد للنازحين إلى رفح




.. ندى غندور: أوروبا الفينيقية تمثل لبنان في بينالي البندقية


.. إسرائيل تقصف شرق رفح وتغلق معبري رفح وكرم أبو سالم




.. أسعار خيالية لحضور مباراة سان جيرمان ودورتموند في حديقة الأم