الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من فضلكم... لحظة !

محمد ناجي
(Muhammed Naji)

2002 / 12 / 7
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 
     في سنوات الدراسة الاولى , درسنا في مادة التاريخ , والتاريخ خير معلم لذوي الالباب , أن
اجدادنا خرجوا من الاندلس , بخفي حنين , بعد ان استقوى بعضهم على الآخر بالاجنبي الطامع
بالجميع , والذي غلبهم واحدا بعد الآخر. كان هذا بالطبع قبل اختراع القطار! كما حفظنا ورددنا
كالببغاوات , ان الغزاة والمحتلين , من الخروف الابيض , والاسود , والليموني ! مرورا بنابليون
الذي ما ان وطأت اقدامه ارض مصر حتى اهتدى الى الاسلام , الى الجنرال مود الذي بعثته الينا
العناية الالهية محررا لافاتحا! كل هؤلاء , تمكنوا منا ومرروا سياساتهم ومخططاتهم , باستخدامهم
, وبخبث , لمبدأ (فرق تسد) .
     حكامنا الطغاة , الذين فشلوا في كل شيء , نجحوا في تعلم هذا المبدأ بالتحديد , وبرعوا بل
وتفوقوا في تطبيقه على اسلافهم , حتى انهم تمكنوا(والاجنبي الطامع) وبغفلة منا, فسوقوه الينا, نحن
ضحاياهم , فتلقفناه منهم , ونزلنا به , مروجين , في الشارع بدلا منهم , فأرحناهم وسهلنا لهم مهمة
استعبادنا.. أطال الله اعمارهم .
     واليوم , فان بعض المفلسين منا لم يقفوا عند هذا الحد , بل ذهبوا بعيدا الى تسويق جلادين ,
من انتاج معاهد ومؤسسات السلطة القمعية ذاتها , وهم متهمون بقتل مئات بل آلاف الابرياء .
والمفارقة,ان هذا الترويج  يتم تحت يافطات, التقاء المصالح وتغير العصر وانتهاء الحرب الباردة ,
القضاء على الاستبداد والدكتاتورية , التسامح (وعفا الله عما سلف) , حقوق الانسان والديمقراطية ,
المجتمع المدني ودولة القانون , الدفاع عن حقوق الاغلبية !! أو الاقلية ... الخ من الشعارات البراقة
والجذابة , في مجتمع ومواطن يكاد أو هو غارق فعلا في دوامة القمع والاضطهاد والحصار والفوضى واللاقانون , ويتطلع للخلاص بأي ثمن . فلا عتب ولا لوم ان هو تمسك (بسبٌاحة) .
     ان متابعة بسيطة وسريعة لما يدور في ساحتنا العراقية , وللخطاب والمواقف والممارسات
والاعلانات والمجالس والبيانات والتجمعات الطائفية والقومية الضيقة وخنادق العشائر السياسية
, وكذا طبيعة التحضيرات الجارية لمؤتمر(عشائر مابين النهرين والدول المجاورة وماوراء البحار)
والذي سيعقد خلال الايام القليلة القادمة في لندن , تحت ضربات السياط الاميركية ! تكفي للدلالة ,
وتدعو لطرح سؤال قد يبدو للبعض ساذجا .. هل تعلمنا شيئا من دروس التاريخ القديم والمعاصر ؟
واذا كان الجواب بالنفي , وهو كذلك , فمتى نتعلم ؟ وكيف ؟
     والى نبدأ في البحث عن الجواب ! فالكوارث مستمرة , وسنبقى نراوح في المكان , وربما
ندور , ولكن كالنواعير , خارج دائرة الفعل .... والزمن ! 
 
 
محمد ناجي
 
6 كانون الاول 2002

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضباط إسرائيليون لا يريدون مواصلة الخدمة العسكرية


.. سقوط صاروخ على قاعدة في كريات شمونة




.. مشاهد لغارة إسرائيلية على بعلبك في البقاع شرقي لبنان‌


.. صحيفة إيرانية : التيار المتطرف في إيران يخشى وجود لاريجاني




.. بعد صدور الحكم النهائي .. 30 يوما أمام الرئيس الأميركي الساب