الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقا لقد صدق الكذبين

على المحلاوى

2014 / 7 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


حـقـا لـقـد صـدق الـكـذبـيـن (إحنا شعب وأنتم شعب)
كنت أشاهد قناة التحرير الفضائية التي يملكها صاحب رأس مال متحالف مع السلطة القابعة على الحكم حاليا في مصر بعد انقلاب 3 يوليو ، وكانت الصور الموجودة على شاشتها تعرض رد فعل أهالي المحكوم عليهم بالإعدام من قبل قاضى الإعدامات الشهير، في الواقعة المعروفة إعلاميا بواقعة (أحداث مركز شرطة مطاي) المتهم فيها أفراد ينتمون لجماعة الإخوان المسلمون ، وكانت الكاميرا تنقل لنا مباشرا منظر أهالي المحكوم عليهم بعد سماعهم للحكم وهم في حالة من الصدمة والذهول لهذا الحكم السريع والغريب ، وكان الأفراد ما بين متشنج ومغمى عليه ، وهناك من السيدات من أخذت تمسك بالتراب وتهيله على رأسها ، وفى وسط هذا المشهد أتى إلينا صوت مذيعة البرنامج ،معلقة على المشهد ، مادحة لحكم المحكمة ، و تكيل كلمات الشماتة والتشفي في هؤلاء النسوة ، واعدة إيهام بأنهم (أيمكم إلي جاية سودة ، لسه ياما هت شيلوا التراب فوق راسكم) وصدق على كلامها ضيوفها ومعلقين القناه

لفت نظري في تلك اللحظة ، أن أغلب أهالي الضحايا المحكوم عليهم بالإعدام ، يبدو من مظهرهم وملامح وجوههم أنهم من الطبقة الاجتماعية (لن أقول المعدمة) ولكن شديدة الفقر في المجتمع ، و يحملون سمات ريفية ، بدا ذلك من لبسهم وتجاعيد وجههم وكلامهم وتصرفاتهم ، بينما تلك السيدة وضيوفها الجالسين في القناه ، نضرى البشرة ، أصحاء حسنى الهندام ، يحسنوا بل يجيدوا صناعة (وأحيانا زيف) الكلام
عندما تدقق في هذا المشهد جيدا ، وتنظر إليه من منظور مختلف قليلا ، تكتشف أنك تشاهد عالميين منفصلين تماما ، والكاميرا ما هي إلا شباك أو رابط يطل منه أهل القناه الفضائية (العالم الأول) على هذا (العالم الاخر) وهم في عالمهم أمنين ، وبدون الاختلاط أو الاحتكاك بهذا العالم السفلى ، هذا ما يمكن أن تطلق عليه مصطلح ( المشاهدة الامنة)

ما أريد قوله من عرض هذا المشهد ، أن الصراع بين التيار الإسلامي بكل فرقه من ناحية ، والمؤسسة العسكرية والمتحالفين معها (رجال المال ـ بعض العلمانيين ممن وجدوا مصالحهم تكون بتحالفهم مع العسكر) أحد الصور المعبره عنه هو الصراع بين أغنياء يستولون على كل شيء ، يتركزون في المدينة ، وفقراء لا يجدون أي شيء (يعبر عنهم التيار الإسلامي) يتمركزون في القرى والارياف ، ولكن بغرض التضليل تم توصيفه كصراع بين إسلاميين وعلمانيين ، فهو صراع بين مفاهيم وقيم وثقافه الأرياف والمهمشين والفقراء والأطراف ، ومحاولتهم المستمرة (حديثا) أن يكون لهم دور في إدارة شئون بلادهم ، وبين ثقافة المدينة وقيمها وثقافتها وتراثها ، ومحاولاتها فرض تلك المفاهيم على الأخرين ، (كما كان قديما) وتمسكها بأن لها السيطرة والقيادة دون منازع لها من أحد (كما كان لها هذا الأمر على مدار التاريخ السابق للبلاد) وعلى باقي الأطراف الخضوع

و يخطئ من يظن أن مصر بها شعب واحد (لا) مصر بها شعبان ، مهما حاول المنكرون نفى هذا ، ولذلك أعتقد أن أغنيه على الحجار (سيئة السمعة ) والتي قسمت الشعب المصري لشعبين ، هي وان كان الغرض من ظهورها هو النيل من التيار الاسلامي ، ولكنها أصابت كبد الحقيقة دون قصد
فأغنية (إحنا شعب وانتو شعب) جاءت معبرة تماما عن الصراع الدائر في مصر الأن(على الهوية)
نعم هنا شعب وهناك شعب أخر تماما ، وبينهم من الفروق والاختلاف الكثير الكثير
فإذا ظل الطرف الأقوى حاليا مغترا بقوته ، معتقدا أن النصر حليفه للأبد (كما كان في السابق)، ساخرا من الطرف الأضعف الأن في المعادلة السياسية
وإن لم يعترف كلا من الشعبين (بالأخر) و بحقوق الأخر ، والمتغيرات الجديدة الذى أفرزتها التطورات والأحداث الاجتماعية
فأعتقد أن البلاد ستشهد في السنوات القادمة الكثير من الأحداث الجسام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اعـتـذار وتـصـحـيـح
على المحلاوي ( 2014 / 7 / 13 - 10:02 )

جاء عنوان المقال هكذا
حـقـا لـقـد صـدق الـكذبـيـن
وهذا خطأ والعنوان الصحيح للمقال هو
(حـقـا لـقـد صـدق الـكـاذبـــيــن)
واعتذر عن هذا الخطأ الناتج عن
(أ) السهو عند الكتابة
(ب) عند الإرسال للموقع انقطعت الكهرباء بعدها مباشرا لساعات فلم تتح الفرصة لتعديل هذا الخطأ عند المراجعة وقبل النشر
ولكن هذا ليس مبررا فأنا في النهاية أتحمل مسئولية هذا الخطأ

اخر الافلام

.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي


.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات الميدانية في قطاع غزة


.. الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته على مخيمات وسط غزة ويستهدف مبنى




.. اعتداء عنيف من الشرطة الأمريكية على طالب متضامن مع غزة بجامع