الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنها معركة الإنسان السوري والفلسطيني والعراقي من أجل البقاء والكرامة

محمود الحمزة
(Mahmoud Al-hamza)

2014 / 7 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


إنها معركة الإنسان السوري والفلسطيني والعراقي من أجل البقاء والكرامة
محمود الحمزة

مشاهد مأساوية متشابهة تستهدف فيها كرامة الإنسان، نشهدها في كل مكان وخاصة في منطقتنا العربية في سوريا والعراق وفلسطين. إنها تعكس تشبث الإنسان ببقائه وبكرامته وحقه في العيش الآمن والحر الكريم.
ما هذا العالم المتوحش؟ بماذا أخطأ السوريون عندما طالبوا بحريتهم وكرامتهم بعد عقود طويلة من الظلم والاستبداد في ظل نظام بعثي اسدي فاسد، وبماذا أجرم العراقيون عندما طالبوا بالعدل وعدم التمييز في ظل حكم طائفي مستبد؟ وما هي خطيئة الفلسطينيين الذين فقدوا وطنهم ويبحثون عن بقاياه ليعيشوا بأمان وبكرامة.
هذه نماذج لشعوب عربية على سبيل المثال لا الحصر، يقال لها في وضح الشمس بأنها غير جديرة وغير مؤهلة للحياة الإنسانية الكريمة.
وليس هذا جوهر المشكلة بل أن من يتتبع تطور الأحداث يلاحظ بأن المستبدين في عالمنا العربي من طغاة وغزاة (وهم يتبادلون الأدوار) لا يعملون منفصلين بل هناك خيوط تجمع الطغاة والغزاة لأن من يضطهد شعبه ويقتله لا يمكن ان تكون لديه كرامة فهو مستعد، إن لم يكن قد فعل، لبيع شعبه ووطنه لقاء كرسيه ومصالحه، أي أن طريق الاستبداد يقود إلى الارتهان لإرادة معينة داخلية أم خارجية متنافية مع مصلحة الوطن وسيادة البلد.
إن إهانة المواطن وسلبه حقوقه التي شرعتها له الديانات والقوانين الدولية يعني في أقله بأن الحاكم فقد إنسانيته وكرامته فلا كرامة ولا إنسانية لمن يحرم غيره منها. وصدق من قال: لا يمكن ان تكون حراً على حساب حرية الآخرين.
هناك من يقول إن في دولة إسرائيل توجد قوانين وديمقراطية! ولكن اضطهادهم للشعب الفلسطيني واغتصاب وطنه – فلسطين- وطرد أهلها وقتل أطفالها هل يعني أن في إسرائيل احترام للإنسان؟ أم أن اليهودي إنسان والفلسطيني غير ذلك.
إسرائيل تقصف اخوتنا في فلسطين بطائراتها الحربية المرعبة بينما الغرب يقول إن إسرائيل تدافع عن نفسها مقابل صواريخ حماس! علماً أنها صواريخ هزيلة تحدث صوتا بلا فائدة وهي تضر أكثر مما تنفع. واعتقد ان صواريخ حماس تشبه صواريخ حسن نصر الله كلها جعجعة بلا طحين، والأنكى من ذلك أنها تجلب البلاء والموت للفلسطينيين واللبنانيين.
يقولون إن في أمريكا وفي الغرب عموماً قانون واحترام لحرية الفرد لدرجة أنهم يعترفون بالحقوق القانونية للأقليات المنحرفة جنسياً (المثليين) ويعتبرونها قمة في الديمقراطية واحترام حقوق الأقليات (ونحن في سوريا أصبحت لدينا حساسية من مصطلح الأقليات).
وبهذه المناسبة ألاحظ ما يلي: دوخنا الكثيرون "الأصدقاء" منهم والأعداء بالحديث عن حقوق الأقليات ومصير الأقليات والخطر على الأقليات الدينية والقومية. وانا اعتقد انهم يريدون من وراء ذلك الدفاع عن النظام الاسدي الذي يعكس هيمنة أقلية في سورية. فلماذا لا يتحدثون عن إبادة الأكثرية في سورية؟ ثم لماذا لا يطبقون نفس المبدأ في العراق فلا يتحدثون عن اضطهاد الأقلية السنية في العراق؟ وكذلك عندما يتحدثون عن اضطهاد الكرد في سوريا فإنهم يتهمون المعارضة في اضطهاد الكرد ويغضون الطرف عن النظام! إن الغرب يقلب الحقائق وهو ليس مع حق الشعوب بل مع مصالحه وأجنداته وهو لا يخجل من الكيل بمكيالين في كل مكان.
وأين حبهم للقانون والديمقراطية واحترام حقوق الانسان في فلسطين وفي سوريا وفي العراق؟ أم أن العربي من اشباه الإنسان وهو لا يشبه الأمريكي أو الأوروبي.
حولوا بلداننا إلى حقل تجارب لتطبيق نظرياتهم واستخدام أسلحتهم الجديدة وأدويتهم الجديدة يحرموننا من ابسط حقوقنا التي يعتبرونها أساسية لمواطنيهم.
السوريون خرجوا إلى الشوارع يطالبون بالحرية والكرامة من سلطة مخابراتية قذرة جردتهم من كل حقوقهم المدنية والسياسية والإنسانية.
أوهمونا في الغرب أنهم مع ثورة السوريين ولكنهم لم يقدموا عوامل الدعم من أجل تحقيق تغيير مشروع ولحماية السوريين من الإبادة بل هم يتباكون ويجاملوننا ونحن ننخدع بتصريحاتهم. دبلوماسي أمريكي يقول: على الأسد ان يرحل، ومسؤول آخر أمني يحذر من خطر القاعدة والإرهاب في صفوف المعارضة. أي انهم لا يرون إرهاب الأسد ولا وحشيته حزب الله وأبو الفضل العباس والحرس الثوري الإيراني وجرائمهم ضد السوريين السنة، بل يتحدث الغرب عن تنظيمات إسلامية متطرفة يتهمها بالإرهاب ونحن لا نعرف من الذي جاء بها إلى سوريا والعراق؟ أغلب الظن أن إيران والمخابرات الإسرائيلية والغربية ليست بعيدة عن ذلك.
هل أمريكا دولة صديقة لشعبنا، هل الدول الغربية صديقة لنا؟ لا أتحدث عن روسيا ضد الثورات ولأن دورها مكشوف في دعم الأنظمة الاستبدادية في العالم.
إذا راجعنا مسيرة الثورة السورية خلال ثلاث سنوات ونصف من القتل والإبادة والتدمير نال ملايين السوريين ولم تشكل مبررا كافيا للعالم الغربي الذي يتشدق بالحرية واحترام حقوق الانسان والديمقراطية لإيقاف الأسد المجرم عن ارتكاب جرائمه بحق شعبنا وبلدنا.
والإعلام الغربي متحيز لنظام الأسد مثلما هو متحيز لإسرائيل ومثلما هو متحيز للمالكي في العراق لأن هذه الأنظمة تلبي مصالح الغرب وإسرائيل.
أنظروا ماذا فعلوا في العراق! بحجة اسقاط نظام صدام حسين الديكتاتوري اجتاحوا العراق ودمروها ونصبوا حكومة من العملاء الذين يتبعون لإيران وللمخابرات الأمريكية ولكنهم ادعوا انهم يريدون إشاعة الديمقراطية في البلدان العربية والإسلامية المتخلفة. لقد نشروا الديمقراطية الأمريكية في أفغانستان وفي فلسطين وفي العراق!!!
فتحول العراق، وهو من اغنى دول العالم، إلى دولة متخلفة فقيرة. نهبوا خيراته وجعلوا المواطن العراقي يحلم بالماء قبل الكهرباء وبالأمن قبل السكن.
أنا اتهم العالم الغربي بالتواطئ والتحالف المفضوح ضد شعوبنا لأنهم لا يريدون دولا تتطور وتبني مجتمعات عصرية ديمقراطية متقدمة تنافسهم في يوم ما على الثروات والتكنولوجيا والمعرفة.
وأنا اتهم إيران بأنها متواطئة منذ أن قامت ثورتها الدينية الملتبسة. فإيران كانت أكثر حرية في ظل الشاه. وما المحادثات الماراتونية على مدى عشرات السنين بين الغرب وإيران حول البرنامج النووي إلا لذر الرماد في العيون. إنهم متفاهمون ويلعبون ويوهمون الشعوب وفي مقدمتهم الشعب الإيراني بأن ولاية الفقيه مثلها مثل نظام الأسد دول ممانعة ومقاومة ضد الصهيونية والإمبريالية الأمريكية.
هل أذكركم كيف عاد المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني إلى العراق بعد اسقاط صدام ولم يتعرض للخطر علماً أنه كان مقيماً في إيران وهو من أتباع إيران والأمريكان يصرحون بأن إيران عدوتهم؟؟؟؟
وإلا كيف تنسحب أمريكا من العراق وتسلمها للمالكي – رجل إيران. كيف يصرح بوش بأن إيران هي من "محور الشر" وإيران تصرح بأن أمريكا هي "الشيطان الأكبر". لكنهم ببساطة يتفاهمون في قضايا كبرى مثل تسليم العراق لإيران. وكذلك يتعاونون في أفغانستان.
لو لم يريد الغرب وإسرائيل برنامجا نوويا في إيران لدمروه من زمان كما فعلوا في العراق.
لو انهم ضد نظام الأسد المجرم لأسقطوه سواء بالدعم المباشر أو غير المباشر ولكن الأسد رجل إسرائيل وإيران.
اعتقد أن معركة المصالح كلها لا تخفي جانبا خطيراً علينا الإقرار به وهو أن الغرب والشرق ضد العرب السنة حصراً. واكبر دليل هو ما قلته وأضيف التحالف الاستراتيجي لروسيا والصين مع الهلال الشيعي (نظام الملالي- المالكي- الأسد- حزب الله).
لكن متى تصحى دول الخليج وتعرف أن الغرب يبتزهم في مسألة الخطر الإيراني لكي تبقى هذه الدول تحت رحمته ولكي يستغلوا ثروات المنطقة ويبيعون السلاح بمئات المليارات من الدولارات؟
وبالمختصر إن لم تعتمد الشعوب على أنفسها لن تنتصر ويجب على من يسمون أنفسهم بـ "الأصدقاء" قبل الأعداء أن يدعموا شعوبنا وإلا فقدوا صداقتنا.
علينا أن نكون واقعيين ونكف عن المراهنة على الخارج ولست ضد الصداقات والتحالفات التي لا تمس بكرامتنا واستقلالية قرارنا الوطني ولكنني ضد الارتهان لإرادة الآخرين وبيع القرار والعيش بإرادة مسلوبة.
عندما قام شباب سوريا بالثورة كانوا أحرارا مستقلين بقرارهم لذلك حققوا انتصارات وأرعبوا النظام. عندما سلمنا قضية شعبنا للمعارضة الخارجية تميعت الثورة وأصبحت في خطر حقيقي.
علينا العودة للداخل وللشعب وللثوار يجب ان يقودوا الثورة بأنفسهم. لا يعقل ان شخصا يضحي بحياته يمكن ان يخون قضيته. ولكن شخصا يجلس في الفنادق الفخمة ويتنقل من دولة إلى أخرى يمكن ببساطة ألا يشعر بمعاناة الشعب ومأساته.
وحدة قوى الثورة والمعارضة السياسية منها والعسكرية تحتاج لمؤتمر وطني عام يحضر له جيداً وبأسرع ما يمكن لاختيار قيادة ثورية وطنية حقيقية.
يجب أن نعلن الثورة داخل الثورة وداخل المعارضة ونعلن الحرب على المتسلقين والانتهازيين وكل من يعيق مسيرة الثورة السورية

النصر لثورات الشعوب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دعوات دولية لحماس لإطلاق سراح الرهائن والحركة تشترط وقف الحر


.. بيان مشترك يدعو إلى الإفراج الفوري عن المحتجزين في قطاع غزة.




.. غزيون يبحثون عن الأمان والراحة على شاطئ دير البلح وسط الحرب


.. صحيفة إسرائيلية: اقتراح وقف إطلاق النار يستجيب لمطالب حماس ب




.. البنتاغون: بدأنا بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات