الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما أضعنا البوصلة - قصيدة

كلكامش نبيل

2014 / 7 / 13
الادب والفن


عندما أضعنا البوصلة،

وسط بحر الحياة،

ففقدنا الشعور بالإتّجاه،

وسرق اللصوص ضوء القمر الفضيّ،

وملأت السحب عنان السماء،

فلم نعد نبصر النجوم ولا عشتار،

نجمة الصباح والمساء،

التي هاجرت بعد أن كسر الأوغاد

جناح حبّها الشفّاف،

فلم ترغب في لقاء أبناءها بجناح الحرب القاتم



قتل المتوحّشون الدبّ الأكبر وصغيره

من أجل فراءهما النجمي،

ليزداد شعورنا بلا نهائيّة البحر،

وتتضاعف حلكة أمواجه ويعظم إضطرابها،

حاولنا أن نخالف كلّ القوانين

ونبصر طريقنا في الظلام،

أو على ومضة برق قد يطلقها بوسيدون



أصمّ آذاننا صوت الأمواج

وهي تدكّ الصخور ومركبنا الصغير،

حاولنا أن نجد صوتا آخر،

صوتا يمكنه أن يمنحنا الأمل لنواصل الإبحار

نحو المجهول،

لكنّ ذلك الضجيج البشع المتزايد،

كان قد كتم كلّ صوت في داخلنا

حتّى إعتقدنا لوهلة بأنّنا أموات



فقد صمتت كل أغاني بحّارة الإغريق

وإحرق أهل المشرق أنفسهم بلهيب

طائر الفينيق الذي قررّ فجأة الفناء،

أمّا قيثارة سومر فقد قطعت أوتارها

منذ أمد بعيد

إلاّ أنّ لصدى أنغامها سِحرٌ

ينبعث من بعيد،

من أعماق البحر المظلم،

حاولنا إتّباع ذلك الصدى،

أن نؤمن بذاتنا ونترك السفينة،

لنسير على صفحات الماء كالمسيح



حاولنا عبثا البحث عن حمامة،

عن غصن زيتون قد ترشدنا به إلى الطريق،

بعد أن ظلّت هي الأخرى طريقها

طوال ثلاثة آلاف عام

منذ أن أطلقها زيوسيدرا الحكيم،

لكنّ طوفاننا لم يكن من ماء أيّتها الحمامة،

طوفاننا مختلف تماما،

طوفاننا من ظلام وحرائق نوقدها

بأنفسنا، ليس من أجل التطهّر،

حرائق نتعذّب بها،

بعد أن أدركنا حقيقتنا الساديّة،

فأخذنا نتسابق في إضرام نيران الكراهيّة السوداء،

لنغرق في دهاليز الظلام،

ونتلذّذ بشعور الضياع المؤلم ذاك،

كان إعصارا يهزّنا بعنف من دون أن نشعر بالدوار،

ويعصف في أعماقنا الخبيئة

بهدوء يماثل صمت الموت



في النهاية قرّرنا أن نتخيّل بأنّ

كل ما حدث مجرّد كابوس لعين

وأنّنا سنستيقظ غدا سالمين،

ولكنّنا لم نعرف أبدا إن كان كابوسا

أم فلم خيال مرعب،

ولم نعرف إن كنّا سنستيقظ حقّا

أو أنّنا سندرك ما حدث ويحدث

وعندها إكتشفنا بأنّنا فقدنا بوصلة أنفسنا

هي الأخرى، وسط الإعصار،

لتتحطّم مع بوصلة القبطان

إلى الأبد



كلكامش نبيل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فاكرين القصيدة دى من فيلم عسكر في المعسكر؟ سليمان عيد حكال


.. حديث السوشال | 1.6 مليون شخص.. مادونا تحيي أضخم حفل في مسيرت




.. لم أعتزل والفوازير حياتي.. -صباح العربية- يلتقي الفنانة المص


.. صباح العربية | في مصر: إيرادات خيالية في السينما خلال يوم..




.. لم أعتزل والفوازير حياتي.. -صباح العربية- يلتقي الفنانة المص