الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رؤية في المشهد العراقي !

خالد اليعقوبي

2014 / 7 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


كتبت قبل حوالي عام منذ الان وبالضبط بتاريخ 4-6-2013 مقالة بعنوان " نظرية الأمن المناطقي" منشور على موقع الحوار المتمدن وبعض المواقع والصحف العراقية ، تناولت فيها رؤيتي الامنية الخاصة لاستتباب الامن في العراق من خلال مسك المناطق المختلفة في العراق بواسطة قوات شعبية رسمية، واليوم وبعد الأحداث الكارثية الاخيرة التي جرت في الموصل بتاريخ9-6-2014 اثبتت الوقائع صحة ما ذهبنا اليه في المقال وماآلت اليه الأمور المؤسفة.
بعد اشتداد الأزمة السياسية في البلاد وغياب واضح لعنصر الثقة واختلاف الشركاء والحلفاء لهذا الحد الكبير، بل اعتقد جازما ان الأمور وصلت الى حد ان داخل القائمة الواحدة والحزب الواحد هناك عدم تفاهم وغياب في الاتفاق حول المسائل الاساسية التي ممكن ان تساهم في تخفيف الأزمة والخروج من عنق الزجاجة .
واصبح اغلب المحللين والمتابعين للشأن العراقي والإقليمي والدولي في حيرة من أمرهم لتصور سيناريو واضح للخروج من الأزمة الحالية، حيث بدأوا بالبحث عن امكانية العودة الى ماكان الوضع عليه قبل سقوط الموصل في ظل عملية تداخل وتشابك الملفات المعقدة والأزمات الكبيرة التي تشهدها المنطقة خصوصا الأزمة السورية والملف النووي الإيراني ومشكلات تركيا الداخلية ومحاولة تصديرها الى الخارج وصولا الى احداث غزة الاخيرة وقبلها حديث بعض القادة الكرد برغبتهم الحقيقية بالانفصال عن العراق وممارسة حق تقرير المصير والذي حصل على تأييد رئيس الوزراء الاسرائيلي نتياهو في خطوة غير مسبوقة لخلط الأوراق بالمنطقة، وأخيرا وليس آخراً اعلان دولة الخلافة في نينوى.
كل هذه الملفات لايمكن لأي محلل سياسي التغاضي عنها أبدا في محاولة إيجاد الحلول لها لان جميع ماذكرته قد ألقى بظلاله على الأزمة الاخيرة في العراق التي اصبحت مثار أهتمام دولة العالم والقضية الاولى في الملفات التي ينبغي وضع الحلول لها.
بالإمكان وضع تصورات للحلول التي ينبغي طرحها لمواجهة مايمر به العراق، وفق منظور يؤمن بان بعض من هذه الحلول يكمن في قرارات وسياسات تتعلق بالداخل العراقي ومنها:
- بعد فتوى السيد السيستاني الشهيرة بوجوب الجهاد الكفائي ، استعادت المرجعية الدينية زخمها الكبير في التأثير في الأحداث الجارية بالعراق بعد غياب او تغييب، وسحب جزء كبير من البساط من تحت أقدام السياسيين لكن سرعان ما خفت هذا البريق وأصبح هنالك نوع من الأنانية السياسة لدى البعض في تجيير هذه الفتوى في حسابات سياسية آنية ضيقة ، تصب في مصلحة الأحزاب السياسية وخلط الأوراق بشكل يؤدي الى ضعف في تنظيم الجهد الاستراتيجي للدولة، لذا نعتقد بكل تواضع ان على المرجعية استعادة هذا الزخم واستثماره في حل معضلة مرشح التحالف الوطني لمنصب رئيس مجلس الوزراء عبر توافق بين قوى التحالف والتي يجب ان تكون داعمة وبقوة للشخصية التي يتفق عليها.
- نعتقد ان المشكلة الأمنية هي سياسية بامتياز، فضلاً عن حدوث أخطاء كبيرة ارتكبت من بعض كبار القادة الأمنيين والذي لايمكن وصولهم الى هذه المناصب لولا المحاصصة السياسية البائسة وما مارسوه من سياسة أمنية مرتبكة غير واضحة يشوبها الكثير من الفساد وعدم احترام وتقدير حقوق الناس ومصالحهم وعدم مصداقيتهم مع مرؤسيهم وسط غياب للدور الفعال للمؤسسات الرقابية التي طالما تحدثنا عنها سابقا، اذ نرى اليوم بضرورة وضع القيادات الأمنية في عموم العراق تحت إدارة مدنية سياسية لفتح حوارات حقيقية مع الأهالي في المدن التي تسعى الحكومة لاستعادة السيطرة عليها على غرار تجربة القائد الامريكي بترايوس في الأنبار عام 2007بشرط ان تكون هذه القيادات المدنية معروفة بالاعتدال والمهنية ومشهود لهم بالمقدرة والكفاءة وذات خبرة سياسية، لأننا نعتقد جازمين ان لاحل عسكري قادر على أحداث نتائج حقيقية على ارض الواقع.
- نعتقد ان بعض أطراف التحالف الوطني وكذلك بعض القوى الكردية تختلف تماماً مع مايدعو اليه السيد مسعود البرزاني على الأقل في مسالة توقيت هذا الطرح، ولايمكن على الإطلاق القبول بالتفريط بالاخوة العربية الكردية والتاريخ النضالي المشترك الطويل بهذه الطريقة التي تسير عليها الامور حاليا، وكما يبدو واضحا ان غياب مام جلال الذي وصفه السيد السيستاني ذات يوم " صمام أمان العراق " قد اثر بشكل كبير وواضح على التوازن في التعامل مع هكذا ملفات حساسة تتطلب الحكمة والصبر والمطاولة وتغليب المصالح العليا للبلاد ومراعاة الظروف الدولية والتحولات الإقليمية بدقة متناهية ، هذه الأطراف بالإمكان ان تشكل عامل ضغط مهم لتحجيم هذا الخلاف من خلال توضيح الرؤى الحقيقية لمستقبل البلاد ووضع المصلحة الوطنية واحترام الدستور العراقي بالكامل دون تجزئته والحفاظ على المكاسب الكبيرة التي حققها الإقليم بفضل صبر وتضحيات كبيرة قدمها الكرد على مر السنيين.
اما التصورات في الخارج العراقي فاظن ان ما يجري الان هو صراع مخابراتي حقيقي بين الدول الإقليمية والدولية وبكل أسف يدفع الشعب العراقي المظلوم وبعض شعوب المنطقة، كالعادة، ثمن هذا الصراع ، فاالاخطاء الامريكية الكارثية التي بدأت في عام ٢-;---;-----;---٠-;---;-----;---٠-;---;-----;---٣-;---;-----;--- لاتزال مستمرة دون الاستفادة من تجارب الماضي القريب ولاتزال شعوبنا تدفع ثمن خلاف المؤسسات الامريكية التي كما يبدو انها لم تستطع وبرغم الأموال الهائلة التي أنفقت والأرواح البشرية التي أزهقت ان تتوصل الى الطرق الصحيحة لوضع الحلول الناجحة، والحسابات الإيرانية التي تراهن على عنصر الوقت والمطاولة ووضع الحلول العسكرية التكتيكية التي تضعف من الجهد الاستراتيجي للدولة، والحسابات التركية الطامحة الى العودة الى الصدارة من جديد بعد الانتكاسات التي تعرضت لها بعد ما يسمى بثورات الربيع العربي ودور خليجي مرتبك خائف يدفع باتجاه دفع النار عنه باي ثمن حتى وان يكون بواسطة التحالف مع الشيطان دون معرفة ماذا يمكن ان يجري غداً.
أزاء كل ماذكرته سابقا بالاضافة الى ماحدث بعد الانتخابات المصرية التي شهدت العودة الى الهدوء السياسي في الشقيقة الكبرى مصر ومحاولة استعادة دورها المحوري ، اعتقد اننا أصبحنا فعلا بحاجة ماسة الى مؤتمر دولي إقليمي برعاية أممية يعيد تعريف الأدوار بالمنطقة بشكل حقيقي ورسم خارطة مستقبل الشعوب الذي لن يتم دون توافقات دولية إقليمية أبدا بعد ان فقدنا نحن العرب الحد الادنى من التوافق بيننا.

يقول احمد مطر : أمريكا تطلق الكلب علينا
وبها ومن كلبها نستنجد !
أمريكا تطلق النار لتنجينا من الكلب
فينجو كلبها ..لكننا تستشهد !












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منظومة الصحة في غزة الأكثر تضررا جراء إقفال المعابر ومعارك


.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة في تصعيده مع إسرائيل




.. ما تداعيات استخدام الاحتلال الإسرائيلي الطائرات في قصف مخيم


.. عائلات جنود إسرائيليين: نحذر من وقوع أبنائنا بمصيدة موت في غ




.. أصوات من غزة| ظروف النزوح تزيد سوءا مع طول مدة الحرب وتكرر ا