الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق - من اجل خلق طليعة ثورية

مناضل البصري

2014 / 7 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


اود في هذا المنشور ان اطرح رؤيا عملية بسيطة بعيدا عن الطروحات النظرية و العناوين التي غالبا من نذكرها في كتاباتنا و اعتقد ان الشعب العراقي لا يمتلك مساحة ثقافية مناسبة لاستيعاب اي طروحات نظرية بعناوين سياسية و فلسفية معقدة و ما يحتاجه الان اجابات بسيطة لكثير من التسائلات على ان تكون هذه الاجابات بلغة يفهمها مدعومة بتحركات عملية .
ان ما يجري في العراق الان ما هو الا نتيجة طبيعية للعملية السياسية التي فرضتها الامبريالية الامريكية بعد احتلالها للعراق و وضعت اسسها و اختارت رجالاتها الذين مسكوا بجميع مفاصل الدولة العراقية .فمن الغباءان نتفاجئ بما يحققه الارهاب على الارض و انهيار الجيش و ما يقوم به رئيس الوزراء و زمرته بعمليات مضادة غير متزنة سواء بالقصف العشوائي الذي يذهب ضحيته المدنيين و اعتقالات عشوائية و اطلاق يد الميلشيات الموالية له لتقوم بدور تصفيات على الهوية كرد فعل لارهاب داعش و حلفائها و بالمقابل نسمع بمهاترات جميع ساسة العملية السياسية حول تشكيل الحكومة و كيفية تشكيلها و توزيع المناصب التي تمثل لهم غنائم يغرفون و يسلبون من خلالها ثروة هذا البلد و ينفذون ايضا اجندات خارجية كل حسب مرجعيته السياسية و المخابرتية و باقنعة طائفية و عرقية ليقودوا بها (كل حسب انتمائه) قطيعه من هذا الشعب الحاضر الغائب المسلوب الارادة و العقل (و منذ عقود من السنين) ليكون جاهز كمشروع قتل و اقتتال و تهجير و نزوح ولا يملك من اسلحة دفاع عن نفسه سوى الشكوى و العويل و ندب الحظ و هو سائر خلف او بتوجيه من رعاته الذين لا يحتاجون حتى لعصا لسوق قطعانهم .
ان العملية السياسية الحالية و الارهاب وجهين لعملة واحدة فلا يمكن لها ان تصمد و تستمر الا بوجود هذا الارهاب و بغياب وعي الكادحين من هذا الشعب عن مصالحهم الحقيقية الذي لو حدث لاستطاع هذا الشعب ان يدافع عن نفسه بوجه هؤلاء و ان يلفض الارهاب ولا يكون سلبي اتجاهه و ان يسقط هذه العملية السياسية الكريهة .
ان ما يحدث الان ما هو الا مؤشرات لانهيار العملية السياسية و تخبط رجالها و عجزهم عن ايجاد حلول ترقيعية لها و انتظار توجيه الخارج لانقاذهم و ما استمرار هذه العملية لغاية الان الا لغياب صاحب الارض و الوطن عن الساحة و هو الشعب العراقي الذي هو الان يعيش باقصى حالة من السلبية و الانصياع لثقافة بعيدة عن مصلحته الحقيقية ثقافة اساسها الوهم لا تؤدي سوى الى الانقسام و الاقتتال فيما بينهم .
لا اريد الخوض في اسباب غياب الوعي و غياب طليعة ثورية لمختلف شرائح الكادحة من الشعب العراقي ولنركز على الواقع الحالي لغياب هذا الوعي و غياب الطليعة الثورية و كيفية معالجة ذلك لخلق الارضية المناسبة لبروز مثل هذه الطليعة .
نظريا ان ما يعيشه الشعب العراقي حاليا كفيل و منذ سنين لبروز طليعة ثورية له تساهم في رفع وعيه و طرح الحلول و رسم السياسات النضالية له في سبيل تحقيق طموحته في عيش بحرية و عدالة اجتماعية و لكن الواقع يقول غير ذلك فبدلا من بروز طليعة ثورية نلاحظ بروز تيارات رجعية تقوده و بانصياع شديد نحو الوهم و الدمار مستغلة خلو الساحة من اي تيار تقدمي مما زاد في تراجع الوعي لدى الشعب العراقي ليتراجع اكثر عن الساحة الحافز الرئيسي لاي وعي جماهيري الا و هو المصلحة الطبقية للجماهير و يحل محلها الصراع المذهبي و العرقي الذي يمثل صراع وهمي اوجدته نخب العملية السياسية لتحقيق مصالحها الطبقية من خلاله .
ان هذا الواقع المرير الذي نعيشه في العراق لا نجد حلول له نظريا فقط و بصورة مجردة فالنظرية الثورية تحتاج الى ارضية مناسبة لنضوجها و ان الطليعة الثورية لكي تستطيع بسط وجودها على الشارع تحتاج ان تتعامل تكتيكيا مع الواقع الثقافي و الاجتماعي العراقي بحيث تكسب ثقة الجماهير فتزيد من وعيه .
هناك مسافة كبيرة بين النظرية الثورية و بين الواقع الثقافي و الاجتماعي السائد الان نحتاج للغة جديدة نستطيع من خلالها التواصل مع الجماهير , نحتاج عناوين جديدة تكون مسموعة من الجماهير نفسر من خلالها نظريتنا التي لم توجد الا لغاية واحدة و هي تحقيق الحرية و العدالة الاجتماعية لكادحي هذا الشعب , نحتاج الى خطوات عديدة منها اجتماعية و ثقافية و تواصل مستمر مع جميع المتضررين من العملية السياسية الموبوءة . التواصل مع العمال و الفلاحين و العاطلين عن العمل و الطلاب و اصحاب المهن , نحتاج للتواصل مع النازحين و المهجرين و شرح اسباب تحولهم الى نازحين و مهجرين و طرح حلول لهم نحتاج الى خلق و توسيع ارضية ثقافية و اجتماعية اولا لبروز طليعة الثورية , نحتاج لكل مثقف لكل شخص واعي لما يدور حوله ليقول و ينشر رؤيته للاخرين نحتاج الى جريدة و منشور تصل للجميع نحتاج جوالة تتجول بين الناس و النازحين لكشف ما يدور , لا نحتاج حاليا الى احزاب تطرح رؤيتها النظرية بلغة المثقفين و الاكادميبن فقط بل اكثر من ذلك
لنترك المسميات كحزب كذا و كذا و لنخلق تيار اجتماعي ثقافي لينتمي له من ينتمي بشرط هدفه البحث عن الحقيقة و فضح القتله و السراق ليكون تيار بداخله اكثر من منبر , ان مثل هذا التيار كفيل مستقبلا لخلق طلائع ثورية تمتلك نظرية ثورية تتنافس بينها لخدمة الجماهير و قيادته .فالظلام الذي تغلغل في عقول اغلبية الشعب العراقي تدريجيا و منذ عقود من الزمن اغلق كل الابواب امام اي نظرية ثورية تنويرية فالهوة شاسعة جدا بين افكار الظلام التي عشعشت بهذه العقول و بين النظرية التي نريد نبني على اساسها طليعة , علينا اولا محاربة الظلام بادوات مناسبة نبتكرها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة : هل طويت صفحة الهدنة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. هل يستنسخ حزب الله تجربة الحوثي في البحر المتوسط؟ | #التاسعة




.. العد العكسي لسقوط خاركيف... هجوم روسي شرس يعلن بداية النهاية


.. أمير دولة الكويت يعلن حل مجلس الأمة وتعليق بعض بنود الدستور




.. الحرب في غزة تحول مهرجان موسيقي إلى ساحة سياسية | #منصات