الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاهتمام بأمور المسلمين

فوزي بن يونس بن حديد

2014 / 7 / 13
كتابات ساخرة


أساس هذا العنوان حديث للرسول صلى الله عليه وسلم يقول فيه: " من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم"، ومادام العالم أصبح قرية صغيرة يعرف فيها الشرق أخبار الغرب ويعلم الغرب أخبار الشرق فقد صار المسلمون في كل مكان يعلمون ما يحدث لإخوانهم في أي بلد من العالم، وأصبح الإعلام هو الوسيلة الأساسية لبث أخبار المعذّبين في العالم وكذلك المرفهين من هذه الأمة، فلكل منهما حديث وصور، وعندما يتابع المسلم أخبار العالم عبر الشاشات والقنوات يتألم أشد الإيلام مما يحدث للأمة الإسلامية جمعاء، فهي تعيش بين فكر متطرف اتخذ القتل أسلوبا ووسيلة للوصول للسلطة عن طريق القوة باسم الإسلام، وبين فكر متسيب هو أقرب إلى العلمانية التي لا تدير وجهها للدين وتعتبر الدين مجاله المسجد وهو عبارة عن طقوس وحركات يقوم بها الفرد لعبادة ربه، وهي لا تمانع ذلك ولكنها تحارب من يدمج الدين في السياسة لأنها تعتبر ذلك فكرا سفسطائيا لا مجال لتطبيقه على أرض الواقع.
وبين هذا الفكر وذاك صار البقية الباقية المسلمين يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب النفسي والمادي وأشرس المعارك التي لا مجال للمقارنة بينهم وبين أعدائهم، فما يحدث في غزة اليوم حرب صليبية من اليهود الغاصبين على شعب كان صاحب الأرض في فلسطين، قنابل مضيئة تفتك بالحجر والشجر، تقطع الأطفال والنساء والشيوخ دون رحمة أو رأفة وتمزق أحشاءهم في شهر الصيام والقيام في مشاهد يندى لها الجبين وتئن منها الجبال وتكاد السماوات يتفطرن من هول ما نرى، وكل ذلك كان نزوة من اليهود الغاصبين أرادوا الفتك بشعب مقهور في الأساس عاش فترة طويلة من الحصار، وبعدها تطل أمريكا برأسها في الإعلام وتدافع عن القردة والخنازير بأن من حقهم الدفاع عن النفس، فبالله عليكم من المعتدي، وهل ميزان القوى بين الكفتين يقبله العقل والمنطق، فالذي نعرفه أن الذي يدافع عن نفسه هو الشعب الذي احتلت أرضه واغتصبت أمواله وانتهكت أعراضه وهدمت بيوته ودمرت بلاده فمن يا ترى؟ وما يحدث في بلاد الإسلام الأخرى، في سوريا من حرب شعواء على كل ما هو جميل وتدمير للعمران، وقضاء على الهوية العربية الإسلامية، وانتهاكات صارخة في ظل منظمات حقوق الإنسان التي عجزت عن الدفاع عن هذا الإنسان وأفلست في مواجهة العدوان أيا كان مصدره، وكذلك ما يحدث في الصومال وفي السودان وفي ليبيا وفي أفغانستان وباكستان وبورما والبوسنة والهرسك وإفريقيا الوسطى، وغيرها الكثير من البلدان من اعتداء صارخ للإنسان، فلم تعد له حرمة ولا يوجد من يدافع عنه ولا يوفر له حاجياته.
وفي مقابل ذلك نجد الترف على أنواعه بين الفنانين والفنانات، ملايين الدولارات تصرف في اللهو والمجون في ما يسمى كأس العالم الذي سيطر على عقول الشباب في العالم، بل في العالم العربي أشد وأضل، تغيرت موازين القوى، دول تنتظر المساعدات من أعدائها، وتنظيمات متطرفة يغذيها الأعداء بالمال والسلاح لتنشر الرعب بين النساء والأطفال وتقتل الشباب قوة الأمة، وعرب عاجزون عن مدّ يد المساعدة للمحتاجين والفقراء والمساكين والمكلومين والمعذبين والبائسين والمحرومين، ينتظرون بفارغ الصبر من يخرجهم من محنتهم ويرد لهم اعتبارهم، فقد صار الأمر واضحا للعيان ويبقى المسلم حيرانا كيف يستطيع أن يساعد هؤلاء البؤساء الذين يرزحون في هذا الزمان ويتوجعون ويتألمون ولا يشعر بهم أحد من جنسهم لأنهم قد فقدوا الإحساس ولم تعد الإبرة توخزهم، والحديث الذي أوردناه في بداية المقال يدعو المسلمين جميعا إلى التكاتف والتعاون في مواجهة العدو، وإن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص، ومثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي


.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض




.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل


.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا