الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكرة أفيون الشعوب

السعدي سعيد

2014 / 7 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


الدين أفيون الشعوب. كانت هده عبارة كارل ماركس ,في أوروبا القرن التاسع عشر, تزامنا مع الثورة الصناعية الرأسمالية وما أفرزته من بأس للبلوريتاريا, بحيث أن الطبقة المتسيدة، استغلت العمال واضطهدتهم. وحتى تحكم السيطرة على الكادحين الذين سحقهم البأس وطول ساعات العمل، وتخلق منهم آلات مستسلمة، تحالفت البرجوازية مع الكنيسة كما كان في السابق. وبذالك حولت نظرة العمال من الأرض الى السماء، وبعبارة أخرى بذل أن ينتقدوا الواقع المأساوي ويثورون من اجل واقع أفضل، أصبحوا يعيشون في السماء مع أحلام الحور العين ووديان الخمر... اذا كان هدا هو واقع أوروبا في القرن التاسع عشر. ففي العصر الحديث حسمت أوروبا في مسالة الدين، وأصبح مسألة شخصية، آي ان الدولة أصبحت علمانية فصلت الدين عن السلطة، لكنها لم تفصل من ممارساتها العملية من يغيب وعي الجماهير عن الساحة السياسية و الواقع الاجتماعي ،وكرة القدم هو هدا الأفيون الجديد، الأفيون الأديلوجي او الدين الجديد الذي استأنف دوره السابق وهو تخدير الوعي. نجد العديد من الشباب الذين يشكلون طاقة بشرية مهمة داخل المجتمع، وأداة فعالة لتغير(بالخصوص في مجتمعاتنا المتخلفة) نجدهم، أي الشباب، منغمسين كليا في الحديث عن مباريات كرة القدم التي لانهاية لها. والجدالات العقيمة... وكل طرف يتبجح بانتصاراته الوهمية، فاذا استثمرنا هده الطاقة التي تذهب مهب الريح فيما هو مهم وبناء، لقطعنا أشواط هائلة، لكن بارادة مريد تلعب الكرة دور المغيب عن الواقع السياسي والاجتماعي. وأصبح يشكل الآعلام الكروي دور (المشعوذ أو الساحر) أما كلمة السياسة في هده الأوساط، تشكل الفوبيا عندهم ، متغافلين بأن السياسة متحكمة في كل المجالات حتى الكرة نفسها بالاضافة الى أن طموحات العديد من الشباب لم تعد تتعدى لاعب كرة، أو مغني أو مغنية أو راقصة... و قضية النهضة ضربناها عرض الحائط. وهدا بسبب الاغرائات التي يلعب فيها لأعلام دور خطير. وبالموازاة مع ذالك يحجم من دور العلماء والمفكرون والمناضلين... فادا كانت الرياضة مهمة بدنيا لتقوية الجسم والعقل، والفرجة فيها عامل أساسي للخروج من الرتابة وتكسير الضغط النفسي والترفيه .آلا ان الكرة أصبحت شبه دين يعبد في المقاهي والشوارع و المنازل ...ونحن نعيش في اطار العولمة أصبحت الكرة معولمة، والفرق الرياضية التي هي من العيار الثقيل بضاعة عالمية تعرض بالاليات والوسائل خاصة بها. فثقافة العولمة هي ثقافة الاستهلاك (عولمة حب الاندية العالمية) يجعلك تستهلك المنتوج الكروي بدون تفكير،أو يفرضه عليك الاعلام او شغف الجماهير وهدا هو الحل أو الترياق في حالت الازمات الاقتصادية بالنسبة للآنظمة ، تجعل الشعوب التي على حافت الانهيار ان تغير بوصلة اهتمامها من الواقع الاجتماعي وتثور على الواقع. الى الجدال في الانتصارات الوهمية ،وبالنسبة للأغنياء المساهمين تزيدهم غنى، وقد تزيد الفقراء فقر، فتتسع الفوارق الطبقية. نجد حوالي 30 لاعب يتابعهم الاف المشجعين من داخل الملعب وكل واحد منهم له تذكرت الدخول، بالاضافة الى ماذكرنا هناك –اخواننا- الخليجين في عوض مايوجهوا أموالهم الى الشعوب المستضعفة يستثمرونها في فرق أجنبية فأين هي مكانة القضية الفلسطنية داخل الهستريا الكروية لبراميل النفط. نستخلص بان الكرة أفيون منوم للوعي ومغيب للحس النقدي ومحول بوصلة التفكير من القضايا القومية والوطنية والفكرية والدنية الى قضايا فارغة الا من الريح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المخدر
عليمي ( 2014 / 7 / 13 - 19:14 )
شعوبنا وللاسف الشديد تنقاد وبسرعة للخرافة وللامور التافهة وشبابنا اليوم اصبحت الكرة لديه كل شيئ نعم كل شيئ ادكر تلك الليلة عند صعودنا للدور الثاني في كاس العالم خرجت للشارع لقد رايت امواجا من الشعب ومن كل الفئات في حالة هستيرية لا توصف ادركت حينها اننا شعوب مخدرة

اخر الافلام

.. ”أنت رهن الاعتقال“.. توقيف صحفية أثناء توثيقها لعنف الشرطة م


.. أضرار جسيمة إثر إعصار قوي ضرب ولاية ميشيغان الأمريكية




.. نافذة إنسانية.. تداعيات توغل قوات الاحتلال الإسرائيلي في رفح


.. مراسل الجزيرة: قوات كبيرة من جيش وشرطة الاحتلال تقتحم مخيم ش




.. شاحنة تسير عكس الاتجاه في سلطنة عُمان فتصدم 11 مركبة وتقتل 3