الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزة – 2 – إستمرار جرائم الحرب الإسرائيلية و ردود الفعل الشعبية.

نضال الربضي

2014 / 7 / 13
القضية الفلسطينية



حتى الآن، بلغ عدد الضحايا الفلسطينين أكثر من مئة و خمسين، منهم أكثر من ثلاثين طفلا ً، مع أكثر من ألف جريح ٍ، بينما سقط عشرات الجرحى على الطرف الإسرائيلي إثنان منهما جروحهما خطيرة، في الوقت الذي تستمر فيه الآله الصهيونية العسكرية بضرب القطاع الذي يعتبر من أكثر المناطق ازدحاما و كثافة ً سكانية و عمرانية في العالم، مما يعني استحالة إصابة الأهداف المحددة بدون تدمير ما حولها، هذا إذا ما سلمنا أن هذه الأهداف حقا ً عسكرية و أنها مشروعة، و هو الذي تكذبه الوقائع على الأرض، و يظهر زيف ُ طرحه الذي يهدفُ إلى إظهار ِ إسرائيل كطرف مالك للأرض مُعتدى عليه من الطرف الفلسطيني المساوي له في القوة و الذي يحاول تدميره بدون مبرر، في وجه الواقع شديد التبكيت لضمير العالم المتحضر أمام إصرار الضحية ِ الفلسطينية على المقاومة شبه العاجزة و الحقيقة التاريخية و الإنسانية و الأخلاقية و القانونية (الأخيرة ُ ممثلة ً بمواثيق الأمم المتحدة) و التي تُدين ُ إسرائيل قوة ً مُحتلة ً لأرض ٍ ليست لها و بالتالي تتحمل مسؤولية َ احتلالها كاملة ً.

أثبت العدوان ُ الإسرائيلي على غزة عام 2009 استحالة َ إنهاء التواجد العسكري للمقاومة الفلسطينية، فعلى الرغم من سقوط أكثر من ألف ٍ و مئتي ضحية 1200، منهم أكثر من أربعمئة ِ 400 طفل ٍ و قاصر ٍ تحت سن ستة عشر عاما ً 16، و تدمير البنى التحتية، و زرع الموت و الدمار و محاولة ترويع الفلسطينين، إلا أن حماس قد عادت اليوم و في هذا العام 2014 أقوى مما كانت و بإمكانات ٍ صاروخية ٍ أبعد مدى ً و أكثر دقة ً، يقوم على إدارتها شباب ٌ أكثر عزيمة ً من ذي قبل و أشد ُّ تصميما ً على إيقاع ِ الألم ِ بالإسرائيلي المُحتل.

تعكس ُ السياسة ُ الإسرائيلية ُ في التعامل مع الفلسطينين الرؤية الإسرائيلية للواقع و تصورها للمستقبل، و يُبرز ُ منطقها الوحيد قائماً على القوة ِ و الغطرسة، فكل ما تفعله آلتها العسكرية هو ترجمة لما يدور ُ في عقول ِ و نفوس قادتها الذين يرون الفلسطيني رقما ً في معادلة، لا إنسانا ً من لحم ٍ و دم ٍ و مشاعر َ و أحاسيس و مستقبل، و يدركون َ أنهم الطرف الأقوى الذي يستطيع تغير الواقع على الأرض و معالجة َ الاحتجاجات الدولية الخجولة و تبديل اتجاهها لصالحهم في ذات الوقت الذي يقومون فيه بسحق التمرد الفلسطيني بقوة كاسحةٍ ذات تكلفة مرتفعةٍ في النفوس و الأموال و العمران، و تكلفة بسيطة نسبيا ً عليهم يستطيعون التعامل معها بفطنتهم السياسية و إعادة تدويرها لتمتين جبهتهم الداخلية و تصفية خصومهم المعتدلين من الفلسطينين و السياسين الإسرائيلين على حد ٍ سواء.

يدرك ُ بنيامين نتنياهو أنه لا يمكن ُ أن يربح الحرب ضد حماس، فهو يحارب شعبا ً كاملا ً و الشعوب لا يمكن ُ إفناؤها حتى لو تم إضعافها، لكنه يراهن ُ على قدرة آلته العسكرية على إيقاع ضرر ٍ بالغ ٍ بإمكانيات حماس المادية و الصاروخية و القيادية، ليجعلَ عملية التعافي الفلسطينية ِ المُضادة شديدة التكلفة تتطلب ُ 1. تجنيد َشباب ٍ جديد ٍ و تدريبه من الصفر مقابل من تقتله إسرائيل من القيادات المدربة الخبيرة، 2. و استمداد َ دعم ٍ جديد من الجهات الحليفة التي تزود حماس بالأموال و الصواريخ أو تدربها على تصنيعها 3. و انشغالا ً داخليا ً بإعادة إعمار البنية التحتية المُتهدمة، مما سيصرف الكثير من التركيز عن الإسرائيلي نحو الداخل الفلسطيني.

تهدف ُ إسرائيل أيضا ً إلى زرع مفهوم تفوقها الساحق في العقل الفلسطيني بهدف قتل ِ أي أمل ٍ تتمسك ُ فيه الأجيال ُ الجديدة في قدرتها على تحرير أرضها أو فرض شروطها، عن طريق توريث ِ الرعب لقلوب الأطفال و كسر عزيمتهم، و تشويه إدراكهم لإمكاناتهم الكمينة، و منعهم من النمو النفسي السليم، و استدامة ِ الإحباط ِ و العوز ِ و العجز ِ في بنيتهم النفسية و في أجسادهم المادية حيث و حين يُمكن ذلك، ليصير الفلسطيني شبح َ إنسان، خانعا ً ذليلا ً عاجزا ً لا يرتقي لمستوى الإسرائيلي مهما فعل.

ليست غزة مقصودة ً لذاتها لكنها جزء ٌ من مشروع ِ إبادةٍ كبير، هدفه ُ الإنسان الفلسطيني، و حُجتهُ: حماية ُ أمن إسرائيل، و أداته: الإعلام المُضلِّل و القوة العسكرية الغاشمة، و عناصرُ تسهيله: سذاجة ُ العرب و حماقتهم التي تقدم لعدوهم مِيزة َ تفوق ٍ نادرا ً ما تجد مجانيتها لدى غير العربي.

بعض الحمقى يوزعون "الكنافة المبرومة" و هي من الحلويات الشهيرة عندنا في الأردن، على السيارات على الإشارات الضوئية، ابتهاجا ً بسقوط الصواريخ على تل أبيب. البعض الآخر عبر على الفيسبوك أن هذه الصواريخ "فشَّت غله" أي شفت صدره و أروت غليله، بينما علق شباب ٌ آخرون على مواقع إخبارية في سطحية ٍ مخيفة داعين الله أن يتم نصره على اليهود. أحد الأصدقاء يعتقد ُ صادقا ً أن حماس ستكون قادرة بعد عشر سنين على تصنيع ِ سيارات ٍ و طائرات.

لا يوجد وعي عربي شعبي نهائيا ً، و يطغى الجهل ُ التام بأبعاد ِ الخطة الإسرائيلية على الرؤية الشعبية لهذا الصراع و التي ما زالت تعتقدُ بدونية اليهود الذين لا تكف عن استخدام كلمتي القردة و الخنازير لوصفهم، كما و يسئُ الأغلب تشخيص َ الواقع و تقيم القدرات العربية مقابل تلك الإسرائيلية، فلا عجب َ إذا ً إذا فرحنا بسقوط ِ صواريخ على تل أبيب، دون أن نسأل َ عن مدى تأثيرها أو الإنجاز الذي حققته، و لا مانع َ من إقامة ِ الأفراح و الليالي الملاح ما دام إسرائيليون قد دخلوا المستشفيات، حتى لو كان مقابل كل قتيل إسرائيلي خمسمئة ِ قتيل ٍ عربي، و حتى لو تشوهت أطفالنا و تدمرت بنيتنا التحتية، و ترملت النساء، و انضم جيل ٌ مشوه ٌ جديد إلى جيل ٍ مشوه ٍ سابق، كل هذا غير مهم، دمنا رخيص، مستقبلنا لا قيمة َ له، وجودنا مرهون ٌ بقدرتنا على التكاثر ِ و الإنتاج ِ البوهيمي الذي لا تأثير له، المهم أن نفرح، أن ننفس عن الغضب، أن نشعر َ أننا رددنا الصاع، حتى لو كنا عاجزين عن رد عُشره أو عُشر عٌشر أي عُشر عُشر ٍ منه!

نجدُ عند الشعب الإسرائيلي ذات السطحيةِ و الوحشية ِ أيضا ً، فلقد أظهرت عدة بوستات على الفيسبوك شاشة ً أمامها مقاعدٌ و جلوس ٌ لإسرائيلين يراقبون تطورات القصف على غزة و كأنهم في سينما يستمتعون بمشاهدة أحدث أفلام الأكشن! بينما غردت إسرائيليات ٌ قاصرات على تويتر بكلام ٍ من شاكلة: "أقتلوا أطفال العرب وبالتالي لن يصبح هناك جيل جديد"، "إننا نشن حربا حتى تصبح تلك الأرض ملكنا دون أي عربي"، بينما عبرت إحداهن أنها تتمنى من "أعماق قلبها إحراق العرب."، هؤلاء الإسرائيليات بعد بضع سنين سيصبحن َ مجندات ٍ في جيش الدفاع مع بنادق عوزي قادرة على تحقيق أحلامهن َ التويترية بكل كفاءة، بينما نوزع نحن الكنافة!

سطحية الإسرائيلي في فهم الصراع لا تضره كونه الطرف الأقوى الذي يسيطر ُ على الأرض و لديه مخططون استراتيجيون يفكرون عنه، بينما سطحية ُ العربي قاتلة فهو الأضعف و الذي يفتقر ُ للقوة ِ المادية و الخطة الاستراتيجية، لافتراق الأحزاب و كثرة القيادين و غياب المُخططين و سوء تقديم ِ القضية ِ العادلة للعالم المتحضر، و الإساءة الذاتية ِ للقضية بخطاب ٍ عنتري ٍ لا تعرف الامم الأخرى التعامل معه بل و تنكره و تعتقد أنه من مخلفات الماضي و تنتظر ُ بديله الحضاري الذي لا يأتي لأن صاحب الخطاب ِ ما زال يعيش في عصور الماضي و لا يُدرك الحضارة َ و لا خطابها.

إن مأساة َ الشعب ِ الفلسطيني حاضرة ٌ ببشاعة ٍ شديدة و ثقل ٍ فظيع ٍ على النفوس التي لديها الحس الإنساني و الأخلاقي و لا يمكن التغاضي عنها أو تبريرها أو قبولها بدعوى انتماء الفلسطينين إلى جمهور المسلمين و بالتالي زجهم تلقائيا ً في خيمة البرابرة ِ و الوحشين و الإرهابين ِ الذين لا ينفع ُ التعامل ُ معهم إلا بمنطق ِ القوة الغاشمة. و إني أرى أن التعامل مع القضية ِ الفلسطينية بجعلها بعدا ً من أبعاد السلفية التكفيرية و الخطاب الإسلامي الإستعدائي، و من منطلق ٍ عقائدي هو تعامي واضح و غير نزيه عن الحق الفلسطيني الأصيل في الارض، و عن الظلم البشع و الوقح للمحتل الإسرائيلي و الذي لا يختلف أبدا ً عن جرائم النازية في حق اليهود و جرائم داعش و النصرة في حق الشعبين السوري و العراقي، ناهيك َ عن كونه تجريدا ً بشعا ً للفلسطينين من إنسانيتهم و اعتبارهم أهدافا ً مشروعة في عنصرية ٍ بغيضة ٍ تعافها النفوس و لا تتفقُ معها سوى الأيدولوجيات النازية و الفاشية.

يجب أن تكون إدانة العدوان الإسرائيلي واضحة ً و صريحة ً بكلمات ٍ لا تحتمل ُ الصياغة َ المطاطية َ التي تقول كل َّ شئ و لا تقول ُ أي َّ شئ ٍ معا ً، هذه الصياغة الصائبة سياسيا ً و الساقطة أخلاقيا ً و إنسانيا ً و قانونيا ً التي تساوي بين القاتل و المقتول، بين الفاعل و المفعول به، بين السارق و المسروق، بين المُحتل الغاصب للأرض و العاجز ِالمغصوب أرضِه.

يستمر العدوان الإسرائيلي على غزة اليوم و لا نعلم متى يتوقف و أي مصير ٍ قاتم ٍ ينتظر الأطفال و النساء و الشيوخ و الرجال، و هو عدوان ٌ مفتوح، ينتهي بعد أيام ٍ ربما أو أسابيع، لكنه قابل ٌ للتكرار و صوره تزداد ُ بشاعة ً مع كل واحد ٍ من هذه التكرارات، بينما يفشل ُ العالم ُ في تحمُّل مسؤوليته الأخلاقية، و يختار ُ العرب أن ينأؤوا بأنفسهم عن الصراع بوسائل دبلوماسية ٍ ذكية، و تبقى الشعوب العربية غاضبة ً توزع الكنافة، و يموت ُ الفلسطينينون كل يوم ٍ ألف مرة!

ماذا نقول أكثر يا أمة: إقرأ؟!!

يا من لا تقرؤون و لا ترون و لا تسمعون و لا تحسون و لا تفهمون، أنتم كالأنعام بل أضل سبيلا!

ألا تستحون!!!!!!!!!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما هو الحل
nasha ( 2014 / 7 / 13 - 13:04 )
ما هو الحل برأيك ؟ هل تقبل ان يشترك الجيش الاردني في الحرب مثلا؟
يا استاذ الحرب الجارية هي بين عقول تتبع سياسة موغلة في القدم وتعيش في احلام الماضي وتتوهم ان السماء الى جانبها وبين عقول تخطط وتستعمل احدث تكنولوجيا واحدث نظريات عسكرية وسياسية .
في مثل مصري يقول الايد الي ما بتقدر عليها تبوسها وتخليها فوق راسك
العتب على الذي يستغل دم ابناء شعبه ويدخلهم في تهلكة مؤكدة لغرض السلطة والمال . انهم كمن يلعب القمار على حياة شعبه . شعب غزة اسير بيد الاخوان المسلمين ويعتبرونه ملك لمنظمتهم العالمية . لا مانع من التضحية به لاجل الغاية الاسمى ــــ الخلافة ـــــ الحكاية ليست غزه غزة مجرد ذخيرة سلاح.
تحية


2 - إلى الأستاذ Nasha
نضال الربضي ( 2014 / 7 / 14 - 07:56 )
نهارا ً جميلا ً طيبا ً أتمناه لك أخي ناشا،

للرد على سؤالك:

- لا أؤمن بالحروب فلقد علمنا التاريخ أنها لا تجلب سوى الكوارث، و لا أريد حربا ً مع إسرائيل.

- أريد أن يتوصل الإسرائيليون و الفلسطينيون إلى صيغة الدولة الواحدة (لا أؤمن بحل الدولتين)، بحيث يصبح الفلسطيني مواطنا ً كاملا ً في الدولة الجديدة التي لا بد من مراجعة اسمها و علمها و نشيدها و هويتها بما يعكس وضعها الجديد.

- بالنسبة للمقاومة الفلسطينية: أنا ضد العمليات الانتحارية و استهداف المدنين الإسرائيلين لكنني أجد أن المقاومة العسكرية ضد الجيش الإسرائيلي و جنوده و قواعده العسكرية مقاومة مشروعة و لا غبار عليها كونه جيشا ً محتلا ً و ينكل باستمرار و بدون توقف بالفلسطينين.

- أنا أدعو الجميع للتوقف عن عبث القتال و الموت و الانخراط في العملية السلمية، المشكلة الوحيدة إن إسرائيل تخلت عن كل تعهداتها الدولية و لم تنفذ منها شيئا ً و ضربت بكل التنازلات الفلسطينية عرض الحائط حتى بعد ما (و اعذرني على هذا التعبير) شلح المفاوض الفلسطيني بنطلونه و ركع أمام الإسرائيلي.

هل نلوم حماس بعد هذا؟؟؟؟؟

لا أحب حماس صدقا ً، لكنني لا ألومها.

دمت بود.


3 - العملية السلمية
nasha ( 2014 / 7 / 14 - 10:01 )
تحية اخي نضال
فاقد الشيئ لا يعطيه.
الاسرائيليون يفهمون عقليات الاسلاميين اكثر من المسلمين انفسهم لقد قرأوا نصوص التراث الاسلامي ولا يمكن ان يثقو بهم ولهم الحق . لقد كان آباؤهم واجدادهم وبعضاً منهم لا زال حياً يعيشون في المجتمعات الاسلامية ويتذكرون الاضطهاد والتمييز الذي عانوه. ولا زالو جميعاً يسمعون ليل نهار خطاب الكره والاستعداء من جميع المسلمين .
من الطبيعي ان يكونون قساة وعنيدين. سوف لن يحل السلام بالتمني والكلام المعسول والمفاوضات وانما فقط عندما تتبدل ثقافة المسلمين الى ثقافة متسامحة ويتلمسها الاسرائيليون بوضوح عندها فقط ستحل المشكلة.. السلام بين الدول ممكن بالاتفاق ولكن ان يختلط الوقود والنار في نفس الحيز فهذا المستحيل بعينه.
احترامي


4 - الاستاذ نضال المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2014 / 7 / 14 - 11:06 )
تحية و يلام و محبة و احترام
نحترم جداً ما تفضلت به اعلاه
انه نابع عن و عي و انسانية و مباديء و ثقة
اليكم
https://www.facebook.com/photo.php?v=518776771574307


5 - اين الحق ومن يمتلكه وما هو
مروان سعيد ( 2014 / 7 / 14 - 21:56 )
تحية اخي نضال الربضي وتحيتي للجميع
لنفرض ان القوة التي مع اسرائيل هي مع العرب وان القوة التي مع العرب هي مع اسرائيل ما الذي سيحصل
ارجوا منك جواب مقنع وبضمير مسؤول
وللجميع مودتي


6 - الأستاذ Nasha
نضال الربضي ( 2014 / 7 / 15 - 07:12 )
تحية طيبة أخي ناشا،

منذ فجر التاريخ حتى اليوم تقتتل كل الأمم و تتصارع و لا تثق ببعضها، و هذه ليست ماركة مسجلة باسم المسلمين و اليهود، راجع تاريخ اليونان الموغل في القدم، راجع تاريخ ممالك العراق بين النهرين، راجع تاريخ أوروبا.

نحن الآن في عصور الاتصالات و الدبلوماسية و أصبحنا أكثر قدرة على إيجاد الحلول و هي لا تنتظر أن تتغير ثقافات الشعوب لتفرض نفسها، لكنها تحتاج قيادات تخاطب شعوبها و تسير بهم نحو الحل و الاتفاق مع الآخر، فعامة الشعب و إن كانت تحت تأثير النص لكنها تُقاد بواسطة حكامها كما يريدون، و هذه واقع.

لو سعت القيادات الإسرائيلية و الفلسطينية جادتين نحو السلام، سيكون هناك سلام.

عندنا في الأردن مثلا ً لدينا معاهدة سلام و هي فعالة و نافذة حتى لو كان معظم الشعب لا يريدها، لكن الشعور الشعبي قصير النظر و غير الحكيم شئ، و السياسة و الاستراتيجية و التخطيط و ذكاء التنفيذ و مصلحة الوطن شئ آخر.

أهلا ً بك.


7 - أستاذ عبد الرضا حمد جاسم
نضال الربضي ( 2014 / 7 / 15 - 07:15 )
تحية طيبة أخي عبد الرضا،

شكرا ً لكلماتك الجميلة الطيبة.

شاهدت الفيديو و هو يؤكد ما أذهب إليه دائما ً من وجود تعدد في الرؤى و صحاب إرادة صالحة يعملون من أجل إحقاق سلام حقيقي بين الشعوب.

الخير توجه سلوكي أصيل في الإنسان مثل الشر تماما ً و تبقى مسؤوليتنا أن نستنهض الأول و نجد بواسطته وسائل إشباع للثاني تمنعه من التعبير عن قسوته لكن تنفسه و تشبع الحاجة من ورائه فيتحول إلى الأول.

أهلا ً بك.


8 - الأستاذ مروان سعيد
نضال الربضي ( 2014 / 7 / 15 - 07:23 )
تحية طيبة أخي مروان،

سؤالك افتراضي لا أملك جوابا ً واقعيا ً عليه، لكن ما أعرفه أن صدام حسين امتلك قوة كبيرة جدا ً استخدمها ضد جاريه الإيراني و الكويتي لكنه لم يكن تهديدا ً للسلام العالمي و لم يبد ِ أي رغبة في احتلال العالم أو الكون، و بقي تأثيره محصورا ً في منطقته.

ربما أنت تقصد أن تسأل عن ماذا سيحدث لو ملك السلفيون التكفيريون هذه الأسلحة، إذا كان السؤال عن هؤلاء المجرمين، فالجواب معروف: دمار شامل للبشرية، لذلك يجب استئصال هؤلاء المجرمين تماما ً و منعهم من السلاح.

كلمة استئصال تعني:

- دراسة حقيقية لجذور و لدوافع -التسلُّف-
- معالجة هذه الجذور و التي سيكون معظمها اقتصاديا ً و إنسانيا ً.
- دعم الاعتدال الديني و تمكين دعاته.
- تحجيم الدعاة السلفين و التضيق القانوني عليهم.
- تجفيف مصادر الدعم المادية.
- محاربة المقاتلين منهم عسكريا ً دون هوادة أو مهادنة أو تساهل أو تردد أو رحمة في غير موضعها، لأن القاتل الذي يريد أن يستأصلك يجب أن تقاتله حفاظا ً على حضارتك و مجتمعك و ثقافتك.
- فتح المجال لإعادة تأهيل من يعودون عن هذا الفكر الإجرامي و دمجهم في المجتمع.

أهلا ً بك.


9 - معظم الشعب لا يريدها،
nasha ( 2014 / 7 / 15 - 09:32 )
تحية للاخ العزيز نضال
لا احد ينكر ان الامم جميعاً تصارعت وتتصارع فيما بينها ، ولكن في حالتنا نتصارع صراع غريب رجعي يرجعنا الى الوراء الى زمن الغزو والعبيد وليس للخير والسلام وللاحسن
تعليقك الاخير لم يضيف شيئ على تعليقي .
الثقافة العامة للشعوب لا تاتي بليلة وضحاها وليست مسسؤلية الحاكم والسياسي الغير مؤدلج مطلقاٌ . السياسي المؤدلج يمكن ان يغير الاتجاه العام جزئياً باستعمال ادواة الثقافة المتوفرة وهي الدين والقومية او النظريات السياسية العالمية المطروحة.
المثقفين ورجال الدين في مجتمعاتنا هم من يشكل المنظومة الفكرية . وبامكانك ان تاخذ الموقع نفسه الذي نتحاور فيه الان كنموذج وسترى ان اكثر من نصف المحاورين لا يؤمنون بالمساواة والعدالة الاجتماعية ، فاذا كان موقع الحوار المتمدن بهذا الشكل فما بالك بمواقع الحوار المتدين؟
اشكرك


10 - الأستاذ Nasha
نضال الربضي ( 2014 / 7 / 15 - 22:31 )
تحية طيبة أخي ناشا،

أعجبني قولك التالي جدا ً:

- السياسي المؤدلج يمكن ان يغير الاتجاه العام جزئياً باستعمال ادواة الثقافة المتوفرة وهي الدين والقومية او النظريات السياسية العالمية المطروحة.-

هذا ما أريده بالضبط سياسين يقودون الجماهير نحو التفاعل الإنساني و الحضاري الصحيح، و رويدا ً رويدا ً تتغير الثقافة.

قلت َ أيضا ً:

- وسترى ان اكثر من نصف المحاورين لا يؤمنون بالمساواة والعدالة الاجتماعية ،-

صحيح، و لهذا أؤيد سياسين مثل الجنرال السيسي مثالاً و كمال أتاتورك، لأنهم قادرون على بدء و بناء نهضة حتى في أكثر الشعوب عشقا ً للأغلال و العبودية.

لهذا أنا لا أياس من الدعوة للإنسان، و للعلمانية و الحضارة و الحوار و الشراكة.

دمت بود.


11 - تمني
nasha ( 2014 / 7 / 16 - 06:00 )
الاخ نضال المحترم
انت تتمنى وارجو ان تتحقق امنيتك سريعاً .
صدقني بدون تبديل المفاهيم الاساسية والبدء بالتبديل فوراً وكشف الزيف المستور من زمان سوف لن تنعم هذه المنطقة بالسلام ، حتى محاولات السيسي الان ليست جذرية وارجو ان تتحول الى تغيير جذري ثوري .
حدثت ثورة ولكنها فشلت وانجبت انظمة ممسوخة اسوأ مما سبقها لان معظم الناس مرتبطين بالمفاهيم القديمة ولم يتفيرو الاّ قليلا جداً . الثورة الحقيقية ليست على الارض الثورة والتغيير في عقول الناس.
لا تقل لي اتاتورك ، اتاتورك فاشل بامتياز والدليل قردوغان . تركيا
منتج تقليد غير اصلي اذا بقيت على حالها مصيرها سيكون كالباقي.
يتبع


12 - الأستاذ Nasha
نضال الربضي ( 2014 / 7 / 16 - 07:17 )
يوما ً طيبا ً أتمناه لك أخي ناشا،

لن تتحقق أمنيتي سريعا ً، فهي تحتاج قادة ذوي رؤية و تصميم، و كاريزما خاصة يقودون بها الجماهير نحو علمانية شرقية الهوية إنسانية النزعة، حسب خطة و استراتيجية تهدف في النهاية لزرع مفاهيم المواطنة فوق الدين و المذهب.

تأمل بشار الأسد، في عهده زادت المساجد و بيوت تحفيظ القرأن و تضاعفت، و لقد ظن أن هذا يجلب رضى الناس فماذا كانت النتيجة، من هذه المساجد خرجت الجموع التي تكفر النصيرين و تريد شرب دمائهم.

الحل هو العلمانية.

لكن هذا لا يجب أن يلغي إنسانيتنا نحن الذين نقدس الحياة، بالعكس يجب أن يجعلنا أشد المطالبين بتوقف الحرب الظالمة على غزة. هل شاهدت صورة الأب الذي يحاول أن يحمل ولده المقطوعة رجله؟ أي قلب ٍ يحتمل هذا، إن الله نفسه يسقط أمام هذا المنظر!

مثال آخر: هل قصفت الطائرات البريطانية إيرلندا و بدلين عندما كان الجيش الجمهوري الإيرلندي يخرب في بريطانيا؟

هل جرأت بريطانيا أن ترمي دبلين بالفوسفور الأبيض متذرعة ً بحجة حماية النفس من الإرهاب؟

يا أخي العزيز، إن وحشية الآخر لا يجب أن تجعلنا ننسى من نحن و جوهر ذواتنا.

لنحارب الإرهاب فقط لا الناس.

دمت بود.


13 - النفاق العنصري يجر الاطراف نحو العنف
علاء الصفار ( 2014 / 7 / 16 - 08:42 )
تحية استاذ نضال الربضي
الهجمة العنصرية لإسرائيل لا تتوقف ونضال الشعب الفلسطيني سيستمر.الصراع الاسرائيلي العربي هو احد اشكال الصراع العربي ضد الغزو الامريكي المستمر على العرب فاسرائيل دولة تحقق الطموح الامريكي في ضرب الحركات التقدمية والعلمانية التي تعمل من اجل التطور للبلدان العربية امريكا تريد الابقاء على التخلف للشعوب العربية من اجل السيطرة عليها ولنهبها, أضف كم من السلاح باعت امريكا للدول العربية الرجعية باسم التسلح ضد العدو الاسرائيلي وكم مرة تم ضرب السلاح المصري والسوري والعراقي ليتم بيع سلاح جديد! هكذا امريكا تساعد الاخوان والقاعدة وطالبان,واليوم انتجت داعش لتقوم بمهام تخدم امريكا, فالصراع العربي الاسرائيلي في اعمق اعماقه هو صراع بين العرب وامريكا. المغيبين هم الضحايا, للعلم المغيبين يوجدوا على الجانبين وهم يرجعون للخرافة والقتل الديني و كره الاخر فأفكار الهاجانا تمام مثل افكار حماس فهي دينية و متخلفة تهين الانسان لكونه من دين اخر. وهكذا صار العرب و اليهود سلعة بيد امريكا من اجل مصالحها يخدمها أل سعود وآل صهيون لذلك نرى فتيات يريدون فناء العرب وعرب يوزعون الحلوى لموت اليهود!


14 - الأستاذ علاء الصفار
نضال الربضي ( 2014 / 7 / 16 - 09:22 )
تحية طيبة أخي علاء،

سمعت ُ البارحة خبرا ً أن قطر تعتزم شراء معدات حربية (رادارات، طائرات مروحية) بقيمة 11 مليار دولار، و سألت نفسي: ترى هل هي -خاوة- أو -أتاوة- مقنعة أو -قرض مجاني- أو -معونة مهذبة- أو جميع هذه الأشياء معا ً؟

ماذا صنعت داعش في العراق؟ ببساطة: قيام دولة مسخية سنية و إعطاء حجة للإقليم الكردي ليصبح له دولة كردية، مما يمهد للدولة الشيعية.

ماذا صنعت داعش في سوريا: قتلت الثورة و منعت النظام من الفوز، أي استدامت الموت و العجز و الدمار و الخراب.

يا أستاذ علاء، لا حل لهذه البلاد سوى العلمانية و فصل الدين عن الدولة و منع سدنة الدين من الحديث في السياسة و إخضاعهم للقانون و إعلاء قيم المواطنة و رفع امتيازات دور العبادة كاملة ً لا حل آخر.

بلادنا تموت.

يسرني حضورك و أهلا ً بك دائما ً.


15 - الان فهمت لماذا
nasha ( 2014 / 7 / 16 - 10:57 )
استاذ نضال مبروك عليك صداقتك مع الملا ع هههههههه
الان افتهمت لماذا حذفت تعليقاتي.


16 - أستاذ Nasha
نضال الربضي ( 2014 / 7 / 16 - 11:53 )
أخي ناشا أنا لم أحذف لك أي تعليق لا هذه المرة و لا في مرات سابقة.

أريد أن ألفت نظرك لنقطة تقنية:

لاحظ تحت اسم المعلق و على الجهة اليسرى يوجد دائما ً عنوان: التحكم.

و يظهر بجانبه أحد خيارين، إما:

- الحوار المتمدن: و هذا يعني أن محرر الموقع قد نشر أو حذف التعليق.

- الكاتب: و عندها يكون كاتب المقال قد نشر أو حذف.

يعطي الموقع للكاتب خيار النشر أو الحذف لكن إذا ما سبق الموقعُ الكاتب َو حذف التعليق لا يستطيع الكاتب أن يعيد نشره سوى أن يعود إلى بريده الإلكتروني و ينسخ محتوى التعليق و يضعه في تعليق جديد باسمه (أي باسم الكاتب) و يوضح أنه يعيد نشر تعليق محذوف.

كثير من الأحيان لا نستلم بريد تنبيه من الموقع على بعض التعليقات لمشاكل تقنية.

صفحتي مفتوحة للجميع و لا أحذف بنفسي أي تعليق إلا إذا كان فيه شتيمة أو عنصرية أو تحريض على الكراهية أو دعاية تجارية مثلما شاهدنا على بعض الصفحات أو إغراق تكراري.

أهلا ً بك دائما ً.


17 - لا يا سيدي
nasha ( 2014 / 7 / 16 - 12:44 )
لم اقصدك انت اعذرني يا عزيزي
لا يوجد اخطاء فنية وانما الفعل مقصود .
انه اثبات اخر على المحسوبية والواسطة في ابسط الاشياء .
انا لست كاتباً ، انا مجرد معلق صغير ولست ذو تأثير ومع ذلك مستقصد.


18 - الأستاذ Nasha
نضال الربضي ( 2014 / 7 / 17 - 11:50 )
أخي العزيز ناشا،

لا تنزعج و لا تحزن، فأنت مرحب بك دوما ً على صفحتي، و يمكنك أن تقول ما تريد.

صدقني بعض الأحيان لا تصلني رسائل لمعلقين كثيرين و لست فقط لوحدك مما يدل أنك لست مقصودا ً.

حاول إرسال التعليق مرة أخرى في المرات القادمة، و أنا متأكد أنه سيصلني.

أهلا ً بك دائما ً.

اخر الافلام

.. مسؤول إيراني لرويترز: ما زلنا متفائلين لكن المعلومات الواردة


.. رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية يأمر بفتح تحقيق




.. مسؤول إيراني لرويترز: حياة الرئيس ووزير الخارجية في خطر بعد


.. وزير الداخلية الإيراني: طائرة الرئيس ابراهيم رئيسي تعرضت لهب




.. قراءة في رسالة المرشد الإيراني خامنئي للشعب حول حادث اختفاء