الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا فعل الاسلاميون بالعراق؟

عبد عطشان هاشم

2014 / 7 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يعيش العراقيون ومنذ ثلاثة عقود او اكثر وضعا مأساويا مستمرا صنعوه بانفسهم قبل ان يكون من صنع (الطناطل ) الذين يحكمونهم. هذا السجن المؤبد لايتبدل فيه سوى الادارة والحراس فتارة يلبسون ( الزيتوني ) وتارة اخرى يطلقون لحاهم و نحن مقبلون على مرحلة الافغان العراقيين هذه المرة ومازال الوضع ينحدر من سيء الى اسوء .
الاحصاءات الدولية تقول ان هناك اكثر من 8 ملايين عراقي معتل نفسيا او عقليا لكني اجزم انه لايوجد عراقي ( صاحي ) الا اذا كان (مستفيد) حسب التعبير العراقي من سوء الوضع المزري وهذا الفريق معروف (السياسين ، سكنة المنطقة الخضراء ، بعض شيوخ العشائر الانتهازيين، محترفي التدين الزائف وبقية الجوقة) .
وكيف لبلد يحرم الحب والمودة والتسامح والاخوة الانسانية( العابرة للاديان والمذاهب) ويجيز القتل وسفك الدماء بشتى العناوين - بلد لايستطيع احد فيه ان يغني جهارا او يستمع للغناء علنا او يستمتع بشذى الموسيقى يعطر مسامعه او يمارس ايا من الفنون الجميلة الراقية التي تهذب مشاعر الانسان وتسمو به - ان ينتج انسانا معافى سليم النفس والعقل؟
لقد اصبح السكر والضغط والجلطة بشتى نكهاتها ماركة مسجلة باسم العراقيين وحدهم فباتت تنتشر بينهم اكثر من الزكام بفعل المعاناة اليومية المستمرة دون بارقة امل في التغيير.
لقد ضاقت الدنيا بالعراقيين بما وسعت كيف لا وهم لاامان ولا راحة ولامستقبل معلوم !
يصطلون بحر الصيف اللاهب والكهرباء صائمة منذ سنين رغم كذب المسؤولين المتكرر ، مسؤولين لايخجلون حتى من انفسهم ولاهم لديهم سوى اهوائهم وليذهب الوطن الى الجحيم وهكذا استجاب لهم الوطن فاصبح العراق هو الجحيم نفسه الذي وصفه دانتي.
عشر سنوات ضائعة من حياة العراقيين وثرواتهم رغم وفرتها لاتستطيع ان توفر لهم الامان ولا الصحة ولا مسكن يليق بالانسان ولاكهرباء ولا عمل ولا راحة نفسية- لاءات لاحصر لها- معلبين داخل بيوتهم الضيقة كاسماك السردين ، ينتظرون فرجا لايأتي ..
اصبح سياحة العراقيين الوحيدة في الداخل هي زيارة قبور اقربائهم والدعاء الى رب لايستجيب.
منذ التسعينات هجر العراقيين بلدهم واختاروا منافي الغربة غصبا عنهم ، اصبح الوطن وهما جميلا وسرابا ضائعا! بل اصبح العراقي مشردا داخل بلده دون ان يجد من يحميه ويقدم له العون ويربت على كتفه المتعب الذي يحمل اوجاع التاريخ كله و تحولت ميزوبوتاميا الاسطورية الى خراب ينعب فيها البوم الداعشي.
الاف الكفاءات المتميزة التي تستطيع ان تبني ارقى بلد مهجرة في الخارج اومركونة في الداخل بينما اشباه الاميين والحرامية ومدعي التدين يصولون ويجولون حتى انك لن تجد مرفقا حكوميا واحدا يدار بطريقة صحيحة كما في بلدان العالم ليس هناك شارع معبد بطريقة صحيحة او مجاري او اي خدمات حكومية ( تليق بانسان ) ، واغلب الشباب الذين تخرجوا لازالوا عاطلين عن العمل .
الكل يسرق ويرتشي ويفسد باسم الدين.
يرون الشعوب الاقرب لهم جغرافيا - شعوب دول الخليج العربية - وهم ينعمون بكل ملذات الدنيا وراحة البال بينما يغص السوق العراقي باسوء المنتجات في العالم واكثرها ضررا بالصحة والبيئة ، والنتيجة امراض غريبة وانتشار وبائي للسرطان وغيره من الامراض التي لاتخطر على بال!
كل يوم فلم جديد ، ومعاناة جديدة وبطل الفلم نفسه باقي !
رييع المليشيات هو الفلم الذي يحقق اعلى الايرادات حاليا!
في الشمال يحكم خليفة الله الدموي الذي يظن نفسه مازال في قريش ، وفي الجنوب وكلاء الله ساكتون عما يجري !
لم لا ! فرغم مرور اكثر من عشر سنوات وصرف مئات المليارات لم نستطع بناء جهاز امني محترف اوجيش محترف مثل الاخرين ليحمى الناس من كابوس الارهاب والمفخخات والقتل اليومي، وكيف تستطيع عصابة داعش التي عمرها سنتان ان تحتل مدنا كبرى وتشرد الالاف من الناس ويتهاوي امامها الجيش الذي يفترض به حماية البلاد ؟
لم لايسئل كل عراقي نفسه لماذا والى اين نحن سائرون؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 7 / 13 - 17:19 )
فائده :
الكاتب (ملحد)! .
فضائح الدروانيه وفضائح اخلاق الملاحده الاجراميه (متجدد) :
http://antishobhat.blogspot.com/2012/11/blog-post_2522.html


2 - مجرد راي
نصير عزيز ( 2014 / 7 / 13 - 20:58 )
الاخ الاستاذعبد هاشم .. كلامك دائما في الصميم
المسؤولية كبيرة جدا ومشتركه بين النخب المثقفه والتنويريون لممارست دورهم الوطني والانساني .. لان هذه الجراثيم خطيرة وقاتله ولم يبقى نخشى عليه او نبكيه من بعد دكتاتورية بغيضة نجد انفسنا تحت رحمة شخوص موتورين ومشعوذين واتباع وذيول لدول الجوار
المهمة كبيرة والحل ليس سهلا لكنه ليس مستحيل ...


3 - دودة الخل منه و فيه
فد واحد ( 2014 / 7 / 14 - 07:44 )
الكاتب لم يقل لنا بوضوح من هو المسؤول المسبب لما جرى في العراق ، هل الاسلاميون هم خربوا العراق كأشخاص و كنتيجة لمرض في نفسيتهم و طبيعتهم النفاقية او هو الدين الاسلامي أم الاثنين معا أم ان السبب خارجي و نظرية المؤامرة ثم ان الكاتب لم يتحدث عن كيفية معالجة الأمور في العراق و هل هناك أمل في تحسن الوضع في العراق

اخر الافلام

.. فرنسا تلوح بإرسال قوات إلى أوكرانيا دفاعا عن أمن أوروبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا بشأن عملية رفح وصفقة التب




.. بايدن منتقدا الاحتجاجات الجامعية: -تدمير الممتلكات ليس احتجا


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تغلق شارعا رئيسيا قرب و




.. أبرز ما تناولة الإعلام الإسرائيلي بشأن تداعيات الحرب على قطا