الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوار المتمدن .. والرأي الآخر..,,,,

علي الأسدي

2014 / 7 / 13
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن



مع احترامي للمواقع العراقية العديدة الأخرى فمن الحق القول ان منبر الحوار المتمدن كان سباقا في احترامه للرأي الآخر متبعا نهجا لم يحد عنه يعطى الفرصة المتساوية لكافة وجهات النظر ويسمح لصراع الآراء دون انحياز لهذا او ذاك من الكتاب أم لهذا أو ذاك من المواقف السياسية والفكرية والقومية. ومع أن هيئة التحرير متعددة الانتماءات الفكرية والحزبية والقومية لكنها تعاملت بكل ديمقراطية ونزاهة مع مختلف ما يطرح من آراء ومواقف حتى تلك التي تخالف قناعات بعض اعضاء هيئة التحرير الأكراد. لقد اتيحت الفرصة الكاملة لكتابات انتقدت بقسوة النهج السياسي لحكومة اقليم كرستان ولرئيسها السيد مسعود برزاني من الأزمة الحالية مع الحكومة الاتحادية. ومن تجربتي الخاصة فان بعض المواقع العراقية الأخرى وبخاصة الأخبار وصوت العراق تمتنع عن نشر اي مقال يتعرض بالنقد للقيادات الكردية حتى لوكان ذلك النقد في صالح الاخوة العربية الكردية والعيش المشترك بينما تقوم بنفس الوقت بالسماح لكتابات مبتذلة تندد بالطرف الآخر والرأي الآخر المختلف مع القيادة الكردية.
فتلك الصحف تتعامل مع المقالات المنتقدة للقيادات الكردية من قناعة راسخة لكنها خاطئة بأن أي نقد هو شتيمة تنتقص من مقام الشخصية السياسية الكردية مهما كان موقعها في الحكومة والاحزاب الكردية وتمتنع لذلك عن نشرها بنفس الوقت الذي تسمح به بنشر مقالات تسقيطية بحق الآخر من القوى الأخرى.

وللأسف الشديد يأخذ طريقه للنشر في بعض الصحف مقالات مثيرة للاحقاد ولا تستحق النشر لبذاءة اسلوبها في التعامل مع قضايا شعبنا الوطنية ولتعبيرها عن تعصب قومي أعمى ولى زمانه محليا وعالميا. ففي الوقت الحالي حيث تلاشىت تماما الصراعات القومية من مجتمعات العالم تتقارب الشعوب اليوم من بعضها البعض معززة روابطها وأهدافها المشتركة ، بينما تسعى أخرى لتشكيل اتحادات سياسية واقتصادية من أجل تقدم ورخاء شعوبها. أما في بلادنا فيجري العكس ، احياء المشاعر الطائفية والقومية التي تعزز الانقسام وتبارك التطرف باسلوب ساذج لا ينم عن أي وعي سياسي وديمقراطي. فيتبارى مثقفون أكراد وغير أكراد في هذا الظرف الصعب بتعزيز تلك المشاعر المتطرفة لتوظيفها لدعم مواقف حكومة اقليم كردستان. فمثلا تصاعدت في الفترة الأخيرة الدعوات للوقوف مع الحقوق التاريخية للكرد في كركوك أو غيرها من المناطق التي تم الاستيلاء عليها وضمها الى كردستان في ظروف غامضة ستكشفها الأيام. لكن للكرد حقوقا في بغداد أيضا ومدنا أخرى وهي أيضا حقوقا تاريخية لكنها قائمة على العيش الأخوي المشترك والوئام دون تمييز ولم تعتمد على النهب والاستيلاء عل حقوق أحد. فهناك أكثر من مليون مواطن كردي يسكن ويعمل في بغداد وحدها منذ مئات السنين ولهم ممتلكاتهم ونشاطاتهم الاقتصادية وفيها حتى قبور موتاهم أليست هي حقوقا تاريخية يتحتم على الكورد الدفاع عنها واتخاذها مثالا للتعايش لا للحرب.؟

الصراع على السلطة بين الحكومة المركزية وحكومة اقليم كردستان هو صراع سياسي فلماذا حول الى صراع قومي بين العرب والأكراد ، بل ان البعض يسعى لتجييش الجيوش من على منبر تلك الصحف استعدادا لحرب قومية لا تبقي ولا تذر بنفس الوقت الذي تمتنع فيه عن نشر الرأي الآخر ، وهذا بالضبط ما لا نجده على صفحات الحوار المتمدن الغراء. والأولى بتلك الصحف التي تتخذ موقفا منحازا ان تتوقف عن ممارسته وتتيح الحقوق المتساوية للجميع للتعبيرعن مواقفهم أسوة بالكتاب الآخرين عملا بحق التعبير أهم المبادئ الديمقراطية. وفقط بالحوار البناء وصراع الأفكار نوقف الانحدار نحو الديكتاتورية الاعلامية الاحادية الجانب التي مارسها النظام الصدامي السابق غير مأسوف عليها.

الترويج في الصحافة المنحازة للتحريض وايهام الناس بعدو لا وجود له لا في بغداد ولا في كردستان في الواقع هو خدمة عظيمة لقوى الارهاب الممثلة في داعش التي يجب أن نتوحد جميعا لدحر فلولها وتطهير العراق من الفكر المتخلف الذي تحاول بثه بين أفراد مجتمعنا المسالم والمتسامح. انه ليس غيرالحظ السيئ الذي يحدث الخلاف بين الأشقاء العرب والأكراد في هذا الظرف العصيب الذي تمر به بلادنا وكأن داعش قد جاءت في الوقت المناسب لا لتواجه حربا عليها بل لتشهد حربا طاحنة بيننا. فهل فكر الجميع بواقعية بالاجابة على تساؤل من نحن ومن أنتم ..؟
ألسنا أنتم الذين عارضوا النظام السابق وتعرضوا لغازاته السامة..؟
ألستم نحن الذين ثاروا نهاية حرب الكويت فانتهوا في مقابر جماعية..؟
ألسنا أنتم الذين غيبوا في سجون النظام السابق وتعرضوا لتعذيبه وارهابه ..؟
ألستم نحن الذين توزعوا على قارات العالم متحملين معاناة الاغتراب بعيدا عن الوطن والأهل والأقارب والأحبة الذين ماتوا ولم تتكحل عيونهم برؤيانا أو عيوننا برؤياهم..؟
السنا من عاش سويا على هذه الأرض وتقاسم قيظها وبردها ، مرها وحلوها ، عسرها ويسرها ، فلا دجلة الخير سألت من أي قومية او دين أو اثنية نحن ، ولا القبور تساءلت من نكون ومن تكونون.؟

أرجوكم كفوا عن الاستخفاف بعقول بعضنا البعض فموارد النفط والغاز تذهب الى حسابات حاشية حكوماتنا في بغداد واربيل أما الأكثرية الساحقة من المواطنين المتعبين المظلومين الفقراء فنصيبهم الفتات. أما نحن في الوسط والجنوب والغرب فللحقيقة والتاريخ فلسنا أفضل حالا من فقرائكم ، فمدن الصفيح تزداد اتساعا طولا وعرضا بدءا من بغداد وحتى البصرة وراوة ، وقريبا واذا ما ستمر الحال على هذه الوتيرة فسيترحم موتانا على صدام حسين. فاذا أردتم رأي الخاص فان في الثورة الاشتراكية التي يدعمها العرب والكرد يكمن خلاصنا. فالخيار لكم أخوتنا الكرد اذا أردتم غزالا خذوا أرنبا واذا أردتم أرنبا فخذوا أرنبا...إإإإ
علي الأسدي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منظومة الصحة في غزة الأكثر تضررا جراء إقفال المعابر ومعارك


.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة في تصعيده مع إسرائيل




.. ما تداعيات استخدام الاحتلال الإسرائيلي الطائرات في قصف مخيم


.. عائلات جنود إسرائيليين: نحذر من وقوع أبنائنا بمصيدة موت في غ




.. أصوات من غزة| ظروف النزوح تزيد سوءا مع طول مدة الحرب وتكرر ا