الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ازمة وساطة في غزة

محسن عبد الفتاح عقيلان

2014 / 7 / 13
السياسة والعلاقات الدولية


أزمة وساطة في غزة / بقلم محسن عقيلان
حرب غزة عام 2014 لا تختلف كثيرا عن سابقاتها في حرب 2009,2008وفي حرب 2012 من مجازر للاحتلال الاسرائيلي واستهداف بيوت المدنيين والمشافي والمساجد لكن الاختلاف هذه المرة في ازمة الوساطة وهي ترجمة حقيقية لما يدور في المنطقة من اضطرابات ومتغيرات اقليمية افرزت قوى وتحالفات ومحاور متناقضة في المواقف ومختلفة في الرؤى فقد دخل على خط الوساطة ثلاث قوى مؤثرة في المنطقة بالاضافة للولايات المتحدة التي تحاول اثبات ان حضورها في المنطقة لم يهتز وما زالت اللاعب الرئيسي .
أولا : مصر : دخلت على خط الوساطة بشكل مبكر لكن حسب مصادر مطلعة رفضت حماس ما قدمته مصر لانه لا يتضمن أي انفراجة لمعبر رفح لكن في اعتقادي ليس هذا هو السبب الحقيقي انما هو الجفاء الموجود بين الطرفين حيث تعتبر حماس امتداد للاخوان المسلمين التي تحاول الحكومة المصرية القضاء عليها في مصر فكيف ستناقض مصر نفسها وهي تحاول القضاء على الام في مصر واحتواء الابن في غزة فهذه تعتبر ازمة لكن يمكن التغلب عليها لما تملكه مصر السيسي من اوراق ضغط على حماس وايضا هناك سبب اخر ان مصر لا تريد ان يقزم دورها فقط كوسيط ويرجع كسابق عهده وهو الاكتفاء بملف غزة على حساب ملفات ساخنة ومهمة في المنطقة وعلى حساب دورها الاقليمي و هناك بعد نفسي عند السيسي نفسه وهو ينتظر التحرك الشعبي و الضغط الحزبي في الشارع المصري حتي يكون تدخله بقوة نزولا لرغبة المصريين. ومن جانب اخر اسرائيل تصر على تدخل مصر لكي تضمن تهدئة طويلة الامد برعاية مصرية و هي الاقدر على رعايتها وتنفيذها .
ثانيا : تركيا
فقد عرضت التوسط بين حركة حماس واسرائيل لما تملكه من رصيد معنوي عند الحركة بسبب الدعم الاعلامي والقليل من المادي لكن كيف لتركيا عرض الوساطة وهي تحتاج لوسيط لارجاع العلاقة مع اسرائيل والدليل على ذلك ما صرح به اردوغان من يومين عندما قال ان عودة العلاقة مع اسرائيل مرهون بوقف العدوان على غزة بالاضافة الى ان اسرائيل لا تريد الوساطة التركية لانها تعتبر تركيا اردوغان منحازة لحركة حماس لكن في الواقع تركيا تنحاز لما تمليه عليها ظروف المنطقة وما يخدم تمددها
ثالثا : قطر : التي يقيم بعاصمتها الدوحة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس فهي تمتلك من وسائل الضغط على حماس ومن علاقات جيدة مع اسرائيل ما يمكنها من تشكيل وساطة موازية لمصر لكن خلاف مصر وقطر ليس المعضلة الاساسية فهناك قوة اذا لم تبارك هذه الجهود ستظل الوساطة تدور في مكانها وهي الولايات المتحدة .
رابعا : الولايات المتحدة : دخلت على خط الوساطة وهندستها مسبقا من خلال وزير الخارجية جون كيري واتصالاته مع ابو مازن ونتنياهو و الايعاز بالتحرك التركي والقطري لكن المفاجئ كان عرض الوساطة من اوباما من خلال اتصاله مع نتنياهو للتوسط بين اسرائيل وحركة حماس التي تضعها في قائمة الحركات الارهابية لكن ذلك مؤشر على ان الولايات المتحدة تريد ارسال رسائل للطرفين الرسالة الاولى ان اسرائيل بدون الولايات المتحدة كالبطة العرجاء وهذا سبب التلكؤ الامريكي في اطالة المدة دون قدرة اسرائيل على حسم المعركة و الرسالة الاخرى لحماس انه من الممكن فتح نافذة لها كبداية للاعتراف بها للدخول على خط التفاوض على شروط التهدئة وايضا الرسالة البعيدة هي رسالة تطمينات لحماس لتكون شريك في مرحلة ما بعد حرب غزة
اذن حتى الوساطة دخلت في ازمة مواقف ورؤى انعكست سلبا على حياة المدنيين الفلسطينين الذين يدفعون ثمن القصف الاسرائيلي وثمن ازمة الوساطة الاقليمية وثمن الرسائل الامريكية الموجهة .
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تفض بالقوة اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة


.. مسؤول عربي لسكاي نيوز عربية: مسودة الاتفاق بين حماس وإسرائيل




.. جيروزاليم بوست: صحفيون إسرائيليون قرروا فضح نتنياهو ولعبته ا


.. عضو الكونغرس الأمريكي جمال باومان يدين اعتداءات الشرطة على ا




.. فلسطيني يعيد بناء منزله المدمر في خان يونس