الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داعش: من سيكون الهدف بعد العراق؟ 1/5

عبد العالي الجابري

2014 / 7 / 14
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


لماذا، يعد طلب البيت الأبيض بتوفير 500 مليون دولار لدعم للمعارضة المعتدلة السورية أمر في غاية الإبهام، رغم أن الكثيرين اعتبروه جزء من سياق عام ؟

الإجابة بسيطة، الإبهام يكمن في كون الرئيس الأمريكي أقر شخصيا منذ أيام قلائل، خلال الشهر الماضي فقط، بأن المعارضة ليس بمقدورها الإطاحة بالنظام السوري وعلى رأسه الرئيس بشار الأسد، فما السر في تغيير الموقف؟



هل يعد ذلك انخراطا متأخرا من طرف البيت الأبيض لمساعدة المعارضة السورية؟
أم يتم استعمال المعارضة السورية ذريعة لتوفير مساعدات مالية لجهات أخرى في اتجاه غير معلن لحد الآن؟
أم بعد" داعش الأولى" في سوريا، و"داعش الثانية" في العراق يتم تحضير "داعش الثالثة" لهدف ثالث، وفي هذه الحالة أي الدول هي الهدف القادم: البحرين، إيران أم مصر؟

لبدأ الحكاية، التي سنقسمها الى خمس أجزاء، من البداية:

أولا : المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري في أوسلو:

أثار انتباهنا منذ أيام، مقال نشرته " AFP" بتاريخ 22 يونيو 2014 جاء فيه : قامت المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري بثينة شعبان بزيارة إلى أوسلو، هي الأولى لمسؤول سوري على هذا المستوى إلى أوروبا منذ بدء النزاع السوري قبل ثلاثة أعوام.

وأضافت الوكالة، أنه جاء في تصريح لمسؤول في مكتب شعبان فضل عدم كشف اسمه : "زارت الدكتورة بثينة شعبان أوسلو يومي 18 و19 يونيو 2014، بدعوة من وزارة الخارجية النرويجية للمشاركة في مؤتمر".


وأضاف أن "الزيارة هي الأولى لمسؤول سوري رفيع المستوى إلى أوروبا منذ بدء الأزمة"، ... حيث كان الاتحاد الأوروبي قد اتخذ سلسلة عقوبات في حق مسؤولين سوريين مقربين من النظام، شملت منعا من الزيارة. وشعبان واحدة من المسؤولين الممنوعين من زيارة دول الاتحاد.


وبحسب مكتب المسؤولة السورية، التقت شعبان خلال زيارتها وزير الخارجية النرويجي بورغ برينده والرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان ومدير مكتب الرئيس الإيراني.

كما أوردت صحيفة "الوطن" السورية المقربة من السلطات، أن شعبان "قدمت ورقة عمل تضمنت رؤية سورية لما تتعرض له المنطقة من إرهاب والمخارج الممكنة".


وبحسب نفس الصحيفة، فقد تضمنت الورقة "ما يمكن للغرب أن يقوم به لوضع حد لتدفق المال والسلاح والإرهابيين إلى الشرق الأوسط وإعادة بسط الأمن والأمان وعدم التدخل في شؤون شعوب المنطقة والسماح لها بتقرير مصيرها واختيار قادتها ورفض هذه الشعوب لأي وصاية".


كما أن جميع وكالات الأنباء نشرت خبر مشاركة شعبان في الدورة الثانية عشرة لـ"منتدى أوسلو" وهو لقاء تنظمه وزارة الخارجية النرويجية بالتعاون مع "مركز الحوار الإنساني".


وبحسب موقع " منتدى أوسلو" الالكتروني، يجمع المنتدى "مسؤولين رفيعي المستوى ومتخصصين في حل النزاعات، وأصحاب دور من الصف الأول في مسارات السلام، لسلسلة من اللقاءات غير العلنية بهدف تبادل خبراتهم وتحديد التحديات".


فيما أضافت صحيفة "الوطن" أن أجواء المنتدى كانت "ايجابية جدا وخصوصاً ما يتعلق بالأزمة السورية، حيث أقر الحضور بأخطاء الحكومات الأوروبية والأميركية تجاه سورية وضرورة فتح صفحة جديدة في العلاقات بين دول العالم ومنطقة الشرق الأوسط لإعادة بسط الأمن والأمان في كل المنطقة، ولا سيما أن الإرهاب بات يطرق أبواب أوروبا ويشكل التهديد الرئيسي لها".


وقبل انتقالها إلى النرويج زارت شعبان موسكو، ابرز الحلفاء الدوليين لنظام الأسد، والتقت نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف في 16 يونيو، بحسب ما أفادته الخارجية الروسية.

الإنباء أشارت في حينه أنه بناء على تعليمات من الرئيس الأسد، بثينة شعبان تكون قد ذهب مباشرة إلى أوسلو، من دون العودة إلى دمشق.

الغريب أنه ولا جهة من الجهات المعنية قامت بنشر تفاصيل عن نتائج أو توصيات اللقاء، كما أن موقع "منتدى أوسلو" نفسه بقي صامتا وخاليا من أي تفاصيل.



كيف لنا، إذن، أن نفهم سياق دخول ميزانية العمليات الديبلوماسية والعسكرية الأمريكية فيما وراء البحار على الخط؟



قناة "برس تي في" الإيرانية، أفادت أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، طالب الكونجرس بتخصيص 65 مليار دولار، لتمويل الحروب أثناء تقدميه لميزانية الدولة للسنة المالية القادمة.

بل أوضحت نفس القناة: أن الرئيس الأمريكي أرسل مجموعة من التعديلات الخاصة بالميزانية للمشرعين بالكونجرس، من بينها تخصيص 58.6 مليار دولار لتمويل الحرب بأفغانستان، و7.3 مليار دولار للبرامج الأمنية التي تديرها وزارة الخارجية الأمريكية حول العالم.

وتضمنت تعديلات أوباما طلبات بدعم الأمن الأوربي، وإنشاء صندوق جديد لمكافحة الإرهاب بالشرق الأوسط وأفريقيا، كما أشارت الى إصرار الجمهوريين على ضرورة مناقشة الكيفية التي سيتم من خلالها استخدام هذه الأموال، مؤكدة رفض بعضهم الموافقة على طلب الرئيس.

وأوضحت القناة، أن هذا البند من الميزانية الأمريكية تم إنشاؤه تحت عنوان "عمليات الطوارئ فيما وراء البحار" من أجل تمويل الحرب الأمريكية بالعراق وأفغانستان، لكنه استخدم في السنوات الأخيرة لأغراض أخرى.

وعلق البيت الأبيض على طلب الرئيس، موضحا أن الصندوق الجديد سيخصص لمواجهة الأزمات الحرجة بالمنطقة كمكافحة الإرهاب، فيما أشارت "برس تي في" إلى طلب أوباما من الكونجرس في وقت لاحق بتوفير 500 مليون دولار لتسليح وتدريب المعارضين للرئيس السوري بشار الأسد.



ماذا حصل بين 19 و 25 يونيو 2014؟

ليصر الرئيس أوباما على تخصيص مساعدات مالية للمعارضة السورية حين تقديم ميزانية عام 2015 للكونغريس في ما يسميه الامركان العمليات الدبلوماسية والعسكرية في الخارج ( بل خلق بند خاص بعمليات الطوارئ فيما وراء البحار Overseas Contingency Operations)، حيث انه من 65.8 مليار دولار، ستخص 5 مليار دولار منها ستخصص لإنشاء صندوق الشراكة لمكافحة الإرهاب (Counterterrorism Partnerships Fund - CTPF) حسب ما صرح به في خطابه في وست بوينت West Point يوم 28 ماي2014.

وفقا لبيان البيت الأبيض، 4 مليارات ستدار من قبل وزارة الدفاع الأمريكية، والخامس عن طريق وزارة الخارجية، حيث سيتم صرفها على الشكل التالي:

- استخدام 3 مليارات على حد سواء لتدريب قوات مكافحة الجماعات الإرهابية المحلية وكذا محاربة الأيديولوجيات المتطرفة، ومكافحة تمويل الإرهاب وتعزيز سبل "دمقرطة" الحكم.

- 1.5 مليار سيتم استخدامها لمنع انتشار الصراع السوري إلى جيرانها، سواء بتشكيل وتعزيز الأجهزة الأمنية لإغلاق الحدود أو عبر تقديم مساعدات للاجئين.

- استخدام 0.5 مليار "لتدريب وتجهيز عناصر محددة من المعارضة السورية بغية المساعدة في الدفاع عن الشعب السوري، وتحقيق استقرار المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، وتسهيل توفير الخدمات الأساسية، ضد التهديدات الإرهابية، وتهيئة الظروف لتسوية تفاوضية ".

- أخيرا الاحتفاظ 0.5 مليار للتعامل مع أزمات الأوضاع الجديدة.

في إخطار للبيت الأبيض، جاء فيه ما معناه "استقرار المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة" لا يمكن أن يتم عبر خلق دويلات، لأن هذه المناطق صغيرة جدا ومفككة أصلا. والأصح ترجيحا هو خلق مناطق آمنة لإسرائيل. الأولى تتمركز في الحدود الإسرائيلية السورية والثانية عند الحدود التركية السورية، بشكل في حالة قيام نزاع، ستجد دمشق نفسها داخل "معصرة/بين نارين كما يقول العرب". كما يجب أن تخضع هذه المناطق لنفوذ «عناصر من المعارضة المسلحة السورية التي نسيطر عليها"، مؤكدا على فكرة أن دعم واشنطن لهذه المليشيات لا يسعى للإطاحة بالحكومة السورية، ولكن فقط لحماية المستوطنات اليهودية في فلسطين.

هذا التكتيك الأمريكي المعلن يتفق تمام الاتفاق مع بيان الرئيس أوباما، ليوم 20 يونيو على CBS الذي جاء فيه (ونحن هنا نقوم بترجمة حرفية ) : هذا الصباح "أعتقد أن الفكرة القائلة بوجود قوة سورية معتدلة قادرة على هزيمة الرئيس السوري بشار الأسد ليست صحيحة، وأنتم تعرفون، أننا أمضينا الكثير من الوقت في محاولة للعمل مع معارضة معتدلة في سوريا ... والفكرة كانت أنها قادرة على إسقاط الأسد ، بل أن بإمكانها التخلص أيضا من جهاديين على درجة عالية من الكفاءة... والشرط كان أن نرسل لهم القليل من الأسلحة والكثير من الخيال والمتمنيات... وأعتقد أنه من المهم جدا بالنسبة للشعب الأمريكي و ربما الأهم من ذلك، بالنسبة لواشنطن أن تفهم الصحافة ذلك".

يتبع



عبد العالي الجابري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Ynewsarab19E


.. وسط توتر بين موسكو وواشنطن.. قوات روسية وأميركية في قاعدة وا




.. أنفاق الحوثي تتوسع .. وتهديدات الجماعة تصل إلى البحر المتوسط


.. نشرة إيجاز - جماعة أنصار الله تعلن بدء مرحلة رابعة من التصعي




.. وقفة طلابية بجامعة صفاقس في تونس تندد بجرائم الاحتلال على غز