الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


14تموز نعمة ام نقمة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

هادي حسين الموسوي

2014 / 7 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


تمر اليوم الذكرى الــ 56 لثورة الرابع عشر من تموز 1958
افاق اهل بغداد على اغرب صباح لا يشبه صباحاتهم المعتاده ........... صباح يوم الاثنين الرابع عشر من تموز 1958........ كانت اذاعة بغداد ينداح منها صوت مقريء القران يترنم بقراءة بغدادية صرفة ..... لينقطع البث بصورة مفاجئه .......... ليهدر صوتا جهوريا يعلن عن قيام ثورة 14تموز وسقوط الملكيه .... كان ذلك صوت العقيد عبد السلام عارف ... القى البيان الاول للثورة ....... خرج شباب بغداد للشوارع ليستوعبوا الحدث الاغرب .... اتضحت معالم الثورة للناس ....... في ضحى ذلك اليوم احتشدت جموع الفرحين في الميادين والشوارع .......
اعلن قادة الثورة (الزعيم الركن عبد الكريم قاسم والعقيد الركن عبد عبد السلام عارف ومجموعة الضباط الاحرار ) عن انجازات مهمة في مقدمها زوال النظام الملكي ورموزهم ( الملك ووصي العرش ونوري السعيد والموالين لهم ) وانهيار الاتحاد الهاشمي الذي يجمع العراق والاردن قبال الجمهورية العربية المتحدة -سوريه ومصر- والخروج من منظومة الاسترليني... والخروج من حلف بغداد ...... والقضاء على الاقطاع .... واشاعة مقولة : الارض لمن يزرعها وانصاف الفلاحين. والعمل للعمال.... واجازة الاحزاب والصحف ... وتوسيع مفاهيم الحرية... واطلاق المشاريع الكبرى ........ وسنت قانون رقم 80 لتنظيم استغلال النفط واستخراجه من فبل الشركات الاجنبية.... وفض العزلة التي عانى منها العراق دوليا وفتح صفحة جديدة من العلاقات العربية والدولية وخصوصا دول المعسكر الشرقي ...وانصاف الاكراد والاقليات العرقية والدينيه ... والقائمة تطول ............
انتعشت امال ابناء العراق في مستقبل زاهر ....... بالمقابل نشأ صراع خفي بين قاسم وعارف ... الاول توجهاته وطنية والتف حوله العمال والفلاحين والشيوعيين والمستقلين ......... اما عارف فتوجهه قومي وكان مندفعا متسرعا وارتكب هفوات زرعت العداء بين العراق وجمال عبد الناصر ... والتفت حوله التيارات القومية ومنهم البعث ........ وصار العراق مسرحا للتناقضات ..... عبد الكريم ابعد عبد السلام عن منصة القيادة ... كان قاسم هو الحاكم الفعلي للعراق رغم وجود -- مجلس السيادة -- الذي يفترض به تولي ادارة شؤون العراق الجديد ....... ابتعدت الثورة عن اهدافها المعلنة وصارت حلبة للصراعات ( شيوعيون -- و -- قوميون ) ..... شهد البلد خلالها احداثا كثيرة منها ثورة الشواف بالموصل ومحاولة اغتيال قاسم من قبل البعثيين وقطار السلام واحداث كركوك وصار في العراق تيارين ، قومي / ووطني وتفتحت زهور القتل بين التيارين......
لم تستمر الثورة في مسيرتها طويلا اذ اجتثتها مؤامرة بعثيه قتل فيها عبد الكريم بشكل همجي ..... قضى عبد الكريم في 14شهر رمضان عام 1963.... وانطوت صحيفتان من عمر الحكم في العراق اولهما الملكي 1921--1958 وثانيهما ثورة تموز 1958-- 1963 ...
وتأججت بعدها نيران البعث لتحرق امال العراقيين واثارها مستمرة الى يومنا هذا ........ ان ثورة تموز كانت انقلابا عسكريا ......... قادته بعيدون كل البعد عن الساسة ..... لذا وئدت الثورة قبل ان تكمل خمس سنوات من عمرها..... اكتوى العراق بعدها بوجوه --انقلابيه-- ليس فيهم من يمتلك حسا وطنيا .......... كل ساسة العراق من سنة 1963 ولغاية هذا التاريخ لم نر قيادة وطنية تحفظ حقوق البلد وابنائه ...... والان ازداد ضياع الامل في حكومة لم تقو على تحمل مسؤولياتها ومجلس نواب رجاله دمى تحركهم احزابهم دون الاتفات الى بلده وهو على وشك ان تقطع اوصاله..... ان مكاسب ساسة العراق فردية وشخصية ..... اما مكاسب الوطن فهي الجوع والتشرد وفقدان الكرامة والقتل وضياع كيان البلد الذي بدت في الافق نذره واضحة.....
كانت ثورة تموز مفتاح الاسى رغم نزاهة قادتها..... لولاها لما راينا الغرباء يعيثون في ارض الرافدين فسادا.....
تحيه للذكرى ودمعة الم لوضعنا الحاضر...
....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل