الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كأس ألمانيا والجلسة الثانية

حسين الرواني

2014 / 7 / 14
كتابات ساخرة


ما زلت محتفظا بكرامة يأسي من هذا التجمع الاحيائي، وأنوي الاحتفاظ بهذه الكرامة الى مدى طويل، مدى من الزمن يحتاجه هذا التجمع ليجتاز كل مراحل التطور الداروني من تكوينه العضوي الحالي – مخلفات الحقبة الاربعينية الزيتونية-، الى شعب سيكون انجازا كبيرا له أن يرقى الى مستوى شعب سنغافورا، التي تحولت في عقود اربعة، من منطقة ذيلية في كل شيء، الى دولة فيها خامس اكبر تجمع من الموانئ العالمية، وصاحبة رابع أكبر مركز مالي في العالم، من المفارقة التي تنتزع العجب، ان سنغافورا ليس فيها شعب سنغافوري، شعب سنغافورا خليط من الهنود والفليبينيين والبراهمة والسيخ الهنود، ليس في سنغافورا سلالة بيولوجية اسمها ذرية سنغافورا. خلال عقود تطور سنغافورا الاربعة، كان العراق يتطور ايضا في الامتداد الزمني نفسه، لكنه تطور خاص، فيه من الملامح العراقية المحلية، ما فيه.
سيكون انجازا كبيرا لهذا الشعب ان يرقى من مرحلته تحت الحيوانية التي يحياها الان، الى مستوى اذربيجان التي تضم في نسيجها الاجتماعي 140 قومية وديانة وطائفة، لكنها لم تؤل بعد حروبها الاهلية والدينية والقومية القليلة، الى ما آل إليه هذا التجمع الاحيائي، هل يقال ان موقعها في قلب طريق الحرير، وهو طريق تجاري في العالم القديم، كان يربط بين اقاصي شرق اسيا، وجزيرة العرب والشام، هو ما أتاح لأذربيجان الحفاظ على نظافة تاريخها، من التمرغل في چيح خيسة الاحزاب والمعابد، ومحارق حروبهما؟
تواجد على ارض ريو دي جانيرو أمس، في ليلة عرس كأس العالم، وفي مباراة تاريخية، 40 مليون ألماني يشجعون منتخب بلدهم، وبقي على ارض المانيا الـ 40 مليونا الباقون، لم يستطع مخي السومري أن يتوصل الى مجرد افتراض، او احتمال، لتفضيل احد هذين الاربعينين على الاخر، أيهما افضل؛ الاربعون المانياً الذين باتوا ليلتهم امس في البرازيل، ام الاربعون الذي ظلوا يشجعون فريقهم من بيوتهم، أيهما أفضل في الثقافة والهدوء والجنوح الى السلم، واحترام الانسانية، واحترام المواطنة، واحترام البيئة، واحترام الكوكب كله، واحترام الكأس الذي نالوه. لكن للعراق بطولته التي لا تشبه بطولة المانيا. فالاخير ما زال يؤجل الجلسات، لأنهم لم يتفقوا على اسماء، بين الاتفاق على الاسماء، وبين أن يفوز العراق بكأس العالم، عالم.
خرج هؤلاء الثمانون مليونا من قرن تلى حربين عالميتين كانت المانيا قطبا فيهما، اكلت الحربان من الشعوب الاوروبية 60 مليون قتيل، وأضعافهم من الجرحى بدنياً، والجرحى نفسيا.
لكن المانيا اليوم، لا تشبه في شيء العراق الذي خرج من حروبه، خرج من حروب، ودخل اخرى، العراقيون شجعان، ولا يناسبهم، وليس من شأنهم، ان يقال عنهم إنهم شعب مسالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا