الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ورقة للنقاش: هل من مخرج إنساني لدوامة العنف والإرهاب ؟!

عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)

2014 / 7 / 14
القضية الفلسطينية


في المقالين السابقين محاولة لشرح حقيقة الحياة في غزة تحت الحصار، وربما أعيد شرحها هنا أيضاً، لكن لكل مواجهة هدف أو أهداف معينة .. فالمقاومة ليست هدفاً بحد ذاتها وإنما هي وسيلة لانتزاع حق الناس في حياة كريمة بصرف النظر عن رؤيتنا الخاصة لمشروعية الوسائل.

بالطبع لن يكون إنساناً سوياً أو طبيعياً ذلك الذي يسعد بمشاهد الدمار والأشلاء المقطعة وشلالات الدم غير المنقطع، أو بمشاهد الرعب لدى الإسرائيليين، الملوثين فكرياً بالأفكار العنصرية الصهيونية، ولكن الأفكار لا يمكن تغييرها بالقوة. الأفكار جزء من مشاريع ثقافية، مسألة عقلية وجدانية بحتة، يمكن مقاومتها وتغييرها دون عنف.

العنف والعنف المضاد هو ما ميز العلاقة بين الشعب الفلسطيني والشعب الإسرائيلي، على أن الباديء بدوامة العنف كانت العصابات الصهيونية عام النكبة 48، حينما استغلت رفض العرب لقرار التقسيم وقامت بذبح 40 ألف في القرى والمدن وتهجير 800 ألف فلسطيني من أهل البلاد الأصليين إلى غزة والضفة ودول الجوار. منذ النكبة والشعب الفلسطيني يعلم أبناؤه أن العصابات الصهيونية هجرتنا من أراضينا بالقوة والإرهاب، لذلك لا يستغرب أحد أن يبرر الكثير من الفلسطينيين قتل المدنيين الإسرائيليين باعتبارهم مغتصبين لأرضهم وبأنهم كانوا الطرف الباديء في الإرهاب عملاً بمبدأ العين بالعين والسن بالسن والباديء أظلم ! ( شريعة التوراة ).

إن العنف الدائر حالياً هو انعكاس مباشر لحالة الدونية التي يعامل بها الفلسطينيون، ويكفي أن نتذكر مشهد إحراق محمد أبو خضير حياً !! على أن حادثة قتل المستوطنين الثلاثة لم تثبت على حماس وكان هذا مجرد تخمين !! ولنفرض أنها حماس، لماذا تم فرض العقاب الجماعي على جميع الناس في الضفة والقطاع ؟؟! ألم تكن تلك دعوة صريحة للعنف ؟؟! عندما تم رفض تحرير أسرى الدفعة الرابعة، ألم تكن تلك دعوة للعنف أيضاً ؟؟! عندما تحاصر غزة وتمنع من صيد السمك أليس في ذلك دعوة للعنف ؟؟! عندما تقطع الكهرباء 4 سنوات من أصل 8 سنوات أليست هذه دعوة للعنف ؟؟ ماذا تظنونا في غزة ؟؟؟ حشرات للإبادة أم زريبة أبقار ؟؟

ماذا أعطيتم غزة ؟؟؟ حالات فقر الدم الشائعة بين الأطفال بسبب سوء التغذية بينما الإسرائيليون يعانون التخمة ؟؟ حرمتم العمال من الحق في العمل وحاصرتم البحر والجو والبر، لا كهرباء .. لا مياه .. لا سفر لا تنقل .. لا ميناء لا معابر لا مطار .. لا توجد حياة من أي نوع !!

ولكن ماذا لو تخيلنا الوضع الحالي ..
دولة مستقلة في غزة .. دولة حكم ذاتي للفلسطينيين في الضفة ..دولة للمستوطنين في الضفة .. دولة للفلسطينيين بقوانين منفصلة داخل 48 .. دولة لليهود .. كم دولة وكم قانون ؟؟ وكل هذا لماذا ؟؟ من أجل عيون الدولة اليهودية ؟؟؟ هل تتسع مساحة فلسطين لخمس دول ؟؟

لماذا لا يذهب الشعبان لمصالحة تاريخية ؟؟! أي نبذ الأفكار العنصرية والعنف والتخلي عن خرافة أرض الميعاد وهبوط المسيح ليذبح شعوب الأرض تحت أقدام اليهود، وتحدث من ثم المعجزة الكبرى .. دولة ديمقراطية واحدة تتحقق فيها المساواة الكاملة لليهود والمسلمين والمسيحيين والدروز والأرمن ؟؟

أين المنطق في إعطاء يهودي ولد في أوكرانيا أو روسيا الحق في المواطنة والسكن والعمل فيما يحرم الفلسطينيون من هذا ؟؟ لماذا يراق الدم الفلسطيني بلا حساب ؟؟ هل لأن الفلسطينيين " جوييم " ؟؟؟ إذا قتل فلسطيني يهودياً يحكم بألف مؤبد في السجن، بينما لو قتل اليهودي طفلا فلسطينيا يعتبر بطلاً قومياً ؟؟! لهذا لا يوجد حل إلا الدولة الواحدة وعودة جميع اللاجئين والمهجرين إلى مدنهم وقراهم. دولة واحدة بقانون موحد يسري على الجميع هو الحل الوحيد.

إذا كان حل الدولة الواحدة مستحيلا في الفترة الحالية، فهاتوا لنا دولة مستقلة في حدود 67 .. مع ميناء ومعابر وخط آمن ومطارات وحرية سفر وتنقل ( دون تلكؤ ) .. نحن بشر مثل الإسرائيليين، نحن لسنا مجرد " جوييم " .. من حقنا أن نحيا بكرامة على هذه الأرض، فعلى هذه الأرض ما يستحق الحياة.

لكننا بالطبع لا يمكننا الانتظار حتى يقتنع الإسرائيليون بدولة واحدة، ولهذا فنحن بحاجة إلى حل فوري ينهي مأساة 2 مليون نسمة يعيشون في أكثر مناطق العالم فقراً وازدحاماً وكثافة.

النقاط التالية قد تشكل مدخلاً لحل آني يمكن مناقشته:

1- الإفراج عن محرري صفقة شاليط وأسرى الدفعة الرابعة.
2- فك الحصار عن غزة بشكل كامل.
3- تشغيل الميناء والمعابر والمطار.
4- منح الفلسطينيين حرية السفر والتنقل دون أي قيود.
5- بالتنسيق مع مصر الشقيقة وحكومة الوفاق يمكن فتح معبر رفح بشكل دائم.
6- عدم تدخل إسرائيل في المصالحة الفلسطينية وإفساح المجال لحكومة التوافق أن تواصل عملها بحرية ودون معيقات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقابل ماذا ؟
ماجد جمال الدين ( 2014 / 7 / 14 - 11:31 )

السيد عبد الله ابو شرخ ..

في نهاية المقال وضعت ستة شروط أو مطالب على دولة إسرائيل تحقيقها .. وأتفق معك على مجملها ، ولكنك لم تقل مقابل ماذا يجب أن تحقق إسرائيل هذه المطالب ؟ .. هل مثلا سينزع السلاح والصواريخ من قطاع غزة ، وهل يتخلى الفلسطينيون وحماس ومثيلاتها خاصة من شعاراتهم وجهودهم لهدم دولة إسرائيل أو زعزعة أمنها ، وهل سيتوقف التحريض الديني والسياسي ضد اليهود والحركة القومية الصهيونية ..

في نهاية المطاف يجب أن يكون عرضك متوازنا ومطالبك متكافئة لكي تكون قابلة للتحقيق العملي ، وإلا ستكون مجرد هذر ..
انا لا أريد الدفاع عن إسرائيل ، ولكني أذكر فقط أن جريمة حرق الشاب الفلسطيني كان ردة فعل للمتطرفين اليهود ، ولكن جريمة خطف وقتل الشبان الإسرائييليين كانت مدبرة !

تحياتي


2 - إلى جمال الدين - الصهيونية حركة عنصرية
عبدالله أبو شرخ ( 2014 / 7 / 14 - 22:49 )
لا يوجد صراع بين الفلسطينيين واليهود بل هناك من اليهود من هم تقدميون وإنسانيون أمثال إسرائيل شاحاك وإيلان بابيه، أما الصراع فهو مع الحركة الصهيونية بوصفها حركة عنصرية مارست وتمارس التطهير العرقي ضد الفلسطينيين منذ 48 ..
أما عن المطالب فاطمئن .. أمريكا تدخلت لحماية إسرائيل
يوجد وقف إطلاق نار غدا ودون شروط .. على أن تعقد مباحثات بعد وقف النار
في المباحثات يمكن طرح مطالب منطقية مثل فك الحصار والإفراج عن الأسرى
تحياتي


3 - البحث عن مخرج
حميد خنجي ( 2014 / 7 / 15 - 10:02 )

اكيد كلنا نتألم من الحرب هذه غير المتكافئة، وهذا العدوان الاسرائيلي في حرق الاخضر واليابس .. ولا يوجد أي تبرير للهمجية الاسرائيلية!.. غير أنه يظل هناك سؤالا بريئا: من بدأ في التحرش بالأخر.. ولماذا قامت حماس وفي هذا الظرف الدقيق، على أثر المصالحة الوطنية، باختطاف الاسرائيليين الثلاثة وثم قتلهم، الأمر الذي تسبب في هذا المأساة... هذا بالطبع إذا ثُبت أن حماس كانت خلف الخطف والقتل!.. في تلك الحال فإن حماس اثبتت عن جنونها وعدم رضاها عن المصالحة الوطنية، من باب أن أخاك مجبر لا بطل .. أي مجبر على المصالحة


4 - السيد حميد - في البحث عن مخرج
عبدالله أبو شرخ ( 2014 / 7 / 15 - 14:54 )
في الحقيقة أنه لمن الصعب أن نؤرخ لبداية الصراع في فلسطين فقط منذ مقتل المستوطنين الثلاثة، فقد قتلت إسرائيل عام 2008 أكثر من 1500 منهم 60 مقاوماً فقط .. وفي عام النكبة 48 قتلت العصابات الصهيونية 40 ألف من الأبرياء .. عموماً عملية قتل المستوطنين الثلاثة لم تثبت على حماس التي دخلت حكومة الوفاق بل إن بعض وسائل الإعلام تحدثت عن موت الثلاثة بصورة طبيعية في حادث طرق في إيلات وبالتنسيق مع أهاليهم رتب الشاباك والجيش رواية الخطف .. المقاومة تقصف الآن تل أبيب وتتبنى رسميا ما يحدث فما مبرر عدم تحمل مسؤولية قتل المستوطنين ؟؟؟
لكن الأهم من هذا كله أن نتنياهو قد أوقف صفقة تحرير الأسرى في الدفعة الرابعة واستمر في الاستيطان وأعتقد ان حكومته اليمينة المتطرفة تتحمل جزءا كبيراً من دوامة العنف الدائرة.
ولا مخرج يلوح في الأفق من دون اعتراف إسرائيل بالشعب الفلسطيني والإقرار بحقه في العودة وتقرير المصير .. أما أن يستمر الاحتلال والقتل والهمجية والاستيطان ونتوقع هدوءا فذلك غير منطقي ولا يمكن أن يصمد.
تقبل مودتي

اخر الافلام

.. كأس أمم أوروبا: إسبانيا تكتسح جورجيا وإنكلترا تفوز بصعوبة عل


.. الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية: نتائج ودعوات




.. أولمرت: إذا اندلعت حرب شاملة مع حزب الله قد يختفي لبنان.. وا


.. إسرائيل تتحدث عن جاهزية خطط اليوم التالي للحرب وتختبر نموذجا




.. ميليشيا عراقية تهدد باستهداف أنبوب النفط المتجه إلى الأردن|