الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لكل عيد ... أضحية

محمد علي مزهر شعبان

2014 / 7 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


لكل عيد أضحية

محمد علي مزهر شعبان

كان عار من كل جفخ ونفخ وخيلاء ، تحسبه لم يتقلد ناصيتها وزمام قوتها . كان يمضي وكأنه اعصار ، امامه حلم هو كالجنة لمريدها من شعب ساكنه الفقر وحكمته بريطانيا بكل مفاصله . كان زاهدا مخلصا امينا ، في ان يتربع وسط دوحتها . لا طمعا في ثواب وانما الرغبة التي تواطن الانفس العظيمه . ليلا نهار يجول في مدن الملح واليباب في وطن . يواسي مواطنيه الذين سكنوا قلبه قبل ان يسكنهم في احياء . روح شفافة رقيقة كنسمة ، عواطف نبيله هي موئل قلبه ، فضاء فسيح ملك القلوب الحرى ، واضحى ابن الشعب ، يناغوه يدلعوه ، يطالبوه فيمتثل ، يناشدوه فيستجيب . لم يهدأ راكب تلك العربة التي تجوب بغداد ومدن العراق. مرة وحيدا ، وفي اخرى تتسائل حمايته وهو يحاول التملص منهم : هل رايتم الزعيم مر من هنا؟ مخلوق من كوكب ذلك العظيم " علي بن ابي طالب ع " الذي انفرد دون البشرية من نكران الذات ، ومطامع اهل المغنم ، روح تهيم في العطاء ولا تسئل عن مغنم ولا حجز غلة لسيد الدولة .
لست بصدد المقارنه بل التشبه والسير على درب المماثله ، الامام ترك من حصيل الخلافة ثمان مائة درهم ، وحصاد قاسم ديناران . الامام يسكن مستعيرا لبيت اخته ، والاخر يسكن في بيت للايجار . الامام ع على بلغته يتفقد رعاياه ، وحين ياخذ التعب منه ماخذ ، يتكيء على جدار المسجد في اناء الليل ، يرفع النظر الى من رفعها دون عمد ، تاخذه العجبة ، وتزلزله الرهبة ، وتسيل دموع رقراق من عين اتسعت وامتدت وتسائلت ، كيف يسير خلق الله دون ادراك عظمة الله ، دموع تتسائل عمن جعل هذه الغلظة في نفوس الناس .
قاسم راكب عربته ف وهو يبحث في الحواري والازقة ، في مسالك الوحل والقصبات واطراف المدن المعدومة . في افران الصمون التي توسم واجهاتها صوره . فلم تاخذه الغلواء ولا الكبرياء ، فيلمح الصورة بطرف دون اكتراث ، ليختبر النفوس التي رفعتها ، فيمسك عجينة الرغيف ، وبصوت بين المحتج والناصح يقول : ( كبر العجينة وصغر الصورة )
لست بصدد ان اطرح فيما عمل هذا الرجل في بناء البنى التحتية ، وما عمل في هذا الاتجاه ، ولا القرارات العظيمة ، كقرار 80 الذي هز شركات الاحتكار النفطيه ، وقانون الاصلاح الزراعي ، واحياء الاسكان وبناء المستشفيات ، وتوزيع الاراضي ، والصناعات النفطية والحديد والصلب والخروج من الاسترليني وحلف بغداد . تحدث الكثير عنها من المختصين . ولكني اتسائل علام قتل هذا الرجل بهذه الطريقة البشعة ؟ من هم قاتلوه ؟
القيس بن الاشعث .. عبد الرحمن بن ملجم ... صاحبا الجمل وصاحبته ؟ ام العاق ابن اكلة الكبود ؟ انها اسماء لم ترحل اهوائها ولا رغباتها وديدنها وهواجسها وارواحها التي توحدت وسكنت في اجساد اخرى ولكن باسماء تغيرت . فكان عبد السلام ناكرا للجميل ، وكم حاول ان يكون ندا ومختلسا ومنتهز فرص وحميل . فكان عفو قاسم وجحود عارف . هي ذات النفس في مهوى الطمع ، يستذلها الجاه لينعتوا بالزناة ، ولكنهم مالكوا السلطة دونك الطرائق القويمة ، او الوسائل النظيفة الكريمة . هي ذات الارواح التي لا تنطلق الى بارئها بل تحل في الوحوش والكلاب من البني ادميين .
عذرا ابا الحسن ان سلكت في طريقك بعض الرجال ، فلانك نموذج والدنو من نهجك هو غاية النبيل ، ما سار فيه سالك الا وكانت نهايته قتيل . فمن ناجزوك كانوا يدركوا ، انك من صفاء ونور ، وهم الجانب المظلم من طبيعة البشر . هم اولئك الخفافيش يعشي بصرهم الضياء . فمثل هذا اليوم ياتي رجل بثورة شعب ناضل كثيرا وقدم من الاضحيات ، املا تباشير خير في اطلالة وطن ، واذ وجدوا الرجل في هوى بعيد عن الطائفية والارتماء في احضان تلك السفارات الحاكمة ، وان رفعة وحب الوطن فوق كل الميولات لدعاة القومية ، فجهز داعيها كل وسائل الدعم ، سلاحا واعلاما ، تامرا وهو يدفع بزمر واراذل هذا الشعب من البعثيين ، من خلال لافتة ما فتأت ان تؤدي بهذه الامة الى التخاذل ، ومات في ارذل زمن لها ، وكان قاسم اضحية عيد شعب . ولكن انبئك ايها الزعيم ان ذات اللعبة وبذات اللاعبين يطبقون ذات الحصار لرجل اراد ان يعيد للعراقيين تلك الروح النبيلة والتهج القويم ، انتخبه الشعب بارادة حره ، ولكن لم يفارق الزمن اولئك اللذين واجهوك واعدموك ظلما ، هم ذاتهم لا زالوا يوجهون فوهات الموت للاحرار . ربما قدرنا يفارق شئمه ، وربما العكس ، هذا رهين بين المالكي وراكبي الجمال المعبئة والمتخمة بالحقد والحسد ونكث البيعة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في هذا الموعد.. اجتماع بين بايدن ونتنياهو في واشنطن


.. مسؤولون سابقون: تواطؤ أميركي لا يمكن إنكاره مع إسرائيل بغزة




.. نائب الأمين العام لحزب الله: لإسرائيل أن تقرر ما تريد لكن يج


.. لماذا تشكل العبوات الناسفة بالضفة خطرًا على جيش الاحتلال؟




.. شبان يعيدون ترميم منازلهم المدمرة في غزة