الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزة..قربان على مذبح التهدئة

احمد البهائي

2014 / 7 / 14
القضية الفلسطينية


ارواح ثلاث مستوطنين اسرائليين = تساوي حتى الان 170 روح فلسطينية و1132 جريح يالها من معادلة ، تلك المعادلة المفروضة علينا ويجب ان نتقبلها كل مرة ، فعدد القتلى والجرحى الفلسطنيين مازال في ازدياد ، حيث سلاح الجو الاسرائيلي البربري يبطش ويلقي اطنان متفجراته على قطاع غزة ، لتدفن عائلات بأكملها تحت انقاض المنازل ، ذنبها الوحيد انها عائلات غزاوية ، وعلى الجانب الاخر نسمع عن قصف حيفا والقدس وتل ابيب بصواريخ كرتونية ، اغلبها تقع في مناطق غير مأهولة والاخر منها تسقطه القبة الحديدية دون وقوع اي قتيل اسرائيلي حتي الان !!.

كل عامين تقريبا تقدم ارواح الاخوة الفلسطنيين كقربان على مذبح "التهدئة "الحمساوي الصهيوني ، لترتوي بدمائهم العصابات الدموية الصهيونية بيد فصيل يدعي انه يجاهد باسم الدين وانه وجد خصيصا لهذا الغرض ، ولكن في حقيقة الامر يستخدم الدين كورقة تكتيكية لتحقيق اغراض ومصالحه الشخصية ، والخلاصة كما عودونا خروج عن الدين وفشل سياسي وتكتيكي ، ومزيد من دماء واشلاء اخوتنا في فلسطين ، فصهيون يعلم ان بقاءه وتوسعه هو في بقاء من يتشح بالدين كرداء ، فمن العجب عندما تجد ان من ضمن المطالب الاساسية لمن يدعون المقاومة لقبول التهدئة ليس ادانة اسرائيل اوالتدويل او كسر الحصار او وضع حل نهائي للمأساة الفلسطنية ، بل فتح الانفاق الحمساوية على الجانب المصري من رفح ، تلك الانفاق التي تدر عليهم ملايين الشيكلات والدولارات!! .

فالكيان الصهيوني يعلم انه للقضاء على حماس ، يتطلب عزو واجتياح قطاع غزة بريا ، وهذا له مخاطرة وتكلفته البشرية والمادية ، بالاضافة ان الاجتياح لا يخدم المخطط الاسرائيلي ، فالامثلة واضحة وتعلمتها اسرائيل فامريكا رغم ما فعلته في العراق وافغانستان بفعل هجمتها وتفوقها الجوي ، الا انها عندما ارادت القضاء على نظام صدام وحركة طالبان قامت بغزو العراق وافغانستان ، ومع ذلك فشلت ودفعت ثمن اجتياحها بشريا وماديا .

فعندما قام بنيامين نتنياهو بحملته الجوية العسكرية على قطاع غزة اواخر 2012 ، ظن الكثيرين من المحللين والمراقبين وقتها ان ذلك من اجل تعزيز موقفه الانتخابي لكي يفوز بالرئاسة وتشكيل الحكومة ، ولكن الاسرائليين سرعان ما يقرأون الحدث جيدا ويترجم الى قرارات ، فوقتها كانو يعلمون ان الخارطة السياسية وموازين التبعية والرضوخ لمطالبهم قد تغيرت ، ومفهوم محور الاعتدال قد دخل في مرحلة موت سريري بذهاب نظام مبارك ، وان هناك نظام جديد ظهر يتشح بالاسلام كرداء له ، وتكون بمباركة غربية يتبنى مفهوم الاسلام المعتدل بقيادة جماعة الاخوان المسلمين ، ولاثبات شرعيتها دوليا يمكن ان تفعل ما يطلب منها ، وتعتبر حركة حماس امتداد ايديولوجي لها ، وبالفعل هذا ما حدث ، فاتمام ورقة التفاهمات عقب الحملة الجوية في نوفمبر 2012 على يد الاخوان تؤكد ذلك ، وهذا ما ترجم بالفعل بزيارة لم يكن يحلم بها خالد مشعل لغزة ، وفي تصريحا له حيث ذكرت القيادة المصرية الجديدة(الاخوان المسلمين)على لسانه عدة مرات ، والثناء عليها والاشادة بدورها في اتمام ورقة التفاهمات ، وذكرت ايران على استحياء ،ولم يذكر سوريا وقتها على الاطلاق ، حيث الحديث تغير لغته من " المقاومة والممانعة" كما تعودنا على لسان حالد مشعل الى لغة " إن عدتم عدنا " .
فالتهدئة كانت في طريقها ، فالعملية بدأت بورقة تفاهمات على ان تليها مرحلة اتمام بنود اتفاق ، ثم تأتي هدنة طويلة الاجل يتم الاعتراف بحماس كمفاوض ضمنيا ، عن طريق التفاوض بطريقة مباشرة مع مصر(الاخوان المسلمين) وقتها بحيث يتم التفاوض بعيدا تماما عن السلطة الفلسطينية ، فحماس ولدت من رحم الجماعة وبالتالي فهي تعتبر امتداد طبيعي للحركة الام في مصر ، ومن هنا تعتبر غزة جزء من مصر وامتداد لها ويمكن التعامل معها على ذلك ، وكان ذلك احد اهم بنود الهدنة، ومن هنا ترتاح اسرائيل داخليا ودوليا ، لتنفرغ هي لاتمام باقي المخطط اقتصاديا وسياسيا وجغرافيا، وتهويد باقي الاراضي الفلسطينية وعلى رأسها القدس وزيادة رقعة المستوطنات ، ولكن جاءت الرياح بمالا تشتهي السفن ، فبسقوط الاخوان وضياع المخطط تغير السيناريو وبالتالي تغير ادوار اللاعبين على مسرح الحدث وهذا مالم تتيقنه وتستوعبه حركة حماس ، فحماس ارتكبت اخطاء كثيرة تجاه مصر تدل على قصر نظرها السياسي ، ولم تدرك ان قواعد اللعبة قد تغيرت وكيف تتعامل معها ، وهذا ما تداركته اسرائيل بعد سقوط حكم الاخوان ، فاسرائيل تعلم جيدا ان اوراق الحل في يد مصر المؤسسات ، فمصر لم تقبل التفريط في شبر من ارضها تحت اي مسمى او مصطلح ، كذلك لم تتخلى عن القضية الازلية وهي القضية الفلسطينية ، فمصر اهم احد عناصر الاتفاق ، وبدون توقيعها لا يتم اي اتفاق وهذا ما تجاهلته حركة حماس وتعلمه اسرائيل ، فبعد سقوط الاخوان في مصر على يد الشعب ، وجئ بنظام جديد ايقنت اسرائيل بان بنود الاتفاق المبرمة 2012 لم تعد صالحة ولابد ان يتغير بعضها وخاصتا في جانبها الجغرافي والاقتصادي ، وهذا ما رفضته حماس هو ما أوصلنا إلى ما نحن فيه من قتل لاخوننا في غزة على يد العدو الاسرائيلى ، فحماس بجهلها السياسي حولت القضية واستغلتها من عامة الى منافع شخصية وخاصة ، فالحرب الاسرائيلية الان على غزة هدفها الرضوخ لقبول تهدئة جديدة باوراق تفاهم جديدة قد تأتي بهدنة طويلة بشروط اسرائيلية ، ولكن الذي يحزنا ان من يدفع الثمن الشعب الفلسطيني الحبيب ،
فاسرائيل دولة مارقة ، وطموحها ليس له حدود ، فهي تعلم ان الصراع وجودي وان التفوق العسكري وحده لايكفي ، وهو سبق ان جربته منذ زرعها في المنطقة 1948 وخير دليل حروبها البربرية الاخيرة 2012،2008،2006، وما يحدث الان ، فهي تريد البقاء والسيطرة ليس عكسريا بل واقتصاديا ، فهي تقدم العصا ومعها بعض الجزرة ، فالمنطقة كلها برمالها ومياهها وشواطئها غنية بالثروات ، بالاضافة الى ذلك فسواحل غزة عائمة على بحر من الغاز يكفي لعشرات السنين .

فخلاصة القول القضية الفلسطينية مازالت هي همنا وشغلنا الشاغل ، ونقول لسايكس بيكو والحشاشين والقرامطة الجدد ، اطمئنوا لن ننسى قضيتنا الكبرى القضية الفلسطينية ، فهي محفورة في عقولنا وتبض بها قلوبنا توارثناها من ابائنا واجدادنا ونوصي بها اولادنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيضانات عارمة تتسبب بفوضى كبيرة في جنوب ألمانيا


.. سرايا القدس: أبرز العمليات العسكرية التي نفذت خلال توغل قوات




.. ارتقاء زوجين وطفلهما من عائلة النبيه في غارة إسرائيلية على ش


.. اندلاع مواجهات بين أهالي قرية مادما ومستوطنين جنوبي نابلس




.. مراسل الجزيرة أنس الشريف يرصد جانبا من الدمار في شمال غزة