الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المثقفون وإقتران الخطاب بالممارسة

جاسم الصغير

2014 / 7 / 14
الادب والفن


( المثقف الذي لايترجم فكره الى فعل لايستحق لقب مثقف )
المفكر " عبد الوهاب المسيري "

لاخلاف على إن شريحة المثقفين والنخب الأنتلجنسيا من الشرائح الهامة في أي تكوين اجتماعي وقيمي بما تجسده هذه الشريحة عبر فاعليها سواء على مستوى الخطاب أو الممارسة من الاسهام بايجاد قيم انسانية وفكرية ووطنية كمضمون فعلي للثقافة ودورها في التفاعل مع هموم الوطن حيث ان هذه الشريحة بما تمتلكه من رؤية استراتيجية وقدرة على تحليل الاحداث وإستشراف المستقبل يتيح لها تقديم رؤى فكرية ومشاركتها مع باقي الشرائح لتعبئتها وتحشيدها فكريا للمساهمة في خدمة الوطن والتفاعل مع هموم الوطن والمواطنين وخاصة في الأوقات العصيبة التي يمر بها الوطن وابناء الوطن وتتجسد أهمية شريحة المثقفين في هذه اللحظات حيث تتطلب الاحداث ايجاد خطاب وطني رصين يقترن بالتطبيق لبلورة موقف وطني جامع ولاسيما مع وجود اجندات وخطابات لتيارات فكرية ظلامية مستوردة عديدة من دول الجوار وانظمتها التي لاتخفي اجنداتها واهدافها السيئة بالعراق وتجربته وشعبه وتبغي احداث بلبلة وتراجعات فكرية واجتماعية مما يشكل نكوص فكري واجتماعي عبر هذه التنظيمات الفكرية الارهابية ومن هنا ومن وحي الاحداث التي يمر بها عراقنا العزيز في هذه الايام وتعرضه لحملة اعلامية وسياسية ظلامية داعشية بالخطاب والممارسة السلبية تبرز الحاجة الملحة لنهوض شريحة المثقفين بواجباتها الوطنية تجاه الوطن والسمو على الخلافات الجانبية مع الانساق الاخرى في المجتمع وتكوين رؤى مشتركة لتعرية وتفنيد مزاعم التيارات الظلامية الطائفية فوجود اي شريحة ومنها شريحة المثقفين ومدى فاعليتها يكون من خلال القيام بالتزاماتها او واجباتها بدقة كما يعبر عنها الفيلسوف عمانوئيل كانت وشريحة المثقفين العراقيين وبماعرف عنهم من امتلاك ملكة عمق ومتانة الخطاب ورفده بالممارسة او التطبيق الحي في فترات عديدة سابقة يؤهلها للقيام بهذا الدور الفكري والاجتماعي وخاصة عندما تمر الاوطان بمنعطفات تاريخية وتتعرض لغزو فكري طائفي ظلامي من تيارات مستوردة الفكر والسلوك لذلك ان اهمية اي شريحة فكرية في المجتمع تكمن في قدرتها على ايجاد متغيرات قيمية جديدة في المجتمع تلبي حجم التحدي الفكري والاجتماعي الحاصل انطلاقا من ان حجم التحدي يولد استجابة مساوية له وكما بين المفكر الانكليزي توينبي عن مفهوم التحدي والاستجابة وصحيح انه ربطه بالحضارات واندثارها ولكنه ايضا يصدق وينطبق على الأوطان والمجتمعات عندما تتعرض لتحدي وتهديد من قبل متغير قسري جديد يتمثل بتيارات نكوصية ظلامية تبغي فرض نسقها المتخلف وبما ان شريحة المثقفين تعمل على مستوى الأنساق والمفاهيم بالأساس كمشغل فكري لها يتحتم عليها بلورة نسق مفاهيمي يمثل الرؤية الاستراتيجية المطلوبة للتعامل مع الاحداث والمتغيرات السلبية التي تمثل تحدي سلبي جديد يعمل على وأد الواقع والقيم الشاخصة الانسانية الطابع وكل التجارب العالمية والأممية التي حصلت عندما تعرضت مجتمعاتها لتحدي عملت اولاً على مستوى الأنساق والمفاهيم وبناء منظومة قيمية رصينة تمثل رد على المتغير السلبي وتقويضه وولدت رأي عام ثقافي واجتماعي متماسك ضاغط ويمتلك رؤية واضحة جدا رفض وتعرية هذا التحدي السلبي من اجل ازاحته او وأده نهائياً ومن هنا ان قيمة اي شريحة في المجتمع ليس ماتقوله او ترفعه من شعارات بل ماتجسده على واقع الارض وماتفرضه من قيم جديدة انسانية الطابع والحكمة الصينية تقول " ليس المهم ماتقوله بل ماتفعله " لان الممارسة والفعل هما سمات التقييم الحقيقي وهما من يستطيعان بناء منظومة قيمية وفكرية وثقافية راسخة تكون البناء القوي لاي نسق في المجتمع وعلاقة هذا النسق بالانساق الاخرى بمختلف مستوياتها وبما اننا في العراق اليوم جزء من عالم حر يبغي بناء تجربته الديمقراطية للإرتقاء بالمجتمع والمواطن معا في آن واحد وتعرية الانساق الفكرية الاخرى المتخلفة ولان تجربتنا ليست في عالم منعزل وهي تتعرض اليوم لهجمة فكرية شرسة من هذه التيارات الطائفية المتخلفة الي تبغي فرض نسقها الظلامي بالقوة والارهاب وبما ان جميع شرائح المجتمع شاركت في التعبئة الشعبية ضد هذا النسق المتخلف يتطلب هذا الوضع ان يشارك المثقفون والنخب العراقيون بكافة عناوينهم الفكرية في هذه التعبئة ومن خلال المنظور الفكري والمفاهيمي والخطاب الحضاري الوطني وربطها بالممارسة الحية لايجاد وحدة الخطاب والموقف الصادق المنبثق من توجهات المجتمع اننا بمثل هذا الخطاب نتوجه للمثقف الوطني الايجابي الذي يتفاعل مع الهموم والتحديات التي نتوجه مجتمعه في لحظة متشظية حاسمة ومن رحم هذه المعاناة تنبثق اهمية موقف المثقفين والنخب الفكرية وتوحدها مع معاناة شعبها وقدرتها على التوحد مع ظروف المجتمع والوطن في اللحظات الحاسمة فالوطن ليس حديقة نشم زهورها في لحظات الراحة ونغادرها في لحظات التحديات بل هو فضاء كبير يجمعنا بجغرافيته وسماؤه ومرابعه التي ولدنا ونشأنا وترعرعنا فيه واكتسبنا هويتنا وخصائصنا منه فهو جزء من كينوتنا ان لم يكن كل كينونتنا والتوحد معه شرف لأبنائه المخلصين الذين ينتمون له بالاساس وجود وقيم وليس مجرد انتساب شكلي لذلك تبرز الحاجة لانتاج خطاب وطني جامع يكون المثقفون والنخب في طليعة من يصيغونه ويشيعونه في فضاء الوطن بل يكونون في طليعة رواده والمساهمين فيه اليس احد تعاريف الثقافة كما ذكره المفكر العراقي الراحل هادي العلوي هو " تعديل المعوج " فكم من معوج تبغي التيارات الظلامية المستوردة نشره في المجتمع والوطن وهذا الامر يحتاج لموقف واضح من شريحة المثقفين في مواجهة هذه الهجمة الشرسة لتيارات فكرية ظلامية الشعار والسلوك وتعرية خطابها وسلوكها الطائفي المقيت فالثقافة والمثقفون هم قبل أي شئ مواطنون يعيشون في هذا الوطن مع باقي الشرائح ومسؤولية الحفاظ على تربته وقيمه مسؤولية الجميع ومنهم شريحة المثقفين والنخب الفكرية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو


.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب




.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث