الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رَبَويات يَّقتحمن الحياة الاجتماعية

عباس ساجت الغزي

2014 / 7 / 14
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


رَبَويات يَّقتحمن الحياة الاجتماعية
لا يختلف اثنان على ان المال قوام الحياة, وان المال يلعب دوراً حيوياً في ديمومة واستمرار الحياة الاسرية بالسعادة المنشودة بين الافراد, كما لا نختلف على ان المرأة شريك اساسي للرجل في المملكة الاسرية التي تعتبر نواة المجتمع, وللشراكة قيم ومعايير منها الاحتفاظ ببنود عقد الشراكة.
بعض طبقات المجتمع العراقي كسرت قاعدة عقد الشراكة, نتيجة الظروف القاهرة التي مرت بها الاسرة العراقية من جوع وفقر وحرمان وتشتت وضياع بسبب السياسات الحاكمة الفاشلة التي القت بضلالها على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية في حياة الاسرة العراقية, وتطبيق تعاليم الاسلام بأن يكون جهاد الرجل في ساحة القتال وجهاد المرأة في بيت زوجها.
شريط الاحداث الحياتية للطبقات الفقيرة والمتوسطة الدخل فيه الكثير من الصور والمواقف المؤلمة, التي كانت فيها المرأة تأخذ دور الرجل في العمل من اجل توفير لقمة العيش للأسرة, وهي ترتدي ثوب العفَّة يطرز انوثتها بالتضحية والايثار في تحمل اعباء عقد الشراكة لتكون كل المجتمع لا نصفه.
في تلك الظروف الاستثنائية الصعبة كان الموقف البطولي يحسب للمرأة في تربية الاسرة والصراع من اجل سد احتياجاتها, في الوقت الذي كان فيه الرجل يحمل وزر تبعات الفشل الاداري للحكومة الديكتاتورية ويحمل روحه بين كفيه للدفاع عن الوطن, لكن البعض من النساء اعتدنَّ العمل وأورثنَّ بناتهنَّ الرغبة في كسب المال, دون الالتفاتة ان لكل زمان ضرورات وان لكل حادث حديث.
الرغبة الجامحة لدى بعض النساء في جمع المال كان السبب الرئيسي في تفكك وهدم الكثير من الاسر في وقتنا الحاضر, وباتت المرأة لا تقف عند حدود في طريقة جمع المال حتى اقتحمت ابواب الرِّبا بقساوة القلوب المعهودة لها, لتسعَّر جهَّنم في بيتها نتيجة تباعات المضاربات الغير شرعية والتي تجعلها مرة تربح لتبذخ بالمال على العيَّال دون تخطيط لتفسد الاولاد, فترى الفتيات تعيث في المجتمع فساداً بما اؤتيت من مال سحت وكذلك يفعل الشباب من الابناء, في حين يكون الاطفال والفتيان عرضة لأصحاب المطامع والنفوس المريضة والحاقدين في استغلالهم بشتى الوسائل من اجل سرقت اموالهم.
المرأة الربوية لم ولن يتوقف طموحها عند حدود, فمال السحت يجوب بصاحبه عوالم الشيطان بمتاع الدنيا ويمنيه بتوسعة الاموال بشتى الطرق, وطالما كان المال دافع للحصول على السلطة فأن الربوية تُخضع الجميع لسطوتها بما فيهم ربَّ الاسرة (الزوج) الذي لاحول له ولا قوة نتيجة تسلط وجبروت وقساوة قلب صاحبة المال والنفوذ, وقد يستقطب ذلك النفوذ بعض افراد الاسرة للانخراط بالعمل الربوي.
يجب ان يعود الناس الى رشدهم في معالجة ومكافحة تلك الظواهر الخطيرة الدخيلة على المجتمع والحد منها, وان يعملوا على ردء الصدع في جدار المجتمع لان انشقاق الجدار يعني الانهيار والسقوط في الهاوية.
عباس ساجت الغزي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بالرغم من مردوده المادي الضئيل... نساء تعتمدن على إعداد الخب


.. وادي الضباب في تعز الهدوء والجمال الطبيعي في زمن الحصار




.. المرأة الريفية صمود ونضال أمام واقعها المهمش


.. المسؤولة الإعلامية في منظمة كفى زينة الأعور




.. جنان الأعور إحدى المشاركات في المحاضرة