الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التطورات غير المفاجئة على ساحة القتال في الشمال العراقي

ميشيل حنا الحاج

2014 / 7 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


التطورات غير المفاجئة على ساحة القتال في الشمال العراقي
قرأت باهتمام بالغ، المقال الذي نشرته مجلة "المركز الأوروبي العربي"، بقلم الكاتب الاعلامي الأستاذ "ملهم الملائكة"، وكان بعنوان "ماذا تخفي اعتقالات داعش في الموصل لضباط جيش صدام".
والواقع أنني لم أفاجأ أبدا بما قاله الأستاذ "ملهم الملائكة". اذ كنت قد كتبت في هذا الموضوع منذ الثاني عشر من حزيران، أي بعد ثلاثة أيام من السيطرة على الموصل، محذرا من نتائج كهذه. ولكني للأسف لم أنشر ما كتبته عندئذ، مع أنني قد احتفظت به لحسن الحظ أو سوئه، في خانة (احفظ)، متوقعا أن أجده ضروريا في وقت لاحق.
وكان السبب في كتابتي لذاك التعليق، أنني قد سمعت الأستاذ "جاسم محمد" - وهو الخبير في قضايا الارهاب والحركات الارهابية، يقول في محاورة تلفزيونية أجريت معه على احدى القنوات التلفزيونية في التاسع او العاشر من حزيران، ما مفاده، أن"داعش" قد وافقت على الالتزام بقواعد القانون الدولي في سلوكها. ثم سمعت في اليوم التالي مباشرة بأن "داعش" قد أعدمت بدم بارد، مئات من الأسرى لا لسببء الا لكونهم من "الشيعة". وكان في ذلك ما فيه من تخلي عن وعودهم وخرق للقانون الدولي في كيفية التعامل مع الأسرى.
وقد خابرت يومها للتو الأستاذ " جاسم محمد" .. لأسأله: "ألم يتعهدوا بالالتزام بالقانون الدولي" ، فرد وفي قلبه غصة وحسرة : نعم وعدوا، ولكن كلنا نعرف داعش وتعهداتها وسلوكها حتى مع اصدقائها وحلفائها.
ففي هذه اللحظة، كتبت هذا المقال، ولكنني ترددت في نشره، فحفظته، على أمل أن ترعوي "داعش" وتعود الى جادة الصواب. لكن لا حياة لمن تنادي، اذ يتأكد تدريجيا أن "داعش" وباء لا براء منه ولا بد من استئصاله، وهو وباء ضار كالطاعون سريع الانتشار. وهذا الوضع يذكرني ببيت من الشعر كتبته منذ ثلاثين عاما وقلت فيه:
"نافخا في الرماد.. لما الرماد اذا أحب، أحب عيون أحبابه"....
"انت يا دنيايا قد صرت غابة مذ بات الكلاب فيك.. ذئابا"..
والمعلوم أن من ينفخ في الرماد، ينتثر الرماد ليعمي عينيه لا عيون الآخرين.
وأنا نادم على عدم نشر المقال في حينه. فلعله كان سيردع بعض الخطر لو استمع اليه "المالكي"، ومد يد الصداقة للبعثيين وأنصار الرئيس الراحل صدام من عشائريين وغيرهم، والغى قانون "اجتثاث البعث". فقد كان سيجنب بذلك العراق مزيدا من الويلات، ويجنب أنصار صدام من بعث وعشائريين، ذل اضطهاد داعش لهم، ناكرين لجميلهم ومساعدتهم التي لولاها لما كانوا قد دخلوا "الموصل" او "تكريت" او "ديالا". ولكن لعل الأوان لم يفت بعد تماما.
اليكم نص المقال كما كتبه قبل أكثر من شهر من تاريخ اليوم.
**************************************** .


ان تعاون البعثيين والنقشبنديين والضباط ا لأحرار ورجال العشائر مع داعش، قد يكون مقبولا في ظرف معين قد تقتضيه الضرورة في سبيل تحقيق هدف ما، شريطة أن ترسم خطوط واضحة له. أما ان تستغل "داعش" الوضع وترتكب جرائم مخالفة للمفاهيم والقيم الدولية، ثم تلصق هذه الأعمال المشينة بالتحالف، فهذا أمر يفضل تجنبه وسيؤدي الى خسارة بعض الشعبية التي يتمتع بها سواء الاخوة في الحزب او حلفاءهم، ومن المحتمل أن ينعكس ذلك عليهم سلبا. أنا أعلم أنهم قد حاولوا احتواء سلوك "داعش" لينسجم مع القوانين الدولية. وقد وعدت "داعش" بمراعاة تلك القوانين والأعراف، لكنها لم تحافظ على وعدها. ولذا لا بد من الحذر الشديد كي لا يحمل المناضلون الشرفاء، وزر أفعال "داعش" البشعة التي يندى لها الجبين خجلا.
أنا ادرك بأن الموصل هي بلد مجتمعها في أغلبيته من الضباط الحاليين والسابقين الواعين لمخاطر الوثوق بداعش ، وهم بانتظار اللحظة المناسبة لتحجيم تحركها. ولكن على الجميع أن يدركوا ان "داعش" مرض كالطاعون ولا يمكن الوثوق به. فهم لم يحفظوا ولاء لأشقاء الأمس من جماعة "النصرة"، أو لأعضاء "القاعدة" ممثلين بأيمن الظواهري، أو حتى للجيش السوري الحر الذي مهد لهم الطريق في البداية، فانقضوا عليه في النهاية.
فهم ليسوا ممن يمكن الوثوق بهم. وكي لا يصبح الاخوة المناضلين من الخاسرين في هذه القضية التي أريد لها أن تكون نقطة انطلاق نحو الأفضل، عليهم أن يتخذوا الحذر في كل خطوة يخطونها. وربما بات عليهم أن يجروا حوارا مع الحكومة العراقية، او مع تكتل دولة القانون بشكل مباشر، فلعل لديهم على ضوء التطورات الأخيرة، استعدادا لاعادة النظر في قانون "اجتثاث البعث"، وفتح الباب لهم للتعاون والعمل بشكل علني في اطار تنظيم حزبي معلن. واذا كانت الحكومة العراقية قادرة على التعامل مع حزب البعث العربي السوري، فربما بات لديها الآن استعداد للتعامل أيضا مع حزب ألبعث العربي العراقي، خصوصا وأن الظرف الحالي، ربما بات يفرض عليها التخلي عن بعض تعنتها في هذا الشأن.
*******************************************

انتهى التعليق الذي كتبته ولم انشره في حينه، وآمل ألا يكون الوقت قد فات على اجراء تعديل في مسلك "المالكي" وأنصار "صدام" لينقلبا معا، يدا واحدة على "داعش". وكما قال نابليون": "كل شيء جائز في الحب والحرب"، فهل آن الأوان لأن يستبدل الطرفان الحرب بالحب؟؟؟ علما أن ذلك قد يفتح أيضا بابا للحوار مع الأكراد للوصول الى تفاهم ودي معهم على قضايا الخلاف بينهم.
ميشيل حنا الحاج












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدم المنازل الفلسطينية وتوسيع المستوطنات.. استراتيجية إسرائي


.. مجدي شطة وا?غانيه ضمن قاي?مة ا?سوء فيديو كليبات ????




.. قتلى واقتحام للبرلمان.. ما أسباب الغضب والاحتجاجات في كينيا؟


.. الجنائية الدولية تدين إسلامياً متشدداً بارتكاب فظائع في تمبك




.. فرنسا.. أتال لبارديلا حول مزدوجي الجنسية: -أنت تقول نعم لتما