الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف استفادت ايران من علاقاتها مع دول اميركا الجنوبية

محمد خضر خزعلي

2014 / 7 / 14
السياسة والعلاقات الدولية



ايران , دولة ذات نظام حكم مناهض للولايات المتحدة , ودول اميركا الجنوبية تشاطرها الرؤية فيما ما يخص سياسات الولايات المتحدة , ودول اميركا الجنوبية اصبحت اكثر جدية في الفترات الاخيرة لكسر الهيمنة الامريكية ومحاولتها تعزيز التعاون بين دول الجنوب-جنوب لأنشاء تكتل دولي قادر على المشاركة في صنع القرار العالمي.
لذلك لطالما ما كانت دول اميركا الجنوبية تبدي انحيازا لقضايا العرب , لكن في ضل عدم تقدير عربي وعدم ابداء اي بادرة توحي بجدية التعاون فيما يخص مصالحهم المشتركة , اصبحت ايران البديل العربي الاكيد.
على الرغم من اختلاف طبيعة الانظمة بين ايران واغلب دول اميركا الجنوبية الا ان هذا الامر لم يمنعهما من تطوير علاقات بغض النظر عن الايديولوجيات المختلفة والمتناقضة , فالهدف الرئيسي واحد وهو كسر الهيمنة الامريكية.

فما الذي استفادته ايران من اميركا الجنوبية؟
يمكن الاجابة على هذا السؤال بعدة نقاط:
1-الجانب السياسي: استفادت طهران من بوادر التقارب التي تبديها دول اميركا الجنوبية , واستطاعت من تفعيل تلك البوادر لصالحها , وهو ما ظهر في دفاع بعض تلك الدول عن حق ايران في البرنامج النووي , وتصويت فنزويلا لصالح ايران , وموقف البرازيل الحيادي الذي يصب ايضا في صالح ايران , باختصار استطاعت ان تجد لها اصدقاء بدلا من الاعداء او المحايدين , ومن ناحية اخرى كسبت ايران وجود البرازيل في بعض الهئيات الدولية والتكتلات الكبرى مثل مجموعة لبريكس.
الجانب الاقتصادي: استطاعت ايران لوحدها ابرام 300 اتفاقية بعد عام 2005 مع دول اميركا الجنوبية في قطاعات مهمة وحيوية لم تقدر كل الدول العربية مجتمعة من برام ربعها , حيث زاد حجم التبادل التجاري من مئات الملاين قبل عام 2005 الى 3 مليار عام 2008 وحاليا يقترب حجم التبادل التجاري الى حدود 10 مليار.
من ناحية اخرى استطاعت ايران بعلاقاتها الوثيقة مع فنزويلا من كسر الحصار النفطي والتغول السعودي في منظمة الاوبك بسبب ارتهانها لقرارات الولايات المتحدة , واصبحت ايران تستود البنزين من فنزويلا , مما يعني الافلات من اليات الحصار الاقتصادي الحساسة في هذا القطاع الحيوي.
الجانب العسكري: بدأت ايران بتزويد بعض الجيوش بالسلاح , فهي ومن عام 2006 قللت من مصروفات استيرادها للاسلحة لانها اصبحت منتجة له , وبدأت التصدير الى دولة الاكوادور , بالاضافة الى دمج عسكري لضباطها في سلاح الصواريخ الفنزويلي , والتنسيقات العسكرية مع تشيلي وبوليفيا , الامر الذي ازعج الولايات المتحدة وابدى تخوف اسرائيلي من هذه الاعمال.

المهم في الموضوع ليس استعراض ما تقوم به ايران وتكديس للمعلومات السابقة وغيرها من معلومات , انما المهم هو استفادة الدرس , فالكل يقر بهيمنة اميركا , لكن ان ابقى استجلب عطفها لتبقيني في كرسي الحكم هو الامر الذي ابدى فشله وعدم اخلاقيته , فلماذا لا نناور كما ناورت ايران , ما دام الطريق معبدا اصلا . ام ان الاستعلاء على الجنوبين اعمى ابصارنا؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب يتجه لرفع سعة ميناء طنجة المتوسطي إلى 9 ملايين حاوية


.. أبرز الإجراءات التصعيدية الإسرائيلية ردا على إعلان دول تأييد




.. هل تتغير سياسات إيران في المنطقة والمفاوضات النووية بعد وفاة


.. مسؤول مصري: إسرائيل أفشلت المفاوضات والصمت الأمريكي يهدد مصا




.. ناشطة تحتج على حضور نانسي بيلوسي حفل هارفارد