الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المقاومة والمصالحة

إبراهيم الحسيني

2014 / 7 / 14
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


تلقت الإدارة والأجهزة الأمنية المصرية خبر المصالحة بين قوى المقاومة الفلسطينية بانزعاج شديد ولسان حالها يسأل : متى ، وأين ، وهل جرؤ الفلسطينيون على الإقدام على هذه الخطوة ، من وراء ظهرنا ، دون رعايتنا أو استشارتنا ؟ لابد من العمل على تأديبهم وإفساد هذه المصالحة ، فنفس القوى التي تقاوم الاحتلال الصهيوني هي نفس القوى التي تقاوم هيمنة الديكتاتورية العسكرية على السلطة في مصر ، وقد أعلنت إسرائيل على لسان رئيس وزرائها : أن الهدف من الحرب ـ هذه المرة ـ على غزة : وقف المصالحة الفلسطينية وإفسادها ، وهو ما تلاقى مع الديكتاتورية العسكرية التي نظرت للاتفاق الفلسطيني من وراء ظهرها باعتباره تطاول وتجاوز وتجاهل للدور المصري وخروج من وصاية وعباءة الأجهزة الأمنية المصرية ، التي توظف وتسوق الانقسام الفلسطيني من بين أوراقها الإقليمية ، وبالتالي رأت في المصالحة الفلسطينية خسارة فادحة لأخر ورقة تجسد نفوذها الإقليمي ، وهي على يقين : أن المقاومة الإسلامية حماس لن تمكنها من لعب دور الوسيط بينها وبين فصائل المقاومة الفلسطينية وبين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية ، وبالفعل لم ترحب فصائل المقاومة الفلسطينية بدور للديكتاتورية العسكرية في التوسط بينها وبين إسرائيل فقط بل رأت أن هذا الدور هو انحياز واضح وسافر للعدو الصهيوني في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، وقدمت قضية المعابر شاهد على وجهة نظرها : فمنفذ طابا الحدودي بين مصر وإسرائيل يظل مفتوحا طوال الليل والنهار أمام مواطني الدولة العبرية ، في الوقت الذي تغلق الديكتاتورية العسكرية منفذ رفح الحدودي بين مصر وفلسطين ولا يفتح إلا تحت ضغط الرأي العام سويعات قليلة ونادرة أمام الحالات الحرجة من جرحى العدوان الإسرائيلي ، وهو ما يفرق دم اختطاف الجنود الإسرائيليين الثلاثة وقتلهم ، ويلقى ظلالا من الشك حول دور حماس في اختطافهم فمن المعروف أن حماس لا تقتل مختطفيها ولا تنكر اختطافهم بل تستخدمهم للمساومة على إطلاق آسري فلسطينيين في السجون الإسرائيلية .
إن أطالة أمد القتال الذي طال المدن الإسرائيلية بين المقاومة الفلسطينية والعدو الصهيوني ، يكشف عورات النظم العربية ويضعف جبهة كامب ديفيد ويفككها ويضع شعوب المنطقة في مواجهة حكامها ، فلأول مرة منذ زمن يتجلى الارتباط العضوي بين الصهيونية والديكتاتوريات العسكرية والنظم الملكية والعشائرية ، فجيش الدفاع الإسرائيلي هو ما يحمي ـ في اللحظات الثورية ـ هذه النظم ويثبت أركانها ، وها هي إسرائيل تشن عدوانها الهمجي على الثورة المصرية بالقصف الدموي على غزة ، وها هي الديكتاتورية العسكرية تحاول التوسط كطرف محايد لوقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والعدو الصهيوني ، والحياد كما يقول جمال حمدان : موقف غير أخلاقي .. انتهازي ، لتنقذ المدن الإسرائيلية من صواريخ المقاومة الفلسطينية ، وما على المقاومة الفلسطينية إلا سرعة إنجاز حكومة ائتلافية من كافة الفصائل الفلسطينية .. حكومة وحدة وطنية خيارها المقاومة للتبعية والاحتلال والرجعية .
تسقط الشمولية
يسقط الشاويش والكاهن والدرويش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبكات| فيديو يظهر شجاعة مقاومين فلسطينيين في مواجهة جيش الاح


.. شبكات| مغاربة يدعون لمقاطعة مهرجان موازين بسبب غزة




.. عمليات البحث عن الرئيس الإيراني والوفد المرافق له


.. خبيرة بالشأن الإيراني: الدستور الإيراني وضع حلولا لاحتواء أي




.. كتائب القسام: استهداف قوات الاحتلال المتموضعة في محور -نتسار