الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البرامج الحوارية : قدرة المعد وتنسيقه مع مقدمه

خالد ممدوح العزي

2014 / 7 / 14
الصحافة والاعلام


البرامج الحوارية : قدرة المعد وتنسيقه مع مقدمه

بظل التنافس الاعلامي وانتشار الاعلام الفضائي تشغل البرامج السياسية في عالم الإعلام المرئي والمسموع "الفضائي" موقعاً مهما في عمل هذه الوسائل بحيث تجذب شريحة كبيرة من المشاهدين في العالم ، وهذه البرامج تشبع حاجة الإنسان إلى الفضول المعرفي والسياسي، وتؤجج فيه مواقف محددة يقتنع بها، ثم يقوم بالدفاع عنها. إن ما يميز برامجنا من هذا النوع هو أنها تدافع عن قضايانا الوطنية وتحاول تسليط الضوء على ما تدور من إحداث سياسية للبلاد ، وعلى هذا الأساس تبدو مسؤولية الزملاء في البرامج السياسية الحوارية وغير الحوارية أكبر بكثير برغم تضافر جهود جميع البرامج لإيصال حالة المشهد السياسي وهذه المسؤولية تدفعنا إلى طرح مجموعة تساؤلات حول الأساليب المتبعة سواء كان هناك شفافية أم لم يكن، وسواء كان هناك جرأة أم لم يكن.
وفي السياق، تمكنت قناة ام تي في اللبنانية بعرض برنامجها اللبناني الحواري الذي يحمل اسم "حوار بيروت" ،وربما يحمل البرنامج عنواناً للإحداث التي تجري في لبنان والتي تخص اللبنانيين بشكل خاص. فان نجاح البرنامج هو في اسلوب و نجاح الحوار المعتمد في هذه البرامج والتي تتجسد في قدرة المحاور على امتلاك اسلوب فن التحاور الذي يغذيه ثقافة عالية وقدرة على تناول الاسئلة التي تفرض نفسها على الحوار " .من هنا تأتي اهمية صقل القدرات الحوارية والثقافية لإجراء برنامج حواري ناجح لكافة العاملين في مجال الصحافة والاعلام وليس لمقدمي البرامج التلفزيونية فقط .
فالعمل التليفزيوني بالأساس يعتمد على الحوار الذي قد تتراوح مدته من ثلاثين ثانية في بعض التقارير الاخبارية وقد يطول ليصل الى ساعة في بعض البرامج الحوارية. لكن اهمية اختيار برنامج يناقش قضايا المجتمع التي نحن نعايش فيها تعتمد على المعد نفسه لان نجاح البرنامج يقوم على ثقافة وخبرة المعد الذي يصنع حلقة حوارية ناجحة ،ومن هنا يمكن القول بان البرامج الحوارية تعتمد على فن الحوار الذي تربطه علاقة المقدم بالمعد من خلال التنسيق المشترك لإنتاج برنامج ناجح في كل حلقة .
حديث بيروت هو برنامج حواري لبناني تقدمه قناة ام تي في في الساعة الثالثة بعد الظهر بدأ في أيلول 2011. الفكرة لمحاسن حدارة وغريتا غصيبة، يوميا يقدمه كل من الاعلامي فادي شهوان مرتان أو ثلاثة والكاتب والإعلامي انطوان سعد مرتان أو ثلاثة في الأسبوع وكل من الاعلامية دنيز رحمة يوم السبت ومنى صليبا نهار الأحد.

يعتمد برنامج "حديث بيروت " على فكرة حوار الشخصية "الضيف" التي تعده كل من محاسن حادرة و ميشلين الدمعة والمقدم يعد حلقته بالتعاون معهما ، وكل يوم حلقة مختلفة تناقش جانب من جوانب الحياة اللبنانية المختلفة.
ويستهدف هذا النوع من البرامج شخصية معينة تتم محاورتها مباشرة على الهواء من خلال احد المحاورين المذكورين الذي تقوم بتسليط الضوء على شخصية ما وتقديم الجوانب المختلفة منها للمشاهد، ويعتمد نجاح هذا النوع من البرامج على اختيار الشخصية المناسبة، وهنا تكمن مدى كفاءة مدير الحوار، وطريقة وضع الأسئلة بحيث تكون مباشرة وبسيطة وفي الوقت نفسه قوية وواضحة، ولا تكون الأسئلة مما يحتمل الإجابة عنه بنعم أو لا، ولكن يفضل اختيار أسئلة تسمح للضيف بأن يخرج إجابات تقريرية أو تفسيرية، ويفضل أن يبتعد المعد عن الأسئلة الإيمائية التي تتضمن في طياتها الإجابة التي يجب أن يرد بها الضيف.ومن المهم أن "يستفز" المعد الشخصية الحوارية بأسئلة تجعلها تقدم معلومات جديدة ومشوقة أو آراء مهمة.ويبقى هناك عوامل معينة تساعد على نجاح البرنامج في كل قالب من هذه القوالب، منها جدة وجدية الفكرة، وحاجة الناس للموضوع، وتنوع المصادر وتكاملها بحيث تعبر عن كل الاتجاهات المرتبطة بالظاهرة، ودقة المعلومات ونسبها إلى مصادرها.كما ينبغي التأكيد في النهاية على أهمية أن يقوم المعد بجمع المعلومات الكافية عن الشخصية وعن الموضوع، التي تساعده وتساعد فريق العمل المتعاون معه على إخراج العمل بالشكل الذي يخدم الغرض الذي قام من أجله.
سوف يتخلل البرنامج لاحقا بعض الإضافات على البرامج اليومية السياسية. أردنا أن نجعل فيه أقسامًا ثابتة مثل الصحافة العربية والأجنبية وأسرار الصحف. وقريبًا أود أن أخصص دقائق لقضايا اجتماعية وثقافية بحال حصول فريق الاعداد على موافقة الإدارة.
لكن الذي يلفت نظرك في البرنامج الحواري هو اداء الكاتب والإعلامي انطوان السعد الذي يقدم بعض حلقات البرنامج الحواري ،فالمقدم يمتلك قدرة مميزة على التحاور من خلال فن الاداء الذي يعطي الضيف الثقة بالنفس على متابعة الحوار وتقديم كل المعلومات للبرنامج مما يجعل المشاهد يتمتع بهذا الاداء التي تفرضها شخصية المقدم وحسن خلقه وثقافته العالية وقدرته العالية في طرح اسئلته التي تكون جديرة بأخذ الاجابات الكافية من الضيف ،فالمحاور لا يستخدم تقطيع كلام الضيف لكي يسجل عليه نقاط امام المشاهد والتي تحرجه كما يحاول البعض ،يبتعد الاعلامي عن المداخلات الطويلة التي تضيق نفس المشاهد والضيف ،لا يستخدم المحاور مع ضيوفه الكلمات الاجنبية التي يحاول استخدامها البعض من اجل اعطاء انطباع للمشاهد بأنه يجيد لغات اجنبية بالرغم من امكانيات من التكلم والكتابة بلغتين بطلاقة عالية .
فالنبرة الصوتية التي يستخدمها الكاتب تدل على الثقة الزائدة بالنفس من خلال التواضع والاحترام الذي يمارسه الاعلامي في حلقته والتي يختفي فيها الصراخ والنبرة العالية التي يتبعها الاخرون في تقديم برامجهم الحوارية ،لا شك بان الكاتب والإعلامي انطوان سعد يمتلك قدرة كبيرة من الثقافة التي يفرضها في اعداد حلقاته والتي تساعده بان تكون حلقته وسيمة وظريفة للمشاهد المتابع بالرغم من الوسامة واللياقة والذوق الرفيع والأدب والأناقة الذين يمتلكهم الكاتب في تقديم حلقاته والتي يجسدها حضوره القوي امام الضيف والكاميرا اثناء تقديم البرنامج .طبعا طوني سعد اعلامي مميز وناجح وكاتب جيد ومحاور لبق ،تتأسف جدا بان يكون برنامجه في النهار بدلا من الليل الذي قد يشكل دفعة مميزة للقناة بالرغم من النجاح الباهر الذي حققته القناة وخاصة بعد عودتها في الانطلاقة الثانية ،نعم نجحت القناة بانطلاقة جديدة تمكن مديرها غيث يزبك من وضعها في مقدمة القنوات اللبنانية والعربية .

د.خالد ممدوح العزي
كاتب اعلامي وباحث بالإعلام السياسي والعلاقات الدولية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Ynewsarab19E


.. وسط توتر بين موسكو وواشنطن.. قوات روسية وأميركية في قاعدة وا




.. أنفاق الحوثي تتوسع .. وتهديدات الجماعة تصل إلى البحر المتوسط


.. نشرة إيجاز - جماعة أنصار الله تعلن بدء مرحلة رابعة من التصعي




.. وقفة طلابية بجامعة صفاقس في تونس تندد بجرائم الاحتلال على غز