الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسودة الدستور حلقة اخرى للتآمر على جماهيرالعراق

طه معروف

2005 / 8 / 4
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


نظرة سريعة على مسودة الدستورالذي ليس سوى تحصيل حاصل لسيناريو الامريكي في العراق من خلال ادوات و قوى السيناريو المذكور من القوميين الكرد والحركات الاسلامية الشيعية والسنية، تبين بوضوح ما في جعبة هذه القوى للجماهير. تنص هذه الوثيقة الرجعية التآمرية في احدى فقراتها بأن الدين الاسلامي هو دين الدولة الرسمي،هو مصدراساسي للتشريع ولا يجوز سن قانون يتعارض مع ثوابته واحكامه اي بعبارة اوضح العودة الى شريعة الغاب الاسلامية في ضوء القوانين السماوية الجاهزة "كحقيقة مطلقة" غير قابلة النقاش وجاء في بند اخر حول "مساواة" المرأة بالرجل وفقا للشريعة الاسلامية؛ اي اخضاع المرأة لشرور رجال الدين و اضفاء الشرعية على الإغتصاب وممارسة ختان الانثى وتعدد الزوجات وفرض اللباس والحجاب عليهن ورجمهن بالحجارة في حال تجاوزهن الترهات الدينية ولكون العشائر وجه اخرللرجعية الدينية شدد الدستور المقترح على ضرورة حرص الدولة على النهوض بالعشائر والافادة من"قيمها واعراضها الايجابية"!!. ولتحديد سلطة الملالي و ولاية الفقية على نمط الحكومة الاسلامية في ايران ،حددوا في مخطط الدستور تعين الفقهاء في المحكمة الدستورية، لفرض السطوة الفقهية، من خلال الجمع بين السلطتين الدينية و المدنية، وهي شكل واضح لسيطرة المرجعيات الدينية على كل الامور السياسية والاجتماعية في المجتمع وأخيرا هناك اقتراحات اضافية حول اعتبار القومية العربية ، قومية رئيسية ، واللغة العربية هي اللغة الاساس في العراق واعتبار القومية الكردية قومية ثانوية اسوة بالقومية التركية وغيرها من القوميات اي العمل لأحياء وتنفيذ القوانين والممارسات الهمجية و العنصرية لحكومة البعث والحكومات القومية االسابقة تجاه القوميات الاخرى وما غاب تماما في مسودة الدستور المزعوم من الفه الى يائه، هوالاهداف و القيم الانسانية النبيلة؛ الحرية والمساواة التي طالما ناظلت الجماهير من اجلها سنوات طويلة.ان مسودة الدستور سنت بنوده كدعاية ارهابية للاسلام السياسي والعنصرية القومية.
لا اريد الدخول في التفاصيل لكون مسودة الدستور ليست سوى مخطط لإسبتعاد الجماهيرمشحونة بالافكار الجامدة ولى عهدها ولإن الممثلين لهذه المهزلة" الدستورية"جسدوا منذ سقوط بغداد وتسلطهم على رقاب جماهير العراق اكثر مما هو مدون في هذه المسودة واقاموا في عشرة محافظات عراقية إمارة اسلامية وكلف السيستاني عصابات الاسلام السياسي من امثال التيار الصدري وحزب الدعوة و المجلس الاعلى لآل الحكيم و زمرهم الاجرامية بتطهير هذه المناطق من كل المعالم الحضارية والمدنية وعلى صعيد اخر مارست الحركات الاسلامية السنية نفس جرائم القتل وارهاب الناس, وما تحتاجه هذه القوى من مهزلة" الدستوروالاستفتاء"عليه، هو إضفاء الصبغة القانونية والشرعية علىهذه الجرائم ضد الجماهير و التأكيدات الامريكية لإنهاء كتابة الدستور وترحيله" للإستفتاء" في موعدها المحدد، هو انعكاس للفشل الامريكي في العراق على صعيد حربه الرجعية اي(الحرب بين قطبي الارهاب الامريكي والاسلامي) ونشر "الاصلاح و ديمقراطيتها" المزعومة، لذا تحاول امريكا و من خلال دعمها لمخطط الدستور، إيجاد حكومة رجعية بأي شكل من الاشكال للسيطرة على الوضع السياسي والأمني بهدف التخفيف من احتمال فشلها المنتظر في العراق وان هذه المسألة، اي غياب الحكومة القادرة على السيطرة على الامور السياسية و الامنية في العراق على الرغم من تنظيم عدة سيناريوهات لهذا الغرض آخرها مخطط الدستور بالتعاون مع قوى السيناريو الاسود من الاسلاميين والقوميين الكرد هي مبعث ومصدر للفشل الامريكي في العراق حتى الآن وان الزيارة الاخيرة لوزير الدفاع الامريكي للعراق لمتابعة الاحداث عن قرب وحث المسؤولين لإنجاز مسودة الدستور في موعدها المحدد وتلتها زيارة السفير البريطاني الى اربيل لمطالبة الاحزاب القومية الكردية بتأجيل بعض من مطالبها الاساسية الى ما بعد كتابة الدستور وهي مطاليب تحدد مصير سلطة الاحزاب القومية الكردية في بغداد وفي كردستان , تأتي هذه المحاولات ضمن جهود قوات الاحتلال لإيجاد حكومة رجعية بأي ثمن لفرضه على الجماهير في الوقت الذي تشهد الساحة السياسية في العراق موجة من الاستنكار والاعتراضات الجماهيرية والحزبية على هذا المشروع الرجعي الذي يتجاوز في معاداته للإنسانية أية برامج اخرى للأسلاميين في المنطقة .وان الخدمات السخية التي قدمها ممثل الرموز القومية في كردستان, بدعمهم الغادر لقائمة الائتلاف الشيعي, و الاعلان عن التزامهم بوحدة الاراضي العراقية, وعدم المساس بها والوقوف بوجه المطالب الجماهيرية في كردستان العراق, حول الاستفتاء لإستقلال كردستان ومخاطبة طالباني للحركات الاسلامية السنية للمشاركة معهم لصياغة مخطط الدستور, لن تجديه نفعا في المستقبل وفي الوقت الحاضر جوبه بالرفض التام من قبل الاحزاب الثلاث الشيعية؛ حزب الدعوة وزمرة الحكيم وحركة الوفاق, حيث رفضوا بالاجماع خارطة اقليم كردستان الذي طرح من جانب الاحزاب القومية الكردية, و اثناء اللقاء الذي تم بين مسؤولين امريكيين وعدد من رجال العشائر السنة , اعلنوا عن رفضهم لفدرالية العراق واعربوا عن دعمهم للحكومة الاسلامية وفق ما نص عليه "الدستور الجديد " وهذا يدل على تقارب الحركات الاسلامية الشيعية والاطراف السنية لإقامة حكومة اسلامية –قومية على حساب القوميين الكرد وان الحاجة الماسة لأمريكا لمثل هذه الحكومة في الوقت الحاضر لإنقاذها من الفشل الذي بات واضحا, لايستبعد احتمال وقوف امريكا بوجه مطالب الحركة القومية الكردية والتخلي عن مشاريعها السابقة وغير المعلنة، لإقامة الدولة الكردية في اطار مشروع تقسيم العراق ويبدو ان امريكا تبذل قصارى جهدها للتعجيل بمشاريعها الرجعية لإن بقاء قواتها المسلحة بهذا الحجم لمدة اطول وفي غياب حكومة عراقية قادرةعلى قمع الجماهير , ستسبب في زعزعة موقعها السياسي ليس فقط على صعيد العراق وانما على صعيد العالم, وفي مواجهته للإرهاب الاسلامي ,وان عداء الجماهير له في العراق في تصاعد مستمر نظرا لممارسته الوحشية إزاء الجماهير واشار اكثر من مصدر في سياق احصائها للضحايا المدنيين العراقيين بأن 37% من قتلى المدنيين العراقيين سببتها القوات الامريكية اضافة الى عشرات من العوامل التي تعاني منها الجماهير كلها اسباب ادت الى الموافقة الامريكية على بنود هذه المشروع الرجعي والتأكيد عليها لفرضها على الجماهير ضمن مهزلة اخرى يطلقون عليها "الاستفتاء" الجماهيري ولكن لن يمر هذه السيناريو على الجماهير كما مرت عليها السيناريوهات السابقة نظرا لتصاعد السخط الجماهيري و احداث التصدع في صفوف الحركات القومية والطائفية وان تصاعد الحرب الكلامية الى مستوى التهديد برفض الدستور ومقاطعة الاستفتاء من جانب الحركات القومية الكردية والتلويح من جانب الاسلاميين والقوميين العرب لمواجهة مطاليب الاحزاب القومية الكردية ستسبب لا محال في نقل الصراعات والتناقضات بين قوى سيناريو الاسود الى مستوى ارقى تصعب عليهم الانسجام حول مصالحهم وان الانسجام يكاد يكون مستحيلا وخدعة كاذبة فيما بين القوميين و الاسلاميين والدليل على ذلك هو تقسيم كردستان الى ادارتين منفصلتين نتيجة الصراع وعدم الانسجام بين الاحزاب القومية الكردية الذين يمثلون نفس الحركة القومية فكيف يمكن اذن الانسجام مع الاطراف الاخرى في ضوء افكار قومية وطائفية و عشائرية رجعية مختلفة ؟
و اما بخصوص دعوة الطالباني للأطراف المعنية بمخطط الدستور لإنعقاد المؤتمرلتجاوز خلافاتها ,هي تأكيد من جانبه, بالمضي قدما لتسترو لتخفيف من حجم التآمر على الجماهير في خدمة المشاريع الامريكية, ثمنا لبقائه في السلطة, كحلم طالباني وحركته الرجعية على مر التأريخ, وبالضد من مصالح وارادة الجماهير الكردية , حققت له امريكا من خلال حربه القذرة على العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. امتحان عسير ينتظر إيران بعد وفاة رئيسي.. إلى أين ستمضي طهران


.. إجماع إسرائيلي على رفض قرار الجنائية الدولية ضد نتنياهو بصفت




.. مشاهير يوجهون رسالة إلى زوجة بايدن لحثها على اتخاذ موقف تجاه


.. استشهاد 10 فلسطينيين جراء استهداف الاحتلال منزلا لعائلة الكح




.. وفاة الرئيس الإيراني ووزير خارجيته، ماهي التبعات السياسية في