الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الحرب والسياسة ج1

محمد خضر خزعلي

2014 / 7 / 15
الارهاب, الحرب والسلام


لم تحسم علاقات جوهرية عدة في مجتمعاتنا الامر الذي يبقينا على قلق وتوتر , ويجعل من هذه القضايا اداه بيد السياسيين المتاجرين للفوز بالانتخابات واللعب بعواطف الناس , منها العلاقة بين الدين والدولة , والسياسة والحرب.
السياسة وبعيدا عن التعريفات المبتذلة تعد الاستخدام السلمي للقوة , القوة هي مجموع ما لدى الدولة من موارد طبيعية وبشرية وتكنولوجية الى ما يختزنه الشعب من قدرات تنموية ووجدانية وعلمية تكون اداه بيد السلطة لتحقيق اهدافها سواء استراتيجيا عليا او دنيا او محض اهداف تكتيكية , وذلك من خلال الترهيب والترغيب بما لديك من القوة المعنوية والمادية وقدرة السلطة على التنقل والمناورة واداراتهما معا.
الحرب , وهي على النقيض من السياسة , فهي تعني اساسا استخدام القوة العسكرية والعنف المسلح بكافة اشكاله لتحقيق هدف ما تسعى اليه السلطة السياسية.وبمنظور كلاوزوفيتش تعد الحرب استمرارا للسياسة بوسائل اخرى , هذه الوسائل هي القوة المسلحة ويختل مفهوم الحرب لدى كلاوزفيتش بلا سفك دماء ويبدي سخريته من حروبٍ بلا سفك دماء , فالحرب هي صراع اناوات وارادات تسعى لاجبار طرف لارادة اخر , وما انشاء القوات العسكرية الا وسيلة لتحقيق هذا الهدف عند تضارب المصالح التي لا تقدر السياسة بوسائلها السلمية على تحقيقها.
وضح كلاوزوفيتش ان الهدف السياسي دافع اساسي للحرب , لا ان تكون حسب فهم الجنرال مولتكه في عهد بسمارك من ان الحرب وكيل للسياسة , والذي يرى بضرورة عدم تدخل السلطة بقيادات الحرب , فهي -اي السياسة- تتدخل لحد لحظة ما لكن بعد اندلاع الحرب يجب على السياسة ان تخلي الساحة للقيادات والاعمال العسكرية .
متى تنزع الدولة للحرب ؟
يمكن ان تقوم دولة بالحرب لاسباب نفسية تحقيقا للمجد او للشهرة او لروح الانتقام واسهبت في شرحها مدرسة التحليل النفسي والفرد القائد محورها الرئيسي , لكن ما نريده هو ان الحرب تحدث تحقيقا لاهداف سياسية واستراتيجية تعجر عن تحقيقها الوسائل السلمية للقوة , لانتزاع مكانة الدولة العظمى مثلا , او لتحقيق قناه معينية لازاحة التكلس في الوسائل السياسية لتحقيق الاهداف , مثل حرب التحريك عام 1973 التي هدفت الى تحريك الوضع الدولي للبدأ في المفاوضات لا لتحرير فلسطين.
من وجهة نظر المدرسة السياسية يعتبر النزوع الى القوة عملا اخلاقيا , فهي الظابط الوحيد للعلاقات الدولية , فالحرب ذات طابع نيتشوي لانها أداة لإرادة القوة , ومن طبيعتها قلب وتغيير كل شي .
متى تكون السياسة ذات طابع مسرحي؟
ذهبنا قبل قليل للقول بان المدرسة السياسية تعتبر الحق لصاحب القوة وتعتبر القانون الدولي او الاخلاق من جنس العدالة وما هنالك لا وزن لها في تنظيراتها , وتعتبر التاريخ سردا يقدمه القوي المنتصر , الذي يكيف العلاقات حسب اهوائه , وهنا تغدو السياسة ذات طابع مسرحي في بعض الاحيان لا بالمجمل , عند الابقاء على التشدق الكلامي بلا حسبان مستقبلي لبعض اللحظات التي تتطلب حسما حربيا وعسكريا , على الاقل لشؤون الدفاع لا الهجوم.
فالحرب ان كانت دفاعية او هجومية بصرف النظر عن طبيعتها , هي احد اوجه القدرة على امتلاك الوجود كما يعبر هيدجر , في حين يعتبر تبديد ادوات السياسة غير العنيفة كالقوة الدبلوماسية والاقتصادية على اهداف في غير حفظ الوجود ثم استئنافك الكلام عن اهدافك لمحض الكلام فقط واعتبارك السياسة محض اللاعيب واكاذيب ظنا منك انك بها ستملك وتسود هو الطابع المسرحي , فأنت كثيرا ما تشبه نساء اسبارطا واثينا عندما ارتفعت دعاويهن لعدم ممارسة الجنس مع ازواجهن اذا لم يوقفوا الحرب , وفي نهاية المسرحية للاسف استمرت الحرب وتم اغتصابهن اغصتابا كما تقص علينا مسرحية ارستوفان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا