الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لكي لا تذبح الديمقراطية على اعتاب طرابلس

فاضل عزيز

2014 / 7 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


لا يختلف إثنان نصف عاقلان على أن الهدف من التفجير المستجد للمواجهات وتصعيدها في العاصمة الليبية طربلس وتحديدا في مطارها الدولي ، نافذتها الوحيدة على العالم الخارجي، هو إجهاض النجاح المحقق في الانتخابات البرلمانية وتأجيل عملية تسليم السلطة التشريعية من المؤتمر الوطني المنتهية صلاحيته للبرلمان المنتخب والمقررة في العشرين من الشهر الجاري بمدينة بنغازي.
فكتلة الاخوان ومن يدور في فلكهم؛ وبعد ان اتضح لها تراجع قوتها في البرلمان الجديد وتصاعد تيار القوى الوطنية فيه؛ ولتفادي الذهاب الى بنغازي التي يعتبرونها ارض معادية بحكم محاربتها للذراع العسكرية للاخوان ممثلة فيما يعرفون بأنصار الشريعة، لكل ذلك لم يعد أمام هذه الكتلة وحلفائها من مخرج لتفادي الانكشاف أمام الرأي العام والخروج من ساحة الفعل، إلا تفجير مواجهات وإحداث خلل أمني في العاصمة يلهي الشعب عن المطالبة بتنصيب البرلمان والتأسيس لدولة القانون ويعرقل النواب عن السعي لاستلام السلطة التشريعية ومباشرة مهامهم في إرساء مؤسسات الدولة وإنفاذ القوانين وإخراج البلاد من عبث هذه الجماعات التي تقودنا للانهيار التام. وأولى الخطوات التي قررها الاخوان وحلفاؤهم لتحقيق هدفهم التخريبي هو وقف مطار طرابلس عن العمل وإحراق مرافقه وحتى الطائرات التي كلفت خزينة الشعب مئات الملايين من الدولارات، ليجدوا عذرا يبررون به عدم توجههم الى بنغازي وتسليم السلطة الى البرلمان الجديد.
ولم تتوقف المؤامرة عند هذا الحد بل نراهم يحاولون جر القوى المناوئة لهم لتوسيع المواجهات في احياء العاصمة وإغراقها في حرب اهلية ، ونلاحظ من خلال تجولنا في شوارع و أحياء العاصمة ومتابعتنا لمجريات الامور أن هناك جماعات مسلحة تعمل على اختلاق نزاعات ومواجهات من كل نوع، وأن عمليات قصف للاحياء السكنية والمنشآت بالصواريخ بشكل عشوائي تتم بين الحين والآخر والهدف منها هو جر قوى التحالف الوطني وكتائبهم للاندماج في مواجهات شاملة تحول طرابلس الى مستنقع للقتل والدمار.
فعلى الكتائب والتشكيلات الوطنية وكتائب الجيش الوطني ألا تنزلق الى هذه الهاوية وأن يفوتوا الفرصة على هذه الفئة الباغية التي بعد أن شعرت بأنها سيتم إقصاؤها من حلبة الفعل السياسي وأن أدواتها واستراتيجياتها فقدت فاعليتها في الشارع ، ركنت الى العنف والارهاب لإجهاض عملية نقل البلاد من حالة الثورة الى مرحلة بناء الدولة.
على كل وطني غيور وحريص على قيام دولة مدنية في ليبيا وارساء الامن والاستقرار وإعادة بناء الدولة ان يلتزم الحياد وألا ينجر وراء محاولات ومشاريع هذه الجماعات الساعية لاحراق طرابلس و وأد الديمقراطية الوليدة في المهد.
كما ننصح سكان طرابلس بعدم مغادرتها تحت اي تهديد او ترهيب قد يطلقه المتآمرون، وعلى السكان الاعتصام بأحيائهم مها كلف الثمن، لأن إخلاء المدينة والنزوح منها سيعطي حبل نجاة لهذه الجماعات المجرمة وورقة رابحة تستخدمها اعلاميا لتظهر للمراقب الخارجي أن الشعب الليبي لم ينضج بعد لخوض اي نوع من الديمقراطية وأن الحكم الشمولي والدكتاتورية هي الحل لاقرار الامن وإعادة البناء..
علينا أيها الإخوة الثبات في بيوتنا وعدم الاندماج في اي مواجهات ومناهضة المخربين اللذين يحاولون اقفال الطرق وإشعال الحرائق، وعلينا ان نعمل ذاتيا كل من جهته وفي اختصاصه لاستمرار الخدمات الضرورية من إنارة وخدمات صحية و نظافة واقتصاد في اقتناء السلع واستهلاك الكهرباء وعدم التدافع على الوقود وتطويق كل النزاعات التي قد يعمل العملاء على اشعال فتيلها بين الاحياء او الاسر وذلك من خلال تشكل لجان بكل الاحياء تسهر على الامن وتطويق اي نزاعات وضمان استمرار الخدمات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا