الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المبادرة المصرية للتهدئة استعجال اسرائيلي وتمهلّ حمساوي

محمد بهلول

2014 / 7 / 15
القضية الفلسطينية


بعد ثماني أيام على العدوان الاسرائيلي الهمجي على قطاع "غزة"، وسقوط ما يزيد عن 185 شهيداً وألف وثلاثماية جريح، إستيقظت القيادة المصرية وقدمت مبادرة لوقف إطلاق النار ابتداءً من صباح هذا اليوم(17 تموز). المبادرة المصرية ارتكزت على اساسيات آخر مبادرة بين الطرفْين الاسرائيلي والفلسطيني برعاية مصر مرسي، أي تهدئة مقابل تهدئة، وإن غُلَّفت انذاك بتفاهمات لتخفيف الحصار لم يتم الالتزام بها.
اليوم مصر بقيادتها الجديدة تعود الى نفس المبادرة، وقف إطلاق النار وبعد 48 ساعة تتم مباحثات غير مباشرة بين الطرفين وبرعاية مصرية للتوصل إلى تفاهمات عن بعد بشأن تخفيف الحصار، ستكون بلا ريب شبيهة بسابقتها. الملفت في الأمر أن المبادرة المصرية الجديدة جرى التفاهم عليها ما بين المصريين والاميركيين مما يعني إطلاع إسرائيل المبكر عليهاوالموافقة الضمنية المسبقة، في حين إن فصائل المقاومة الفلسطينية سمعت بها عبر وسائل الأعلام، كما أكد أكثر من مسؤول فلسطيني في كل من حماس والجهاد(الناطق الرسمي بأسم حماس "سامي أبو زهري"، ونائب الأمين العام لحركة الجهاد الأسلامي "زياد نخالة").
يتضح من وقائع الأمور، أن القيادة المصرية ليست فقط لم تلتفت الى المطالب الفلسطينية، أنما ايضاً لم تشاهد الاداء المميز والمفاجئات غير المسبوقة لفصائل المقاومة الفلسطينية، كما أنها أي القيادة المصرية لم ترى الذهول والتخبط في إدارة المعركة من الجانب الاسرائيلي بمستوياتها المختلفة، العسكرية ولأمنية والسياسية والأعلامية، كما وإداء الجبهة الداخلية.
هذا في الشّكل، اما في الجوهر فإن النظام الرسمي العربي وضمنه المصري والذي غطى بتباطئه في التحرك واداء مؤسساته الاعلامية الرسمية وشبه الرسمية العدوان على "غزة"، املاً بتسديد ضربة لحركة حماس وحاضنتها الاخوان المسلمين واساساً المحور الاقليمي المقاوم بزعامة ايران، وعندما تأكد أن هذا الحلم غير قابل للتحقيق، بفضل صمود الشعب وبسالة المقاومين والاستعداد اللوجستي المقتدر والرسائل المشفرة التي ارسلها محور المقاومة- بقنوات دبلوماسية وأخرى ميدانية عبر هضبة الجولان وجنوب لبنان- ومفاد هذه الرسالة- لا سقوط "لغزة"- سارع النظام الرسمي العربي للتحرك الفعّال والمتسارع لحلحلة العقدة الاسرائيلية والاسهام بانزال نتنياهو عن اغصان الشجرة التي علّق نفسه بها، سواء بتخطيط ينم عن جهل استخباري وقراءة مغلوطة للواقع الأقليمي، أو بواسطة الاستدراج من قبل فصائل المقاومة وتحديداً حماس.
ما جرى على أرض الواقع، يؤكد الهلع الرسمي العربي من تداعيات ما يجري في "غزة" على مجمل تطوّرات المنطقة والاقليم، والاخوان المسلمون الذين خبروا غدر الولايات المتحدة وحلفائها العرب، قارنوا مع اخلاقيات النظام الاقليمي والعربي المقاوم، لا بد أنهم إستنتجوا ما يجب.
لذلك تتمهل حماس في أتخاذ الموقف لمزيد من إذعان اسرائيل وتحطيم كبريائها، ما قبل العدوان غير ما بعده، هذا ما أكدته دماء الشهداء وصمود المواطنين.
حصار "غزة" يتحلل على وقع مفاجئات المقاومة وذهول الأسرائيلي........ والنظام العربي الرسمي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج