الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يهود مع حق الفلسطينيين بالعودة !

عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)

2014 / 7 / 15
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


منذ متى يمكن للدين أن يتحول إلى هوية قومية ؟! وهل سكان إسرائيل ينتمون إلى شعب واحد حقاً ؟! وهل سكان إسرائيل هم أنفسهم ورثة إبراهيم عليه السلام ؟؟! وما هي حقيقة المذابح والتطهير العرقي الحادث على أرض فلسطين منذ 48 وحتى اللحظة ؟؟!

للإجابة على السؤال الأول نقول بأن الانتماء الديني غير ذي صلة بالانتماء القومي، إذ يوجد مسيحيون في أثيوبيا ومسيحيون في السويد ولا علاقة قومية تربط بينهما. والمسلمون أيضاً يوجد منهم شيشان ويوجد مسلمون هنود ولا رابطة قومية من أي نوع تربط بينهما. كذلك اليهود، وهنا بيت القصيد، يوجد منهم من أثيوبيا ويوجد يهود ألمان وأمريكان، ولا يمكن أن نتخيل وجود أي رابطة قومية تربط بينهما، لكن كيف جعلت الصهيونية من الدين هوية قومية ؟؟!

تقوم الرواية الصهيونية على افتراء كاذب مضلل يقوم على أسس ملفقة، تفترض أن جميع اليهود في العالم ينتمون إلى قبيلة يهودية واحدة تم تهجيرها من الأرض التي وعدهم إلههم ( ياهو ) بها وهي أرض كنعان " فلسطين ". والسؤال هنا، ماذا يقول علم الأحياء والوراثة في هذه القضية ؟؟!
نقلاً عن ( BBC ) قبل مدة ليست بعيدة قام مركز أبحاث بريطاني بنشر نتيجة لبحث قام به عن الأصول الوراثية لليهود الأشكناز ( الغربيين ) وأثبت بما لا يدع مجالا للشك بأن أصولهم الوراثية ( DNA) تعود لأصول غرب أوروبا وليس إلى أصول شرق أوسطية كما تفترض الرواية !

الكاتب والأديب الروسي الشهير دوتسوفيسكي كان قد فضح مسألة تآمر الصهاينة الروس في التخطيط لذبح وتهجير أهل فلسطين منذ العام 1887 م أي من قبل وعد بلفور بثلاثين سنة على الأقل !!!

فماذا كان يدور بين يهود العالم خلال القرن التاسع عشر ؟؟ هذا كان النشيد الصهيوني في الكنس والمعابد اليهودية في أوروبا:

عندما تبزغ أشعة الفجر

وتعزف الآلات الموسيقية

ونحمل الفضة, وخيراتنا, ومقدساتنا

تحملها معنا إلى بيتنا القديم في فلسطين

وهكذا فإن الاستيطان الصهيوني في أرض فلسطين قد بدأ مبكراً منذ 1840 م أي في عهد الدولة الإسلامية العثمانية ! ثم توالت موجات الاستيطان اليهودي في فلسطين بعد العام 1920 أي عصر الانتداب البريطاني. على أن الأحداث تفاقمت في العام 1947 عندما أصدرت الأمم المتحدة قرار تقسيم فلسطين رقم 181 الذي رفضوه العرب ( مصر والأردن ) ولم تكن هناك ثمة كيانية فلسطينية قد تبلورت بعد، حيث كانت الضفة الغربية تحت السيادة الأردنية وقطاع غزة تحت السيادة المصرية.

الخطأ العربي في رفض قرار التقسيم الدولي وإعلان الحرب على اليهود، كان له تبعاته التي دفع الشعب الفلسطيني ثمنها غالياً، فقد تمكنت العصابات الصهيونية ( ولأسباب عقائدية دينية ) من ذبح أكثر من 40 ألف من القرويين الأبرياء ( دير ياسين / قبية / كفر قاسم / ... إلخ )، وعليه فقد هرب من الموت حوالي 800 ألف من أهل فلسطين، هؤلاء هم أصحاب فلسطين الأصليين، وهم أحفاد الكنعانيين منذ 6000 عام!

ما الدليل على أن الشعب الفلسطيني أحفاد الكنعانيين ؟؟!

لم تكن فلسطين فارغة في يوم من الأيام، بل تعاقبت فيها الحضارات الكنعانية والرومانية، وقد أبدع الكنعانيون أول أبجدية في التاريخ، كما كانوا أول من قام بنحت صخر الجبل لصناعة معاصر زيت الزيتون، كما كانوا من أوائل من قام بحرق الطين الأحمر لصناعة أواني المياه وتخزين الزيت والنبيذ، ويذكر الباحثون أن أرض كنعان قد امتلأت بالكروم التي كانت تستخدم لصناعة الخمور حتى قيل أن النبيذ كان متوافراً في فلسطين أكثر من مياه الشرب !
وقد أبدع الكنعانيون في رقص الدبكة الشعبية التي تناقلها الفلسطينيون عبر الأجيال وحتى يومنا هذا. كذلك فقد أبدعت المرأة الكنعانية فن التطريز على الأثواب بأشكال هندسية غاية في الجمال والروعة، وقد أورثت المرأة الفلسطينية هذا الفن للأجيال اللاحقة حتى بات الشعب الفلسطيني يفخر بهذا الفن ويتخذونه زياً شعبياً في حفلات الزفاف أو لفرق الدبكة الشعبية لكي تتحد الدبكة والتطريز في سنفونية الانتماء العريق لعبق التاريخ والحضارة !

لكن هل نفقد الأمل في حياة أفضل ؟؟!

رغم كل السواد والضباب وسحب اليأس التي تظلل هذه الأرض، إلا أن ثمة صحوة إسرائيلية إنسانية مضادة للفكر العنصري الصهيوني، تجلت فيما قاله المؤرخ الإسرائيلي " إيلان بابيه " والبروفيسور " إسرائيل شاحاك " وأستاذ التاريخ " شلومو سانيد " .. هؤلاء تحدثوا بصراحة عن التطهير العرقي الذي قامت به العصابات الصهيونية لطرد وتشريد أهل فلسطين عام1948، واليوم ( 15 / 7 / 2014 ) أكثر من 25 بروفيسور إسرائيلي في جامعة تل أبيب وقعوا عريضة لوقف العدوان على غزة والتوجه بنية طيبة نحو السلام وفك الاستيطان ورفع القهر عن الشعب الفلسطيني ! لهم جزيل الشكر !

هذه صفحة عنوانها " يهود مع حق الفلسطينيين بالعودة "

https://www.facebook.com/test1960?fref=nf








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - القضية ليست في إثبات أننا أحفاذ الكنعانيين
عتريس المدح ( 2014 / 7 / 15 - 21:18 )
الهنود الحمر أصحاب أمريكا الحقيقيين ومع ذلك كادوا أن يفنوا بسبب آلة القتل الرأسمالية، فالحق في هذا العصر ليس بالاعتراف به الحق في هذا العصر هو في ترجمة القوة، العرب في العام 1948 كانوا تحت الاستعمار والجيوش التي دخلت جزء منها كان ينفذ مؤامرة تحت قيادات استعمارية و أطماع أمراء في المملكة المتحدة، نعم قبلنا بالهم الجائر قرار التقسيم لان العالم كان يخضع للرأسمالية،السجال حول اليهود كشعب موحد لن يساعد فهم حقيقة قائمة كحاملة طائرات متقدمة ورأس حربة للحفاظ على مصالح الحلف الرأسمالي الصهيوني الرجعي، ما لم يمتلك جزء من العرب القوة وما لم تملك شعوب المنطقة زمام نفسها وتفرز قيادات تعبر عن المصالح الحقيقية للجماهير سيظل الوضع يراوح مكانه عنفا وتقتيلا، فقط بوحدة الكادحين من أبناء شعوب المنطقة عربا ويهودا وبامتلاك برنامج واضح يسعى الى اسقاط الانظمة الرجعية في الوقت الذي يسعى فيه يهود اسرائيل لاسقاط النظام النيوليبرالي المتحالف مع اليمين الحريدي الداعشي ويحرروا أنفسهم من التبعية للرأسمالية اللن يتم التوصل لسلام دائم وعادل يعيش فيه العرب واليهود معا جيرانا متعاونين

اخر الافلام

.. نحن والإعلام الغربي، 7 أكتوبر نموذجاً - د. احمد عبد الحق.


.. فرنسا: كيف نجح اليمين المتطرف بالصعود؟ • فرانس 24 / FRANCE 2




.. هل يتداعى -السد الجمهوري- أمام اليمين المتطرف؟


.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: اليمين المتطرف على أبواب السل




.. فرنسا: ماكرون -يخسر الرهان- واليمين المتطرف -على أبواب السلط