الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القبة الحديدية

كور متيوك انيار

2014 / 7 / 15
السياسة والعلاقات الدولية


من جديد تشتعل الحرب بين اسرائيل وحماس ، فالاولى تقوم بالاف الطلعات الجوية وتدمير المئات من المنشات والاف المنازل التي يعتقد إنها تابعة لحركة حماس او تستخدمها كمقرات لها ، وحماس من جانبها تطلق الصواريخ على الداخل الاسرائيلي خالقاً الرعب وسط الاسرائيليين وهكذا هي الاوضاع وتتكرر كل سنة تقريباً بين الطرفين ، إلا إن حماس هذه المرة معزولة اكثر من اي وقت سبق ، ففي العام السابق عندما كان مرسي و الاخوان المسلمين في السلطة بمصر كانوا يتلقون الكثير من الدعم المادي و المعنوي من قبل الجماعة الاسلامية في مصر و تركيا وقطر لكن الامر لم يعد كذلك اليوم .
الحرب الحالية بدأ بعد إختفاء الشبان الثلاث الاسرائيليين واتهم الحكومة الاسرائيلية حركة حماس بالمسؤولية على إختفائهم وحتى تم العثور عليهم مقتولين بعد عملية بحث واسعة استمر لاكثر من اسبوع ولم يعلن حماس عدم مسؤوليتها عن اختفائهم وقال اكثر من مسؤول حمساوي إن المستوطنين اهداف مشروعة للمقاومة ، وهذا الحادث اعطت اسرائيل دافعاً قوياً لتنفيذ ضربات جوية على غزة وذلك في إطار مساعيها المعلنة حتى يعلن عباس فك ارتباطه مع حركة حماس بعد إن تكللت الجهود الفلسطينية إلى اتفاق لإنهاء الانقسام وسط الفلسطينيين بعد اعوام على سيطرة حماس على قطاع غزة ، إنهاء الانقسام مهم للطرفين في الدرجة الاولى قبل إن تكون مهمة للشعب الفلسطيني فالرئيس محمود عباس كان في حاجة الى تعزيز سلطته كرئيس للسلطة الفلسطينية و تقليل التحركات الحمساوية الدولية وتاثيرها ، حيث بدأ الكثير من المسؤولين العرب يزورون قطاع غزة معقل حماس دون المرور على عباس في رام الله ، لذلك سعى حركة فتح لردم الهوة مع حماس لتعزيز سلطة الرئيس عباس وفي نفس الوقت توحيد جهود الفلسطينين حول قضيتهم الرئيسية وهي تحقيق حلم الشعب الفلسطيني على إن تكون لهم دولة ، بالنسبة لحماس التي ظلت تعرقل كافة الجهود العربية لإنهاء الانقسام لو لا التغييرات الاقليمية العربية التي اطاحت باكبر حلفائها عربياً ( الاخوان المسلمين ) في مصر لظلت ترفض حتى اليوم إنهاء الانقسام حتى تتمكن في الوقت المناسب من القضاء على فتح ومنظمة التحرير وقيادة الشعب الفلسطيني بعد إن ظلت فتح تتمتع بحق التفاوض و التحدث باسم الشعب الفلسطيني لعقود وكسر السيطرة التاريخية ، والجانبين مختلفين اختلاف كبير حول الاليات التي ينبغي إن تستخدم لتحقيق دولة فلسطين ، مع الحصار الاسرائيلي على حركة حماس ، و الحصار المصري بعد عزل مرسي ادركت حماس إنها تعيش في سجن وتراكمت المسئوليات اليها لتوفير الوظائف ، الكهرباء ، المياه ، الامن ، الصحة لذلك سعت للخروج من عنق الحصار بالقبول بالمصالحة ؛ إلا إن اسرائيل استفادت لدرجة كبيرة من الانقسام الفلسطيني وليست مستعدة بعد للقبول بالوحدة الفلسطينية لاسباب خاصة بها ، ربما تعتقد إن إشراك حماس في اي حكومة سيصعب من عملية محاربة حماس في المستقبل وسيزيد ذلك من قدراته العسكرية و الامنية وهو ما يمكن إن يشكل خطر لها في المستقبل بالاضافة إلى إن حماس بما تمتلكه من قدرات امنية وعسكرية يمكنها إن تقلب الطاولة على حركة فتح وتصبح ممثلاً للشعب الفلسطيني وهو ما سيضع اسرائيل في موقف حرج جداً وتكون امام واقع صعب وهي إما التعامل مع حماس كواقع او الدخول معها في حرب بعيدة المدى وإسرائيل تدرك إن اي حرب طويلة مع حماس سيضع الاقتصاد و الشعب الاسرائيلي في واقع يحسد عليها لذلك تريد إن تظل حماس مسيطرة على غزة حتى تكون المواجهة معها محدودة وتتعامل معها كمنظمة ارهابية وليس كحكومة ، لكن اعتقد إن الرهان الاسرائيلي على استمرار الانقسام الفلسطيني رهان خاطئ وسيزيد من شعبية حركة حماس وسحب البساط من تحت عباس .
الشعب الفلسطيني و حركات المقاومة الفلسطينية ترجع اليها اختيار الاليات المناسبة للحصول للدفاع عن حقوقهم إلا إن حماس محتاجة إن تتعامل مع الامور ومع اسرائيل بواقعية فالحروب التي ظلت تخوضها مع اسرائيل يسقط على اثرها الكثيرين من الفلسطينيين و بالالاف بينما الخسائر البشرية الاسرائيلية في اسوأ الفروض لا تتجاوز العشرة ، وكذلك على مستوى المنشات فنظام القبة الحديدية يبدوا انها تقوم بدورها على اكمل وجه بحماية المدن المكتظة بالسكان حتى لا يسقط عليها الصواريخ الحمساوية ، حماس في حاجة إلى إن تتعامل مع القضية الفلسطينية ببعد نظر وليس بالخيال و الحماس ، فاثناء الثورة المصرية التي اطاحت بمرسي فتحت حماس كافة قنواتها الاعلامية المقروءة و المسموعة و المرئية على مصراعيه دفاعاً عن مرسي ولو كان القوة العسكرية لحماس افضل من الجيش المصري لتدخلت عسكرياً واعادت مرسي الى الحكم وهذا الدور لا يتناسب و دور حركة تحرير تبحث عن حقوق لشعبها .
حماس في مازق حقيقي على المستوى الشعبي و العسكري و الدبلوماسي فمصر من مصلحتها القضاء على حماس في غزة لانها من الواضح اصبحت تشكل تهديد امني حقيقي لها حيث يعتقد إن جماعات اسلامية مسلحة تقاتل الجيش المصري يتم تدريبها في حماس ، كذلك الامر بالنسبة لاسرائيل وحركة فتح .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب