الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب غزة 2014 تفرض معطيات جديدة في الصراع والاستراتيجيا

نافذ الرفاعي

2014 / 7 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


في ثمانينات القرن الماضي عندما صعدت الجماهيرالفلسطينية الى انتفاضتها واندفاعها بمئات الالاف الى الشوارع ، نسينا حرب الشعب وخضنا انتفاضة مريرة جاءت بالسلطة الفلسطينية، واعتمدنا لاحقا المفاوضات كرؤيا واستراتيجية وتدحرجت هذه الاسترتيجيا لمدة سبع سنوات في انتفاضة الاقصى المسلحة ، الا انه سرعان ماعادت المفاوضات كاسترتيجية الى الواجهة.

غزة اليوم اعادتنا الى البدايات الى حرب الشعب والى القاعدة الارتكازية القادرة على بدء حرب التحرير الشعبية مع الاخذ بعين الاعتبار خصائص وميزات مختلفة شكلا ومتشابه في الجوهر ، حيث الفيتناميين بقيادة هوتشي منه وفلسفة جنرال جياب رسخوا قاعدة ارتكازية سارت نحو سايغون واسقطتها .

غزة اليوم اثبتت ان القواعد الارتكازية خارج فلسطين لا تحتمل الثبات ، حيث جربنا شرق الاردن وفتح لاند في لبنان ، واليوم غزة تتشبث برؤيتها في حرب الشعب في التخفي والسرية تحت الارض وسلسلة الانفاق التي تشكل مخابيء لا حصر لها لتصنيع الصواريخ المتطورة تدريجيا.

غزة اليوم تستعد للمواجهة ما بعد عدة سنوات حيث ستمتلك الالف الصواريخ ذات القدرة التدميرية ، ويصبح الثمن العسكري لاي عدوان اسرائيلي غاليا جدا ، وقد يصبح غزة مقابل تل ابيب ، عندها سيرضخ المحتل وتفرض القوة وتوازن الرعب معادلاته ، وتفرض انسحابا اسرائيليا من كل مناطق 1967 ، وتفرض شروطا اخرى تتعلق بحق العودة والتعويض عن المآسي من هدم بيوت وقتل مدنيين.

غزة الان تفرض شروطها وهذه الحرب اسقطت مقولة الجبهة العربية المساندة، واسقطت مقولة جيوش العرب ستحرر فلسطين وهي لم تنقذها في عام 1948 ولم يختلف الحال الان وان مقولة العمق العربي مجرد اكذوبة ليس لها واقع على الارض.

ان حرب غزة تعمق ضرورة فلسطنة المعركة وان تعيد القوى الفلسطينية اسماءها لتصبح حركة الجهاد الاسلامي الفلسطينية وكذلك حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية ، ومصاحبة ذلك بعدم التدخل في الدول العربية والابتعاد اعلاميا عن ما تقوم بع بعض الفضئيات .
غزة ستضع اوزار الحرب قريبا، وكما قال القائد هاني الحسن:" مجرم من يزرع ولا يحصد"
لقد آن اوان الحصاد وان عناصر قوته المستمدة من حرب غزة وصمودها ووصول صواريخها الى تل ابيب وحيفا هي معطيات وتطورات لا بد من اخذها بالحسبان.
وعلينا ان لا نفتقد الحقيقة، ان المحتل يواصل يوميا اعتداءاته واذلاله للشعب الفلسطيني ، وان انفجار الرد الشعبي الذي انطلق من القدس هو مسار متكامل مع اليوم.
وان ادارة الصراع مع العدو المحتل لها قواعد جديدة وشروط جديدة ومفاوضيين جدد ومستشارين جدد ، تستند الى القدرة على استيعاب المتغيرات في حركة الصراع الناتجة عن حرب غزة -2014 وما تعنيه من فرص مستقبلية للتحرير بقوة الصواريخ وتوازن الرعب.

لقد فتحت حرب غزة 2014 شهيتنا على النصر وأعلت راية كنا قد نسينها لان اليأس قد تسلل الينا ، مع التحليل الموضوعي ومعسكر الاصدقاء والانهيار العربي، بل اعادت الينا الامل لنقود عالمنا العربي من خلال قضيته المركزية نحو البوصلة حيث تولد الامنيات ، وتكبر الاحلام ، ويزهر الياسمين بعدما ارتوت الارض بدمنا ونادت القدس علينا ان اصفاد المحتل ادمتها وقالت نساء غزة : على القدس السلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات في جامعات عراقية للمطالبة بوقف الحرب في غزة


.. مشاهد من لحظة وصول الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى قصر الإليزيه




.. فيضانات وسيول مدمّرة تضرب البرازيل • فرانس 24 / FRANCE 24


.. طبول المعركة تُقرع في رفح.. الجيش الإسرائيلي يُجلي السكان من




.. كيف تبدو زيارة وليام بيرنزهذه المرة إلى تل أبيب في ظل الضغوط