الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموصل تحت المجهر

سليم محسن نجم العبوده

2014 / 7 / 16
مواضيع وابحاث سياسية



سقوط مدن كبرى بيد الجماعات الإرهابية منها نينوى وصلاح الدين , ليس مفاجئ ابدا بل انه كان دون مستوى الإحداث .. و المفترض بحسب المعطيات ان تتداعى مناطق اكبر واوسع ..! فقد تولدت قناعتي بما حصل للتراكمات السلبية اذكر منها على عجالة الغاء الجيش العراقي واستعداء عناصره من قبل الدولة المماطلة . وطول الفترة الزمنية التي استخدم بها قانون اجتثاث البعث وقانون المسائلة والعدالة , وسوء استخدام صلاحيات هيئة النزاهة , ناهيك عن النظام الإداري الهجين الذي اقره الدستور وقانون الانتخابات والترهل في مجلس النواب واعتماد المحاصصه الطائفية و التعامل مع الكرد على انهم منافس للسلطة المركزية ومع السنة على انهم مدانون بشكل عام بسبب الاعتقاد بقربهم من النظام السابق , والاستقواء على الشركاء بجهات اقليمية و دولية ؛ هذا ما انتج التنافس بدلا عن التوافق و التناحر عوضا عن التكامل .. اما خارجيا .. فقد سلمت ملفات الدولة وسياستها الى الكرد الذين تعاملوا على طول الخط بانتهازية سياسة لا لبس فيها فكانت تلك السياسة تقوي اقليم كردستان على حساب حكومة المركز فلم تكن لنا دولة بالمعنى المتداول في القانون الدستوري انما طوائف متقاطعة ..
اما المؤثرات الخارجية في من وجهة نظري متأتية من ان الولايات المتحدة ادركت عمق خطؤها الأستراتيجي الذي قامت به بعد اسقاط نظام "صدام حسين" , فقد انفقت المليارات وآلاف الجنود و استنزفت الهيبة الامريكية لتعطي العراق كل العراق لأيران وان تفقد بارادتها دولة محورية طالما كانت تمثل الشوكة تجاه تطلعات الاخيرة الاقليمية في المنطقة بل ان ايران اصبحت بعد اسقاط الدولة اكثر خطرا على اسرائيل , ومن هناك كان التحرك الاقليمي والدولي بالشكل التالي الولايات المتحدة أخذت تبحث عن حليف استراتيجي داخل العراق فلم تجد اقرب لها من الكرد الذين تدعمهم بشكل مستمر على حساب المكونات الاخرى فالسنة رغم اختلافهم مع ايران الا ان المتشددين منهم , يميلون الى السعودية وقطر و الامارت و الكويت فهم يعتقدون بالامتداد المذهبي وضمان الامداد المادي والمعنوي , اسرائيل دفعت السعودية وقطر الى تأسيس فصائل مسلحة متشددة دعمتها بكل ما يضمن استقوائها واستمرارها وفعاليتها و الهدف الإسرائيلي من ذلك هو قطع اوصال المنطقه جيوسياسيا بوجه ايران فقد أعلنت الجماعات المتشددة الحرب في سوريا و الهدف اضعاف حزب الله الشوكة الايرانية في الخاصرة الاسرائيلية ان إضعاف نظام الاسد يعني بشكل جلي قطع الامدادات الايرانية عن حزب الله او على اقل تقدير عرقلتها بشكل كبير .. في نفس الوقت عدم الاستقرار السياسي في العراق اتاح لأسرائيل ان تفكر بوضع شوكة تابعة لها في خاصرة ايران من خلال اعلان دولة اسلامية نتشددة بلباس سني متطرف على الحدود العراقية الايرانية وهذا ما كانت تعمل على تنفيذه تلك العصابات المتشدد بعد احتلال الموصل وصلاح الدين ورغبتها في السيطرة على مناطق اخرى من العراق .. قد يستغرب البعض ان ما حدث في الموصل لم يكن احتلالا حسكريا لها من قبل ما يسمى بداعش لكنه سيطرت على تلك المدن بوضع اليد وملئ الفراغ .. لكن كيف حصل هذا الجواب كان هناك تأمر واضح اشترك فيه الجميع وربما الحكومة العراقية ليست بتلك البراءة .. لقد حصل اتفاق بين الأطراف المعنية بشكل مباشر وغير مباشر بشكل مباشر بين بعض القيادات السنية التي قادة الحراك الشعبي ضد الحكومة و التي نظمت نفسها في مجالس عسكرية بدعم مادي ولوجستي من السعودية وقطر , و بدعم معنوي من الكرد الذين كان دورهم على ما يبدو البقاء على الحياد لما سيحصل من خلال سحب قياداتها العسكرية و ملئ الفراغ الذي سيحصل في المناطق المتنازع عليها لاسيما كركوك , وكسر هيبة الجيش الذي سينسحب لتخوم تلك المناطق .. اما تركيا فقد سهلت مرور المجاميع المسلحة عبر أراضيها .. مقابل حصولها على ضمانات اقتصادية طولة الاجل من كردستان في حال نجح المخطط للدفع باقتصادها المتهالك .. السعودية تريد ان تقضي تماما على العراق كدولة محورية أخذت تنافسها سياسيا واقتصاديا وحتى مذهبيا .. امارة مأمورة تعيش على الفتن و حتى يكن لها شأن سياسي واقتصادي في محيطها الإقليمي يجب ان تفتت عظمة الكبار بالمال و القلاقل .. الكويت بين نارين لاتريد للعراق ان يكون قويا فتبقى تحت رحمته ولا تريد له ان يكون ضعيفا فتكوى بنار انهياره فهي في كل ما يحصل دولة مواجهة عجزت ان تمسك العصا من المنتصف .. ايران لا تريد ان تفقد حليفها العراقي الجديد القوي المنضوي تحت لوائها البلد الذي اثبت انه المتنفس الحقيقي لها من كل العقوبات الدولية كما ان تفتت وحدته يعني ان اسرائيل ستنجح بوضع كيان متشدد في العراق يهددها مذهبيا وامنيا وسياسيا كما نجحت هي في موضوعة حزب الله ..
لكن ما نتيجة كل تلك الاحداث ان من اهم ما تحقق في هذه الإحداث اولا فك الارتباط بين الولايات المتحدة الأمريكية والعراق سياسيا واقتصاديا وعسكريا فقد اثبت التردد الامريكي تجاه ما حل في العراق بعد أحداث الموصل وتعطيلها لسفقات السلاح من انها حليف لا يمكن ان يعتمد عليه .. كما شرعت الابواب امام الحكومة العراقية لفتح باب شراكات جديدة حقيقية مع دول العالم منها روسيا وإيران .. ولمصر دور محوري في هذه الأحداث فهي تعاني مشاكل اقتصادية كبرى و "السيسي" المصري يحاول ان يكون المنقذ الناصري الجديد , لكن سوء الأوضاع الاقتصادية وشحة الموارد جعلته يحمل بسطاء المسريين مالا يطيقون لذلك فان الكرة في ملعبه الآن , فمن جهة ان تعاون مع السلطات العراقية عسكريا و لوجستيا يكون قد تحول الى بطل قومي من جهة , ومن جهة اخرى يمكن ان يحصل على تبادل تجاري ومساعدات هائلة تخفف او تحل الازمة في الداخل المصري ..
لكن مع كل ما تقدم كيف يمكن ان تتعامل الحكومة العراقية كع كل ذلك اعتقد ان افضل حل هو ان تضمن الدولة العراقية تحرير ديالى وصلاح الدين بشكل كامل من الإرهاب و من ثم تقوم بتأمين الحدود بشكل كامل بين العراق وسوريا وان تخترق نينوى من المنتصف بحيث تقسم المتشددين الى قسمين القسم الأول تدفعه باتجاه كردستان والقسم الثاني باتجاه الاردن والسعودية وهذا يعني ان الحكومة ستقوم بإعادة تدوير الإرهاب الى منابع دعمه وتدريبه .. الكلام يطول نكتفي بهذا القدر العراق من وراء القصد ..














التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف قطاع الطائرات المسيرة


.. ماكرون يدعو لبناء قدرات دفاعية أوروبية في المجالين العسكري و




.. البيت الأبيض: نرعب في رؤية تحقيق بشأن المقابر الجماعية في قط


.. متظاهرون يقتحمون معهد التكنلوجيا في نيويورك تضامنا مع جامعة




.. إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة ا