الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنتفاضة على الأطلال!

مصعب وليد

2014 / 7 / 17
القضية الفلسطينية


ما زلتُ لا أذكرُ نصراً بارزاً أحرزناه فمُنذُ "ثمانيةٍ وأربعين" وقفةً على الأطلالِ ونحنُ نبكي كالنساءِ على خساراتٍ لم نمنعها كالرجال ولم تكُن في أي حُلمٍ من نصيبِنا، لا أذكُرُ أنَّ هناك نصرٌ أحرزناهُ؛ في حصيلةِ ما تعلمتهُ من دروسٍ مدرسية في كتابِ التاريخ وكتابِ "تاريخِ القدس"، إلا عندما فُتِحَت القُدسُ على يدِ صلاحِ الدين في معركةٍ فاصلة وحاسمة، إن لم تَخُني ذاكرتي كانت بالقرب أو داخل "حطين" ذات الطابع الديني بين المسلمين والصليبيين! حتى عندما لم ننتَصِر في إنتصارِ "عبد الناصر" في تكتيكات "حرب أكتوبر"؛ كُنّا عندما تهيأنا لثورةٍ إنتُكِبنا، ومنها لإنتفاضةٍ فانتُكِسنا. هُنا نحنُ، الآن في القُدسِ؛ "في شوارعها العتيقة"، فَقِفا نبكِ ذِكرها و"عتيقها"!

في حربِ حزيران الـ"67" وُلِدَ "حنظلة"، وما زال في العاشرةِ من عُمره "واثِقُ الخُطوةِ يمشي ملكاً" يُديرُ "قفاه" لنا. لم ألمهُ في ذلك، لأنَهُ وبإختصار شديد الفقر "حافي" القَدمين؛ "معتَّر". كالوطن هو استثناء، سَيُبقي يديه وراء ظهره ابتداءً من "حربِ أكتوبر73". هُنا الطفل ذي العشر سنين يملِكُ حَجَراً في يدٍ، ويرسمُ بيدهِ الأُخرى علامة "النصر" كما رسمها الراحلون؛ هُنا حنظلة يُثارُ اشمئزازه ممن باعوا القُدسَ وعروبتها، ووقفوا وراء البابِ "يستمعون لصرخاتِ بكارتها".

لكن، "تِخلَص الدني وما في غيّرك يا وطني"، هُنا "الريس"، على منصةٍ تَضُمُ من "المايكروفونات" ما يفيد صيغة الجَمعِ وأكثر من أصابع على اليد، يُعلِنُ بعد القاء التحية "شالوم" أن لجنة العاصمة "الشريفة" "ستسهمُ بدعم حقوق شعبنا ومقدساتنا" على حدِ ما قال، فإذا كانت العروبة "بتتكلم عربي" فـ"الريس كمان بيتكلم عبري"! هل عرفتُم الآن لماذا لم ألُم "حنظلة" على إدارة "قفاه" لنا وتكتيف يديه؟ ولذلك سأقفُ بجانِب "حنظلة" الآن وسأُدير "قفاي" لَكُم، نعم عزيزي القارئ فأنا إنسانٌ فلسطيني، وكما قال "حنظلة": "اللي مش عاجبُه يروح يبلِط البحر"!

رُبما لم أكن وجه خير عليكم، فحالُنا كان ولا زالَ لا يُبشِّرُ بخير، أو أنني وأبناء جيلي من مواليد "93" كُنا "وجه النحس عليكم". فَكُنا ولا زلنا نحصدُ خسارات من لم يتمتعوا بحنكةٍ في السياسة؛ فضعنا في دوامةِ أوسلو. فأوسلو كما وصفها كثيرون الأخطر في تاريخِ قضيتِنا، أو أنها عارٌ على الفلسطينيين؛ فسقطت "البندقية" كما سَقَطَت "غرناطة" و"إشبيلة" و"أنطاكيه"، وسقطت حطين بعد "صلاح الدين"، وسُلِبَ حَقٌ يسير من أراضينا تمثلَ في "78%" من أراضي فلسطين، وأُهمِلَ "اللاجئون" كَما أُهمِلوا من قَبل؛ ضاعوا في وجهاتِ السَفر "ولم يجدوا عنها مصرفا"، دخلوها فَنُكِسوا و"تَمَرْمَطوا" ولم يجدوا من اللجوء والإقامة سوى "كلام على ورق"!

والآن ،هُنا القدس..؛ أقصدُ هنا داخل السورِ "العتيق" فيها الموتُ حيٌ ومباشر! هنا القدس خارجَ مساحةِ التلفاز والمذياع تبكي الإنسان؛ "تبكي، ولا تنتهي الدموع"، كمن هوَ على الأطلالِ "يبكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ". هنا القدسُ تركعُ وتصلي وتسألُ عن محمدٍ وعن يسوع! ولا أملِكُ هذا الصباح سوى أمنيةً واحدة: أن تُحاول إغلاقَ هاتفكَ المحمول أو "لابتوبك" وتخرُج وتساهِم في خلقِ نصرٍ "يُذكَرُ فيه اسْمُ القُدس".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل