الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تاج العرب وفخرها

طاهر مسلم البكاء

2014 / 7 / 17
القضية الفلسطينية


تمتداقوام العرب من الخليج الى المحيط ،وتعد بمئات الملايين ولكنها تعيش انهزام نفسي ومعنوي كبير منذ 1917وهو تاريخ بدء احتلال الصهاينة لفلسطين ،رغم انهم يمكن ان يكونوا مسندين من عالم اكبر هوالعالم الأسلامي .
ولايمكن لمن يريد مقاتلة الصهاينة ان تتوفر له ساحة المواجهة حيث تقف الأنظمة العميلة والمتخاذلة سدا ً منيعا ً يحيل بين الراغبين بالجهاد والعدو ،وبدأ العدو يتحول من شعب مسالم باحث عن مكان للعيش الى غول يجرف الحقول ويخرب المنازل و يبتلع الأراضي ويقتل الأطفال ويقذف بمن يبقى حيا ً من اهلها خارج الحدود على شكل لاجئين ،ويتوعد جميع العرب الآخرين بالويل والثبور ،واصبح الصهاينة بما استفادوا به من دعم الدول الأمبريالية الكبرى المتسلطة على الشعوب يدعون بأمتلاكهم جيش لايقهر وانه اصبح يعد في الدعاية الصهيونية بالأسطورة التي لايمكن قهرها وبالتالي على العرب المنهزمين ان يتلقوا التوجيهات والأوامر وينفذوها صاغرين !
مساحة صغيرة وفعل كبير :
لانجد في سمائنا على امتداد العالمين العربي والأسلامي ما يسجل حالة فخر تشرح قلوب المسلمين وتهدأ من آلام الهزائم المتلاحقة في الصراع العربي الصهيوني سوى مواقف المجاهدين في لبنان وغزة الذين يخوضون نضالا" قل نضيره رغم التباين في الأمكانيات المتاحة بينهم وبين العدو .
من اماكن صغيرة في امة العرب المنهزمة ظهرت هذه القوى الأبية التي رفضت الذل الصهيوني وانتفضت مقاومة رغم الأمكانات البسيطة المتوفرة لها وتمكنت من مقارعة العدو واثبات ان قوة العدو الأسطورية ما هي الا ّ وهم لا اساس له الا ّما صوره العدو في مخيلة الأنظمة العربية المتخاذلة والتي لم تجني شيئا ًمن مهادنة العدو سوى الذل والخيبة والخنوع المستمر ،وكانت نهاية اغلب رؤسائها مأساوية كما في نهاية محمد حسني مبارك .
لقد واجه الأبطال في جنوب لبنان و غزة السلاح الصهيو – امريكي الحديث بصدورهم العارية وصنعوا ملاحم تاريخية يعجز عنها الوصف ،ولأول مرة في تاريخ العرب مع الصهاينة يرفض العرب الهدنة وايقاف القتال بشروط الصهاينة المذلة والمحاكة امريكيا ً،ويعلن شعب غزة المحاصر من العالم كله ومن العرب انفسهم أنه سيستمر بقتال المحتلين رغم الأمكانات البسيطة وفقدان الأمل بأي عون واسناد من العرب الخائفين المذعورين كالجرذان والذين انقلب بأسهم بين بعضهم البعض بفعل الفكر الصهيوني والدعم الوهابي والذي ادى في احدث ما ادى الى استولاد فرق تدعي تمثيلها للأسلام وهي بعيدة كل البعد عن مبادئه السمحاء التي جاءت رحمة للعالمين .
لقد اثبت المجاهدون للأمة الأسلامية أن ما تعيشه هو أخلاقية الهزيمة ،وان جيش الصهاينة الذي صوره قادة العرب المنهزمون انه لايقهر ، هم قادرون لوحدهم على تلقينه الهزيمة تلو الهزيمة في منازلات خالدة لن ينساها التاريخ ، حيث طرزت ملاحمه بدماء الشرفاء الأبطال من مجاهدي لبنان وغزة على ثرى ساحات المنازلة ،ستبقى ماثلة ابد الدهرتحكيها جبال لبنان ووديانها وسواحل وبيوتات غزة للأجيال القادمة ،ان ماقام به هؤلاء الأبطال ،عجزت عنه جموع العرب والمسلمون بقياداتهم المتواطئة والمهزومة ،وقد اشعرهم هذا بالنقص أكبر، وبدلا ًمن نقد الذات والأتجاه الى أصلاح ذواتهم نجدهم يرتكبون الطريق الخطأ فيعملون على مواجهة المقاومة ،والعمل على تحجيمها والحد من قدراتها بكل السبل المتاحة ،مستغلين الأنحراف الفكري الذي يموله الدولار الوهابي ، ولا ندرك كيف لمسلم ، ايا ً كان مذهبه ، ان يرتضي السير في طريق يقتل فيه اخيه المسلم بيد ويصافح الصهاينة وينفذ مخططاتهم باليد الأخرى ،رغم اهدافهم المعلنة على الملئ في امتلاك ارض العرب من المحيط الى الخليج والتصرف بثرواتها .
لقد أثبتوا للعالم كله أن الدعاية الصهيونية التي تصورها أنها قوة لاتقهر هي فبركة مظللة وأنهم بأمكانياتهم المحدودة و بما توفر لهم من دعم بسيط لايقارن بأي حال بما توفر للعدو ، أستطاعوا أن يسوءوا وجوه الصهاينة ، قال تعالى :
( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ (7) الأسراء ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يتجه الشرق الأوسط نحو صراع شامل؟ قراءة في رسائل خامنئي


.. بعد تعرضها لخسائر فادحة.. هل غيرت إسرائيل أهداف حربها على لب




.. مظاهرة في بنغلاديش ضد الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان


.. تسريبات صحفية: نتنياهو يرى بايدن ضعيفا وإسرائيل لم تطلع أمري




.. سحب دخان تغطي مناطق في بيروت خلال ساعات الصباح الأولى بسبب ا