الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكراهية العربية المتبادلة مكسب صهيوني مجاني

مصطفى مجدي الجمال

2014 / 7 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


-;-من المؤسف أن نجد في الإعلام (بما فيه شبكات التواصل الاجتماعي) هذه الموجة الغشوم من الهجوم على الفلسطينيين.. كل الفلسطينيين.. والمؤسف أكثر انضمام بعض ذوي النوايا الحسنة الذين ينظرون لكل المسائل- في هذه المرحلة على الأقل- من زاوية واحدة هي إنهاء المشروع الإخواني الجاهلي والعميل الذي كاد يضيع مصر دولةً ومجتمعًا

لست بحاجة إلى تأكيد شعوري بأن هذه الموجة كانت مدبرة في بدايتها، ثم انضم إليها كثيرون .. وأكرر: بحسن نية.. وهي الموجة التي تذكرني بتلك التي تلت توقيع كامب ديفيد.. ثم تورط فصائل المقاومة في عمليات خرقاء على الأرض المصرية.. ومنها مثلاً اغتيال يوسف السباعي (وبالمناسبة فإن ابن عمي عوض الجمال كان أحد الأبطال الذين أصيبوا في عملية مطار لارناكا بقبرص حينما أرسل السادات فرقة من قوات الصاعقة إلى هناك دون أن يراعي هو الآخر سيادة قبرص ولا الاستعداد للخيانة).. ناهيك عن كم البذاءات التي خرجت من الحكومات والإعلام العربي والفلسطيني ضد الشعب المصري نفسه.. ولنكن صرحاء.. لا يمكن أن ننسى المتاعب الشخصية التي تعرض لها العاملون المصريون وقتها في البلدان العربية

ولكن هذا لا يبرر أبدًا أن يأتي رد الفعل من الإعلام المصري والمسئولين المصريين مجاريًا ومتفوقًا في البذاءة.. وفي محاولة لغسل اليدين تمامًا من القضايا العربية الأساسية، جريًا وراء وهم استرضاء الإمبريالية الأمريكية وطمعًا في المكافآت.. فقد سبق أن توهم صناع السياسة المصريون الخونة والفشلة وقتذاك أنهم يمكن أن يحلوا محل إسرائيل أو ينافسوها على حب الراعي الأمريكي

أما اللوم الأكبر الذي يمكن أن يوجه إلى قيادات فلسطينية فهو أنها وقعت في خطأ استراتيجي فظيع ومتكرر على فترات تاريخية مختلفة.. ألا وهو التدخل في الشئون الداخلية للدول التي يفترض أن تكون قاعدة انطلاق ومساندة خارجية لها، تمدها بالدعم بمختلف صوره.. فكانت التدخلات الحمقاء في الأردن ثم في لبنان.. فمنحت بذلك الفرصة الذهبية للقوى الرجعية في تلك البلدان أن تقلب الرأي العام المحلي ليس ضد المنظمات الفلسطينية فحسب، وإنما ضد الفلسطينيين أنفسهم، إلى حد التبرؤ من القضية الفلسطينية ككل

المنظمات الفلسطينية التي ارتكبت هذه الحماقات في الماضي حاولت وقتها الاستفادة من المد الذي كان عليه الشعور القومي العربي.. واليوم ظنت الحركات الإسلامية الفلسطينية أنها يمكن أن تفعل الشيء نفسه مستفيدة من "المد الإسلامي" الذي أبرزته ما تسمى "ثورات الربيع العربي" في أعوامها الأولى

إن المصريين لا يمكن أن يتساهلوا في الأفق الملموس مع الخطر الذي تمثله الصهيونية على بلدهم نفسه.. حتى وإن باعدوا أنفسهم عن بعض "منظمات المقاومة الفلسطينية" .. أي أنهم يدركون في قرارة وعيهم الدور الذي تلعبه هذه الدولة العنصرية العدوانية في استنزاف بلدهم وتعطيل نموه ناهيك عن تمدده.. ومن هنا كان ما أسماه المفكرون الوطنيون بأن فلسطين قضية مصرية

لكنهم- أي المصريين- لا يمكن أن يتسامحوا أبدًا مع أية قوة, هي في النهاية قوة "خارجية" ، تتدخل لمناصرة أو تحبيذ طرف محلي على حساب الآخرين، أو لا تحترم الحدود الجغرافية وكيان الدولة المصرية وخيارات المجتمع المصري الغالبة

هذه هي الثغرة التي ينفذ من خلالها مغرضون وسذج من الجانبين، ليغرسوا أحقادًا لا أساس استراتيجيًا لها، وإنما ترتبط بحماقات ترتكبها منظمات وأفراد في لحظة تاريخية معينة

من هنا يجب التفرقة بين الموقف الوطني والإنساني تجاه الشعب الفلسطيني.. وبين ضرورات إيقاف بعض النخب والقوى السياسية الفلسطينية عند حدودها إن استمرأت التدخل أو التطاول








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ..هل يستجيب نتنياهو لدعوة غانتس تحديد رؤية واضحة للحرب و


.. وزارة الدفاع الروسية: الجيش يواصل تقدمه ويسيطر على بلدة ستار




.. -الناس جعانة-.. وسط الدمار وتحت وابل القصف.. فلسطيني يصنع ال


.. لقاء أميركي إيراني غير مباشر لتجنب التصعيد.. فهل يمكن إقناع




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - نحو 40 شهيدا في قصف إسرائيلي على غ