الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دولة نووية تقتل الأطفال بأسلحة فتاكة !

عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)

2014 / 7 / 17
القضية الفلسطينية


أثناء الانتفاضة الأولى وسياسة تكسير العظام التي اتبعها جيش الاحتلال الصهيوني قتلت إسرائيل أكثر من 800 شخص، غالبيتهم العظمى من الأطفال دون 17 سنة !!

أمس، وقبل ساعات قليلة من غروب الشمس، وعلى شاطيء بحر غزة، خرج 4 صبية إخوة من عائلة واحدة ليلعبون كرة القدم كعادتهم لتزجية الوقت ريثما يحل موعد الإفطار، فأطلقت عليهم البارجة الحربية " البطلة " قذيفة أودت بحياتهم جميعاً .. ثم يتحدثون عن مكافحة الإرهاب !!

أليس معيباً حقاً استهداف 5000 منزل ما بين هدم كلي وجزئي ؟ أليس معيباً مصرع 223 من الأبرياء 53 % منهم من الأطفال والنساء ؟؟؟

كل هذا الإفراط في القوة وكل هذه الأسلحة المحرمة من أجل قذائف بسيطة لا تهدم حائطاً ولا تقتل قطاً ؟؟!

ورغم أن إسرائيل تحذر مواطنيها من الصواريخ الفلسطينية إلا أنها تحذر الفلسطينيين قبل القصف بصواريخ يقال أنها تحذيرية .. لكن لها قوة تدميرية فهي قاتلة ويكفي أن نعلم أن القائد في حماس أحمد الجعبري قد قتل بصاروخ تحذيري مشابه !

بعض الصواريخ التحذيرية تعطي مدة قبل القصف 7 دقائق وبعضها 3 دقائق وبعضها 56 ثانية وبعضها الآخر قصف دون سابق إنذار مثل ( كوارع / البطش / نواصرة / حمد / الأسطل / بكر )

قامت إسرائيل بتحذير الآلاف من سكان شمال غزة والشجاعية بضرورة إخلاء منازلهم تمهيداً لقصف محتمل، فهل هو تهجير جديد على غرار ما حدث عام 48 ؟!

أستغرب وأستجهن كثيراً موقف البعض الذي يطالبنا بالوقوف مع إسرائيل كفلسطينيين، ولهؤلاء نوضح لهم أن الإنسان الشريف يقف ضد العنصرية بكل أشكالها وتجلياتها حتى لو كانت في جنوب أفريقيا، وبالتالي في فلسطين. ولكن كيف نقنع هؤلاء بأن إسرائيل دولة أبارتهايد عنصري ؟؟

أولا فيما يخص القانون، هناك تمييز على خلفية عنصرية وقومية بين اليهود والعرب، فالفلسطيني الذي يقتل إسرائيلياً يحكم بـ 100 مؤبد في السجن أو مدى الحياة، بينما اليهودي الذي يقتل فلسطينياً يمنح وسام البطولة والشجاعة، فأي عنصرية بشعة تلك التي ينبهر البعض بها ؟؟؟

تبلغ نسبة البطالة العامة في إسرائيل حوالي 5 %، ولو حاولنا قراءة توزيع هذه النسبة لوجدنا ( طبعاً لمركز الإحصاء الإسرائيلي ) أن نسبة البطالة في أوساط اليهود الغربيين ( الأشكناز ) لا تزيد عن 4.8 % بينما في أوساط اليهود الشرقيين تبلغ 11 % أما في الوسط العربي فتصل نسبة البطالة إلى 24 % !!!

أما على صعيد الحرب المعلنة ضد الهوية القومية للعرب فحدث ولا حرج، ففي المدارس العربية يتعلم الطلاب كل أسبوع 4 ساعات لغة عربية مقابل 11 ساعة لغة عبرية !!!

أستغرب وأستهجن كثيراً أن يؤيد مثقف واحد دولة عنصرية فاشية كإسرائيل، وهذا لا يعني أن ندافع عن عن الأحزاب الأصولية الإسلاموية التي لا تختلف عن نظيرتها الصهيونية في أيدلوجيا القمع والكبت ومصادرة الحريات.

إن حركة BDS التي تتكون من أحزاب ومؤسسات غربية كثيرة قد ضغطت بنشاطها القوي من أجل سحب الاستثمارات ومقاطعة الكيان العنصري، فالعالم لم يعد يحتمل عنصريات أخرى كالنازية والفاشية، وهكذا هي العنصرية الصهيونية، سوف تزول، ولكن بعد أن ندفع ثمناً باهظاً لدعايتها السمومة !

أغلب الظن أن من يؤيد إسرائيل بتركيبتها اليمينة المتطرفة هو جاهل وغير مثقف، ولم يقرأ إسرائيل شاحاك ( التاريخ اليهودي ) الذي قام بتأليفه بعد حادثة رفض أحد المتدينين اليهود استخدام التليفون يوم السبت من أجل استعداء عربة إسعاف لإنقاذ حياة أحد العرب، وعندما سأل البروفيسور شاحاك مجلس الحاخامية في القدس عن مدى سلامة تصرف ذلك المتدين أجابوه بأن تصرفه طبقاً للشريعة التلمودية سليم وأنه مواطن تقي ومؤمن !!!

أعتقد أن إنسانية إسرائيل شاحاك وإيلان بابيه هي ما ينقص أولئك الحثالات المدعون الذين يدافعون عن العنصرية فيما الإنسانيون من مفكري ومؤرخي اليهود يرفضون تصرفات الدولة الصهيونية !

قبل يومين قام أكثر من 25 أستاذاً في جامعة تل أبيب بتوقيع عريضة تضامن مع الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير مستنكرة جريمة الاستيطان وجريمة العدوان على غزة !! هؤلاء لهم جزيل الشكر والامتنان، ولكن ما بال ضمائر بعض الصهاينة العرب لم تزل ملوثة بأفكار عنصرية نابعة عن عقدة الكراهية والجهل والدونية في النظر إلى الآخر ؟؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فوز الغزواني برئاسة موريتانيا وخصمه يشكك في النتائج |الأخبار


.. ما السيناريوهات المتوقعة في الجولة الثانية من الانتخابات الت




.. نتائج الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية.. هل هي


.. الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية بفرنسا.. تحالفات ومسا




.. ملء خامس لسد النهضة.. كيف تتفاعل مصر مع إعلان إثيوبيا؟ • فرا