الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شروق الشمس لن يفيق أمة رشقها الظلام

شمخي الجابري

2014 / 7 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


بعيدا عن شر البقاع وأحكام اليقظة و دور الزعماء الذين لا يقضون بالحق لإنقاذ الأمة سمعت مناديا ينادي يا أيها الشمس ألا تخجلين من الشروق على أمة وهي مثقلة بالظلام مما دعاني أن توقفت عند معترك المنايا أمام خطورة الإرهاب وآفة توصيفات الفوضى ولكني فوضت أمري مع القوى الخير التي تهيب في كل المكونات الاجتماعية في الأمة لتبني لغة التسامح والابتعاد عن براثين الطائفية المقيتة والصراعات السياسية الحادة في هذه الفترة العصيبة التي تعلو فيها مزيد من صيحات العنف وزهق الأرواح ورغم التأكيد على حرمة إراقة دم الإنسان التي تسمو في الإسلام والتي هي عند الله أهم من حرمة الكعبة ومن زوال الدنيا كما قال نبينا المصطفى ( ص ) لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم وقوله صلى الله عليه وسلم ( المسلم أخ المسلم ) ألا أن ظاهرة تفشي القتل في الأمة العربية والإسلامية اخذ منحى غير طبيعي وخاصة عندما يكون القتل باسم الله ويستند لضوابط وأحكام لتطبيق شريعة الله في الأرض في مضمار تفقه بعض المشايخ في أفكار متطرفة غريبة عن الواقع والحياة الطبيعية ترتكز بمختلف أشكالها ومضمونها على تأجيج العنف والتأمر واغلبها فتاوى لقتل الإنسان وذبح الأمة كذلك اظهر بعض المشايخ الوجه القبيح للأمة قادة ووجهاء دين خائبون في الأرض وكل منهم ملعون في السماء كما لا أريد وضع قائمة بأسماء الشيوخ المتربعين والمحرضين على تضليل الناس وإباحة دم المسلم وغير المسلم وعلى غرار هذه الفتاوى شيدت مصانع لتفخيخ الإنسان ونشر تعاليم الجهل وأفكار التخلف وفتحت الأبواب أمام تجار الدماء من محتكرين متميزين وأصحاب معامل الفتن الذين تمددوا في الدول الإسلامية حين أصبحت تجارة الدماء والحروب هي المربحة حين توسعت شجرة الدنانير وغصونها في كل الأمة وتم الترويج إليها من خلال الفضائيات والإعلام المسخر الذي ينشط في بث السموم وشراء الذمم في واحة الجهل الذي انتشر في الأمة حين أصبح قادتها الوعاظ من الشيوخ المنحرفين عن جادة الصواب فإذا لم ينتهي الجهل وتوقف البدع التي لا يوجد لها نصوص في دستور الله الثابت فتصبح هذه الأمة في مآثر وهياكل للتفرج والتنكيل من الأمم الأخرى وأنذر الله عز وجل في كتابه المبين لحرمة إراقة الدم ( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق من قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا ) سورة الإسراء الآية . . 33وقوله تعالى ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنة واعد له عذابا عظيما ) سورة النساء الآية 93 . . وكثير هي الآيات وأقوال الرسول (ص ) لإصلاح الأمة وإيقاف المتعطشين للدماء واشتهرت فصائل القتال هذه الفترة بأسماء مختلفة كالقاعدة وداعش وجبهة النصرة وجيش الله والجيش الحر وجند الحق وما أكثر التسميات كلهم جاءوا لإنهاء الحياة الديمقراطية ونشر مجالس الشورى لتطبيق الشريعة في تفويض عمليات الخطف والقتل وسرقت ونهب الخيرات حتى احتوت الفصائل على أعداد كبيرة من المرتزقة الدجالين لتفشي البطالة في الأمة وتوسعة الفكر الإسرائيلي الداعشي ونفوذه في المنطقة وحظيت الفصائل المسلحة الضالة بعناية دول تغذي الطائفية وتساهم في تقديم أدوات قتل الإنسان إضافة إلى تدريب التجمعات ودعمها ماليا ولوجستيا حتى توسعت فرق المافيا في كل الدول الإسلامية والعربية للترويج لثقافة اليأس وبسبب وجود الكراديس الخائبة انتشرت ظاهرة قتل الأبرياء كضحايا حرب لان القذائف عمياء فهي تقتل المذنب والبريء في المدن والقذيفة التي ترمى على المدن تصيب الجاني والبريء وهذه الحالة الأصعب لمطاردة الشذوذ الإسلامي في المدن وقال تعالى ( ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى ) لان النفس لا تتحمل خطيئة غيرها وهنا أصبحت المهمة أمام الإعلام الإسلامي والوطني في كيفية الترويج للثقافة الوسطية وكلمة الاعتدال والاتحاد تحت راية الحق وترك شريعة التسويف والجهل والالتزام في شريعة العدالة الإلهي دون تحريف لأنها هي الأصلح و يأخذ الإعلام الوطني دوره الحقيقي كي ينادي إلى كل من يرفض شريعة الغاب والغزوات ألمبيته لقتل الإنسان وإرشاد الناس أن الدين الإسلامي دين المحبة والإنسانية دين التحرر والتسامح والرحمة وليس للعنف والإرهاب وان ينشط الإعلام في نشر الأفكار والمفاهيم التي تدعوا إلى عدم حمل السلاح في التظاهرات وإلقاء الأهازيج لان حامل السلاح هو صاحب الجريمة المؤجلة ويوقع صاحب السلاح في مظالم والمهمة الأخرى التي يجب أن تأخذ حيز من الاهتمام بالنسبة للإعلام الوطني والإسلامي هي لغة الحوار ورفض الحروب لان الانتصار فقط بالسلاح يفتح فجوات عديدة لذلك يجب اللجوء إلى ثقافة الحوار والقيم الإنسانية بدل ثقافة العنف والتوجه إلى ثقافة العقل بدل ثقافة ألامعقول وان لا تصبح العصابات الدينية منبر للصراعات الإقليمية والتجزئة والانحطاط مثل الذي أباح جهاد النكاح حتى سأمت الناس من هذه الأفكار الموحشة المتعطشة للقتال وأفصح الواقع أن الأمم الأخرى لها عطاء أنساني وهيمنت على منظمات المجتمع الدولي وحقوق الإنسان وكل المنظمات الدولية بأيديها ونحن عندنا مشاريع القتال والحروب والطائفية البغيضة والصراعات التي سلبت منا الكثير فلا تعافى الأمة لكثرة الأمراض فيها ولن تفيق بسهولة حتى من شروق الشمس حين رشقها الظلام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا