الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب واثرها على علاقات جنوب السودان بامريكا ( 9 – 12 )

كور متيوك انيار

2014 / 7 / 18
السياسة والعلاقات الدولية


الحرب واثرها على علاقات جنوب السودان بامريكا ( 9 – 12 )

كور متيوك
بعد الاستقلال مرت العلاقات الثنائية ، الجنوبية الروسية ببعض المطبات مثل حادثة مقتل 4 روس في اسقاط مروحية " مي- 8 " تابعة لشركة " نيجنيفارتوفسك افيا " كانت تعمل بعقد مع بعثة الامم المتحدة في ولاية جونقلي و لقد نقل برنابا بنجامين وزير الخارجية تعازي الحكومة لأسر ضحايا تحطم المروحية الروسية في ديسمبر من العام 2012 وذلك اثناء زيارته الى موسكو اواخر شهر مايو من العام الحالي . في 24 يوليو 2013م اصدر الرئيس بوتين قراراً جمهورياً تم بموجبه تعيين شيشكين سيرجي نيكولايفيتش سفيراً مفوضاً فوق العادة على إن يعمل في نفس الوقت كسفير روسي في يوغندا و يعتبر تلك الخطوة فاتحة للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين .
في العاشر من يناير 2014م نقلت وكالة ايتارتاس الروسية بيان صادر عن وزارة الخارجية أعربت فيها ، عن قلقها من استمرار النزاع في جنوب السودان ودعت كافة أطرافه الى وقف الأعمال القتالية فورا. وجاء فيها : " نشعر بقلق عميق إزاء النزاع المستمر في جمهورية جنوب السودان بين انصار الرئيس الحالي سلفا كير ونائب الرئيس السابق رياك مشار . وندعو الى وقف الأعمال القتالية فورا وإقامة حوار سياسي بين الأطراف المتنازعة في جنوب السودان بأسرع ما يمكن". واكدت البيان إن روسيا باعتبارها دولة دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي ستعمل من اجل وضع نهاية للحرب في جنوب السودان وانها تبحث عن حلول سلمية واشار البيان الى تدهور الوضع الانساني وازدياد عدد الضحايا و النازحين و اللاجئين ؛ بينما اعرب ميخائيل مارغيلوف المبعوث الخاص للرئيس بوتين الى افريقيا عن اعتقاده بان فشل مفاوضات السلام في اديس ابابا سيوجه ضربة الى سمعة الاتحاد الافريقي ، مشددأ الى ضرورة الا يتحول جنوب السودان الى دولة فاشلة .
في 24 يناير 2014م عندما تم التوقيع على اتفاقية لوقف الاعمال العدائية وفي بيان صادر عن الخارجية الروسية ، رحبت فيها موسكو بتوقيع الاتفاقية مطالباً بوقف كافة الاعمال العسكرية وتسهيل تقديم المساعدات الانسانية للمدنيين . في يوم 2 مايو 2014م اختلف مندوبا واشنطن وروسيا في مجلس الامن الدولي حول فرض مجلس الامن الدولي عقوبات على جنوب السودان وفي خطاب القتها مندوبة الولايات المتحدة سامنثا باور أن الرئيس باراك اوباما قد اعلن عن ضرورة فرض عقوبات على الاشخاص الذين شاركوا في اعمال العنف او اتخذوا خطوات الحقت ضرراً بالسلام و الاستقرار وقالت على مجلس الامن أن يبحث بسرعة احتمال فرض عقوبات لمنع القيام بهجمات على المدنيين مثل تلك التي سبق وشهدتها مدينتي بور وبانتيو . ومن جهته دعأ نائب مندوب روسيا الكسندر بانكين الى اتخاذ موقف حذر من مسالة فرض العقوبات ، مشيراً الى ضرورة اتخاذ قرار بهذا الشان مع الاخذ في عين الاعتبار كل العوامل الداخلية و الاقليمية على حد سواء ، وشكك بانكين من فعالية عمل بعثة الامم المتحدة التي وصفها بالفاشلة في اداء مهامها في حماية المدنيين حتى اولئك الذين اتخذوا مقراتها ملجأ لهم خوفاً على حياتهم .
في يوم 29 مايو 2014م نقلت سودان تريبيون عن وزير الخارجية في حديث له عن زيارته الى روسيا قال إننا عبرنا عن شكرنا للحكومة الروسية في وقوفهم القوي ورفضهم من خلال وزارة الخارجية فرض اي عقوبات ضد جنوب السودان كدولة او على افراد ، مؤكداً إن جوبا لا تدير ظهرها الى الغرب ، و في تصريح صحفي لنائب وزير الخارجية بشير بندي لصحيفة الشرق الاوسط اللندنية يوم 29 مايو 2014م العدد 12966 نفى بشدة أن تكون جوبا قد طلبت من موسكو استخدام حق النقض في حال إحالة ملف بلاده إلى مجلس الأمن الدولي في أي تطور لاحق ، وقال: " علاقتنا مع واشنطن أيضا قوية فهي الداعم الرئيس لبلادنا ، وليس لدينا أي توتر معها ، ونحن لم نصل إلى مرحلة التوتر حتى الآن " . تصريحات مسؤولي وزارة الخارجية متناقضة لدرجة كبيرة وليس من المعروف سبب كل تلك التناقض ، وزير الخارجية قال إن زيارته الى روسيا تم لتقديم صوت شكر الى الحكومة الروسية لمواقفه الداعمة للبلاد ورفضه فرض عقوبات ، فلا يستقيم عقلاً القول إن موسكو تدخلت من تلقاء نفسها لتواجه الولايات المتحدة في مسألة فرض عقوبات على جنوب السودان دون تنسيق بين خارجية البلدين ، وجاء نائب وزير الخارجية لينفي انهم طلبوا من موسكو استخدام حق النقض في حال كان هناك اتجاه لفرض عقوبات على جنوب السودان ، إن شكر وزير الخارجية الذي نقله للحكومة الروسية تتنافى وتتعارض مع نفي نائب وزير الخارجية انهم طلبوا من روسيا استخدام النقض ، ما نقل عن بنجامين إنهم ذهبوا لتقديم الشكر يجعل من حديث بندي مفترغة من محتواها .
في 26 مايو 2014م قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف " روسيا تدعم تطبيع الوضع في جنوب السودان وترحب بالخطوات الرامية الى تطبيع الوضع وترحب بجهود المنظمات الافريقية بهذا الشان واعرب لافروف عن امتنان موسكو لجنوب السودان لدعم المبادرات الروسية في الامم المتحدة ، بما فيها قرار منع تمجيد النازية مشيراً الى تطابق مواقف البلدين حول اهم القضايا المعاصرة وضرورة تعزيز دور الامم المتحدة في الشؤون الدولية واحترام القانون الدولي وتنوع الثقافات و التقاليد " وفي حديث لوزير الخارجية برنابا بنجامين لنظيره الروسي سيرغي لافروف قال : " أعلم أنك تؤمن بما ترى وستشاهد الإنجازات في الدولة الشابة عندما تزور جوبا " فيما قال لافروف إن الاستقرار في جنوب السودان يساهم في رواج التجارة .
في 26 مايو 2014 اتفقت روسيا وجنوب السودان ، على أن السلام والاستقرار الدائمين في جنوب السودان يمثلان شرطان أساسيان لمزيد من التوسع في المجالات التجارية والاقتصادية وغيرها . ونقلت عن لافروف قوله إن المباحثات مع وزير خارجية جنوب السودان برنابا بنجامين ركزت على التعاون العسكري- التقني والمساهمة في الاتصالات التجارية .
وأضاف لافروف " ناقشنا التعاون في مجالات البناء والطاقة والنفط والغاز وتدريب الكوادر " . اثناء زيارة وزير الخارجية الى لندن في شهر فبراير 2014م وفي احدى لقاءته الصحفية ابلغ الصحفيين انهم ( حكومة ) مستعدين لاستقبال المستثمرين في جنوب السودان ونفس الحديث نقله الوزير الى لافروف في روسيا إلا إن رد لافروف كان كافياً ، فكيف يعتقد الوزير إن مستثمراً يمكنه إن يخاطر بماله للاستثمار في جنوب السودان في ظل الحرب التي تغلي بشعبه ، فقبل اسبوع فقط من الاحداث الدموية اقيمت مؤتمر لتشجيع الاستثمار شارك فيها عدد كبير من المستثمرين وتعهد فيها خمسين شركة بالاستثمار في جنوب السودان ، لكن ماذا حدث بعد اسبوع من تلك المؤتمر ؟ لا بد إن المستثمرين يحمدون ربهم إنهم لم يتخذوا خطوات عملية .
هنالك بعض الاشياء الملتبسة لدى الكثيرين حول حقيقة الصراع الدولي بين امريكا و روسيا فالكثيرين ، مازالوا يعيشون في حقبة ما قبل الثنائية القطبية الا إن التاريخ الانساني يتقدم الى الامام بخطى واسعة بينما نمكث راكعين في قمامة التاريخ ننشب من مقبرة الثنائية القطبية ، هنالك حقيقة مهمة جداً ينبغي إن يفهم قبل الدخول في اي صراع دولي لم يحتسب عليه ، فالحكومة و الشعب فشلوا في ادارة الدولة ووضع ايدلوجيات تؤدي الى تلحيم حديد التماسك الوطني و التلاحم القومي ، فكيف لنا إن نتحدث عن هيمنة امريكا للعالم ، كيف لنا أن نتحدث عن الامبريالية وادواتها ، فهل نحن مؤهلون شكلاً وموضوعاً للخوض في الصراع الدولي و الاختيار بين واشنطن وموسكو ؟ تلك الايدلوجيات التي ادت الى الحرب الباردة لم تعد موجودة ، فمن الواضح إن البعض يحاول لعب ادوار تاريخية عفى عليها الدهر ، روسيا ليس قوة اقتصادية او دولة متقدمة اقتصادياً .

نواصل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح


.. هيئة البث الإسرائيلية: نقل 300 طن من المساعدات إلى قطاع غزة




.. حزب الله اللبناني.. أسلحة جديدة على خط التصعيد | #الظهيرة


.. هيئة بحرية بريطانية: إصابة ناقلة نفط بصاروخ قبالة سواحل اليم




.. حزب الله يعلن استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة برا