الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عالم الكومبارس : ما الدنيا إلا مسرح كبير

دينا وادي

2005 / 8 / 4
الادب والفن


عندما نذهب للنوم اول شيء نفعله هو ان نغمض اعيننا مهيئين انفسنا لرؤية حلم يشبه في بدايتة الفيلم السينمائي فالانوار مطفأة والشاشة بشخوصها وحدها هي المضاءة والشخصوص عبارة عن ابطال وكومبارس كما هم في الواقع ايضا الذي تعكسه السينما والتي تعتبر (فن رؤية الحياة) والمسرح ابو الفنون مثلما وصفه احد رواده يوسف بك وهبي (وما الحياة الا مسرح كبير).
والتشابه بين الحياة والفن يسري على العلاقات بين النجوم او الابطال والكومبارس ويؤدي كل منهم دوره الذي لا يستطيع غيره اداءه فلا يستطيع النجم ان يؤدي دور الكومبارس لان لديه كل الادوات والمواصفات التي تتنافى مع هذا الدور وبالطبع لا يستطيع الكومبارس ان يصبح نجما لعدم امتلاكه مواصفات البطولة الا في بعض الحالات الاستثنائية لبعض النجوم الذين بدأوا حياتهم كومبارس لفترة زمنية معينة ثم انتقلوا الى مصاف النجوم.
فسمير الذي يقوم باداء العديد من المشاهد امام ابطال من الطراز الاول يعتبر نفسه كومبارسا لكنه في الحقيقة «كومبارس متكلم» ولا يتعدى الدور الذي يحصل عليه في أي عمل على عدد من المشاهد لا تتعدى اصابع اليد الواحدة في كل مرة فهو يصف حظه بالعسر وان الفرصة التي ستنقله الى مصاف النجوم لم تأت بعد واخر دور قام به كان في مسلسل «محمود المصري» الذي عرض في شهر رمضان الماضي وكان عبارة عن مشهدين امام الفنان محمود عبد العزيز ويحاول سمير صقل موهبته الفنية بالالتحاق ببعض الدراسات الحرة في مجال السينما والمسرح.
لا يمتلك سمير مواصفات النجم ولا يعترف بانه كومبارس كباقي زملائه العاملين في المجال الفني ويوجد اشباهه في الحياة التي يلتقي فيها النجوم مع الكومبارس ولا يستطيع احدهم العيش بدون الآخر.
الكومبارس له دور اساسي في الفيلم السينمائي وكذلك في الحياة فلا ينجح الفيلم ولا تسير الحياة بدونهم فهم المحرك الاساسي للدراما في الفن والحياة بل هم الحياة نفسها، في العمل الفني ينقسمون الى نوعين، صامت ومتكلم. الصامت هو من المجاميع الذين يرسمون باجسادهم الحياة في الخلفية وراء ابطال العمل الاساسية حتي تكتمل الصورة في العمل الفني فبدونهم لن تكتمل الصورة اما المتكلم فهو الذي يحصل على دور اقصاه خمسة مشاهد ويقول من خلالها كلمة لها معنى او هدف ما في البناء الدرامي لتقدم لنا عظة ما كما في الحياة فيوجد من البشر من يعيش حياة كاملة لا يفعل فيها شيئا له هدف او جدوى الا كلمة يقولها في موقف ما حتى ينقذ انسانا ما او ليكون هو بذاته عظة ثم يموت بعدها او ينتهي دوره في العمل الدرامي.
فنجوم المجتمع في مجالات الحياة المتعددة من السياسة والفن وعالم الاقتصاد والاعمال وحتي الحقل الاعلامي لا يصبحون نجوما الا بمساندة الكومبارس لهم في مجالاتهم فهؤلاء لا يمتلكون نفس الادوات التي يمتلكها النجوم قبل ان يصبحوا نجوما كل على حسب ادوات مهنته. عالم الكومبارس موجود في الحياة قبل الفن بل اخذهم الفن من الحياة ليستعين بهم في رؤية الحياة.
عالم الكومبارس في السينما ابرزهم الفنانة الراحلة وداد حمدي التي اخذت فرصتها في الفن واصبحت معروفة من خلال تواجدها في صفوف الكومبارس واشتهرت بعد حادثة قتلها المأساوية فأخذت فرصتها في الموت اكثر من الحياة فهذا العالم نجومه وجوههم معروفة لدى الناس لكن اسماءهم غير معروفة ولا يبالي بها المشاهد الذي يمنح النجومية لمن يشاء من صفوف الفنانين.
هم (ملح) الفن والسينما سعرهم قليل وشهرتهم ايضا قليلة ولا غنى عنهم سواء في الحياة او الفن ولا تعجبهم التسمية (كومبارس) لانهم يتشوقون للنجومية ولانهم يعتبرون انفسهم نجوما بالفعل لكن لا زالوا لم يحصلوا على الفرصة المناسبة ومنهم من يضع الحجج بانه لا توجد لديه واسطه ولا علاقات لكن هذا ليس بصحيح.
مقهي «بعرة» بفتح الباء وتسكين العين الذي يقع في نهاية شارع «عماد الدين» بمنطقة وسط القاهرة والذي يعد اطول شارع في القاهرة 2500 متر تقريبا والذي شهد مجد ايام الطرب والمسرح والسينما هذا المقهي الذي انشئ اوائل القرن الماضي يعتبر ملاذا للكومبارس المغرمين باضواء السينما ويتذكر الكثيرون من رواد المقهي (الحاج بعرة الكبير) والذي كان صديقا للفنان الراحل رشدي اباظة والذي كان يأتي يوميا للتدريب في نادي (مختار حسين) القريب من المقهي بالاضافة الى عشرات النجوم الذين كانوا يأتون للمقهى قبل ان يصبحوا نجوم السينما.
من ابرز من جلسوا في مقهى الكومبارس ودخل الى عالم النجوم «اشحات مبروك» والفنان محمود حميدة ايام «بعرة» التي تقع في موقع استراتيجي بجوار جميع مكاتب مديري الانتاج الفني والريجيسيرات.
ودائما ما نعرف الكومبارس بحديثه الدائم عن النجوم وهذا ليس في الفن فقط فكما قلنا ان الحياة مليئة بهم ويحاول الكثير منهم ان لم يكن الكل معرفة النجوم حتى يصف علاقته بالنجم بانها علاقة صداقة وليست معرفة عادية. «فمحمد» قام باداء مشهدين امام الفنان عادل امام في فيلمه الاخير «عريس من جهة أمنية» وقام بأداء 4 مشاهد امام الفنانة فادية عبد الغني في مسلسل «ملفات سرية» لكنه لا يعترف بانه كومبارس ويقول كما يقول معظم الكومبارس ان النجوم الكبار يشيدون بأدائه وموهبته لكن الدنيا حظوظ! لم ينجح محمد في اختبار ورشة الفنون المسرحية لكنه لم ييأس فهو مقتنع بانه يمتلك مواصفات النجم لذلك يحاول صقل موهبته بشتى الطرق ويسعى لصداقة المخرجين والعاملين في المجال الفني لعل وعسى ان يأخذ دورا في هذا المسلسل او في هذا الفيلم. ويرفض ان يأخذ دورا ليس له قيمة هذا على حد قوله ولا يجلس على مقهى (بعرة) الذي استنكر سؤالي له عنه عما إذا كان يجلس فيه او يعرفه وقال لي وعلامات الدهشة تعلو وجهه هذا مقهي الكومبارس! وبالرغم من ذلك لا يرفض سمير او محمد الادوار الهامشية التي يتم اسنادها اليهم وهم على قناعة تامة ان هذه الادوار هامة بالنسبة للبناء الدرامي للعمل الفني وبالفعل يجب ان تكون هذه الادوار موجودة كما هي في الحياة حتي تبرز ادوار النجوم كما هي في الحياة ايضا، علما ان الله سبحانه وتعالى قسم الناس درجات على حد قول احدهم ولكل مهنة اهميتها في هذه الحياة فتخيلوا السينما بدون كومبارس وتخيلوا الحياة بدون كومبارس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين المسرح والسياسة: المخرج وجدي معوض في عشرين 30 ??بعد اتها


.. بعد جولة عروض عربية وعالمية، مسرحية أي ميديا في باريس




.. صباح العربية | الفنانة السعودية سارة صالح تبدع في غناء أغنية


.. المخرج الإيراني محمد رسولوف يفر من بلاده -سرا- بعد الحكم علي




.. مهرجان كان السينمائي: تنافس 22 فيلما على السعفة الذهبية في ا