الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسطين: نقطة لصالح حماس

ميشال فارشافسكي

2014 / 7 / 18
القضية الفلسطينية



نعلم ذلك، لكل الحروب هدف سياسي، وليست هذه التي تقودها دولة إسرائيل ضد غزة استثناء






حرب؟ بالنظر لعلاقات القوى العسكرية، فإن مصطلح حرب ليس ملائما: عدوان عسكري في مواجهة مقاومة لا تخفي بطولتها ضعفها. ومع ذلك: بواسطة صواريخها قليلة الفعالية، استطاعت حماس أن تشل لقرابة أسبوع الحياة اليومية لأزيد من نصف مليون إسرائيلي، وستتمكن بلا شك في فرض تسوية على الدولة اليهودية لن تكون مختلفة كثيرا عن تلك التي حصلت إبان العدوان الإسرائيلي سنة 2011

عباس تحت الضغط

ما هو إذن هدف بنيامين نيتانياهو وحكومته؟ حتى وإن بدا ذلك متناقضا جدا، فالهدف هو... محمود عباس(أبو مازن)، والحملة العسكرية ضد حماس وغزة ليست سوى وسيلة هدفها إضعاف الرئيس الفلسطيني.

منذ اختطاف ثلاثة مستوطنين شباب، اعتبر الوزير الأول الإسرائيلي محمود عباس مسئولا رئيسيا عن هده العملية، ولم يضطر المسئولون الإسرائيليون على تغيير رأيهم سوى تحت الضغط الأمريكي، والاعتراف بأن الفلسطينيين لم يدخروا جهدا لمحاولة العثور على المخطوفين، مستغلين المناسبة من اجل اعتقال عشرات المناضلين المرتبطين- أم لا- بحماس.

حتى لو كان ذلك غريبا: إن لم تكن أنت، إذن أخوك، ليشير المسئولون الإسرائيليون لحماس التي أقام معها محمود عباس حديثا حكومة وحدة وطنية: على عباس إما أن يقطع تحالفه مع حماس، ويفقد المصداقية بذلك في أعين السكان، المؤيدين بشكل واسع للوحدة الوطنية، وإما يرفض ويكون بذلك متواطئا مع من يتم تحميله مسؤولية الاختطاف ونتيجته المأساوية.

يريدون مواصلة الاحتلال

كذبت حماس أن تكون وراء اختطاف 3 مستوطنين وقتلهم، وذلك منسجم في الواقع مع اختيار تشكيل حكومة وحدة وطنية مع عباس. سواء آمن أم لا بأن حماس مسئولة، فإن نتنياهو وزبانيته قرروا مهاجمة قطاع غزة. رد فعل المعتاد مختلف الحكومات الإسرائيلية: غزة = حماس = إرهاب، بالتالي قمع دون تمييز.

عند كتابة هذه السطور(الجمعة 12 يوليوز)، تم إعلان 122 قتيلا، مجملهم مدنيون. لأنه بالنسبة لقادة الحرب في تل أبيب لا يوجد مدنيون بغزة بل مجموعة سكانية من مليون ونصف إرهابي، تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و90 عاما... لنتذكر: لم تخلف- بعد- مئات الصواريخ المنطلقة من غزة خلال الأشهر الأخيرة ولو ضحية إسرائيليا واحدا، اللهم، في حيفا، امرأة عجوز، عربية فضلا عن ذلك، توفيت بأزمة قلبية عندما كانت تجري للاحتماء خلال إنذار.

بإفقاد عباس المصداقية، يريد نتنياهو التخلص من كامل عملية المفاوضات، عملية يريد المجتمع الدولي برمته أن يراها تخرج من البوتقة التي حشرها فيها بقصد المسئولون الإسرائيليون. بالنسبة للحكومة الإسرائيلية كل الرهان على هدف واحد: مواصلة احتلال فلسطين. كل ما من شأنه أن يزحزحهم عن هذا الهدف عليه أن يفشل، بما في ذلك عبر ثمن مئات الضحايا البريئون في قطاع غزة، وبما في ذلك بثمن اختلال وفوضى الحياة اليومية لمئات الآلاف من الإسرائيليين.

هزيمة إسرائيلية، ومكانة مشرفة لحماس

المشكل بالنسبة لنتنياهو، هو أنه مع مقاومة حماس، لم يقم فقط بالمساهمة في رفع مكانة المنظمة الإسلامية- على حساب عباس ما يقلق كثيرا حسابات واشمطن- بل إنه مكان انتصار إسرائيلي نحن بصدد تعادل... يعني في الواقع هزيمة إسرائيلية. لذلك ترتفع أصوات من اليمين المتطرف لحكومة اليمين المتطرف الإسرائيلي، أصوات تطالب بهجوم بري أي غزو قطاع غزة واحتلاله لفترة غير محددة.

لو لم نكن واعين بالثمن الباهظ الذي سيدفعه سكان غزة جراء هذه المغامرة، لكنا نرغب أن نقول للجنرال أميدرور الذي يوجد على رأس الحملة من اجل عملية برية، رهان خاسر! اذهبوا لغزة! إذا لم تكن ذاكرتكم مصابة بالخرف ستتذكرون لبنان وما يكلفه احتلال منطقة حيث السكان أبانوا لعدة مرات ما معنى كلمة مقاومة.

ميشال فارشافسكي Michel Warschawski

مأخوذ من موقع الحزب الجديد المناهض للرأسمالية فرنسا

تعريب المناضل- ة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك


.. إسرائيل -مستعدة- لتأجيل اجتياح رفح بحال التوصل -لاتفاق أسرى-




.. محمود عباس يطالب بوقف القتال وتزويد غزة بالمساعدات| #عاجل


.. ماكرون يدعو إلى نقاش حول الدفاع الأوروبي يشمل السلاح النووي




.. مسؤولون في الخارجية الأميركية يشككون في انتهاك إسرائيل للقان