الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من المسؤول عما حدث ويحدث في غزة؟

الطيب طهوري

2014 / 7 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


ما يحدث في غزة من مجازر يندى لها جبين كل من كانت في قلبه ولو ذرة من شعور بالآخر.. ما يقارب العشرة أيام وأهل غزة يعيشون على أعصابهم محاصرين من كل الجهات، برا وبحرا وجوا، ومعرضين لأسلحة الصهاينة الفتاكة.. يموتون تباعا ..وتحطم منازلهم .. ويصيب الرعب صغارهم وكبارهم، نساءهم ورجالهم..والبشرية كلها تتفرج صامتة إلا من بعض التحركات التي لا تغير في الوضع شيئا والتي تحدث هنا او هناك..إلا من كثرة الأدعية التي لا تعكس إلا حالة الوهن التي صرنا عليها في هذا العالم العربي الإسلامي.. - من المسؤول عن كل ذلك ياترى؟..في الإجابة عن السؤال انقسم المحللون:
1- البعض رأى أن حماسا هي المسؤولة أساسا..ما الذي دفعها إلى خطف الإسرائيليين الثلاثة وقتلهم؟..كيف لم تضع في الحسبان ان كل الظروف ضدها؟..
دول الجوار العربي مشغولة بهمومها..سوريا تعيش حربها الأهلية..حزب الله اللبناني مغروس حتى اذنيه في الأزمة السورية..العراق يعيش وضعا لا يختلف عما تعرفه جارته سوريا..مصر تعيش صراعها أيضا بين السلطة والقوى المعارضة لها، الإسلامية خصوصا..
دول الخليج لا حول لها ولا قوة، هي في الأساس شبه محميات امريكية.. دول المغرب العربي تعيش أوضاعا أمنية متدهورة جدا جدا..ليبيا وتونس خاصة..
العالم يتحكم في توجهات الكثير من شعوبه الإعلام الصهيوني..أوربا يتحكم فيها إلى حد كبير ما يسمى بإثم المحرقة اليهودية..إلخ..إلخ..
كيف لم تستفد من تجاربها السابقة وقد وجدت نفسها وحيدة في كل حروبها مع إسرائيل؟.. كيف لم تأخذ العبرة مما حل بلبنان نتيجة الحرب التي وقعت منذ سنوات قريبة بين حزب الله وإسرائيل؟..لماذا نسيت الخراب الكبير الذي لحق لبنان من جراء تلك الحرب؟ ..
هنا يفرض السؤال نفسه: إذا افترضنا أن حماسا هي من اختطفت الثلاثة وقتلتهم..وأنها حركة دينية متطرفة وغائبة عقل..هل يبرر ذلك كل هذه الفضائع التي ترتكب في حق فلسطينيي غزة؟..من اجل ثلاثة إسرائيليين تدمر غزة ببيوتها واناسها ويشرد أهلها ويقتلون؟..هل يعقل ذلك؟..
2- البعض الآخر رأى ان إسرائيل هي المسؤولة لا غيرها..هي من يعمل على خلق الظروف وإيجاد الفرص للقضاء على كل ما يمكن لقوى ما يسمى بالجهاد في غزة ان تكون قد امتلكته وكدسته من أسلحة ، سواء وصلتها من جهاتٍ ما تعادي إسرائيل، أو قامت هي نفسها بتصنيعها..أوأنها كما تعودت دائما، وباعتبارها دولة مصدرة للسلاح - الذي هو احد المصادر الأساسية لدخلها القومي - تعمل على تجريب بعض أسلحتها الجديدة..أو أنها تريد زرع اليأس أكثر في نفوس الفلسطينيين، ومن ثمة فرض الأمر الواقع عليهم وجعلهم يرضخون وبشكل مطلق لإرادتها..هنا يطرح السؤال أيضا: هل يبرر كل ذلك هذه المجازر التي ترتكب في حق هذا الشعب الذي حرم من العيش كباقي شعوب هذه المعمورة؟..هل يعقل ذلك؟..
3- البعض الثالث يحمل المسؤولية هذه الدول العربية ..يقول: لو أنها استغلت مختلف إمكانياتها ومارست فعلا دبلوماسيا نشيطا ومسؤولا ، وعملت على إقناع العالم بشرعية ومشروعية مطالب الفلسطينيين ،وكونت من ثمة رأيا عاما عالميا يتفهم تلك المطالب ويعترف بحق الفلسطينيين فيها ، ما كان في مقدور إسرائيل فعل ما تفعله..لكن..أين هؤلاء العرب الذين نحملهم المسؤولية؟..هل هم أنظمة الاستبداد التي تحميها القوى الكبرى في هذا العالم حتى تبقى في الحكم لتخدم مصالحها أساسا ( مصالح الدول الكبرى) باعتبارها وسيطا تجاريا بين شعوبها وتلك القوى، وباعتبارها تعمل أيضا على إبقاء شعوبها عاجزة عن التفكير والإبداع وفاقدة شعور التطلع إلى تغيير أوضاعها بما يجعلها شعوبا متقدمة محترمة؟..أم هي تلك الشعوب التي ترزح تحت نير التخلف واليأس والهروب إلى الآخرة والانخراط الواسع في ثقافة الماضي والأحزاب والحركات الدينية التي تمثلها؟..هنا كذلك يطرح نفس السؤال: هل يبرر ذلك ما تعيشه غزة وأهلها تحت نيران الصهاينة المتعطشين للدم؟..
4 – البعض الرابع يحمل القوى الكبرى ومختلف المنظمات الدولية مأساة الفلسطينيين الدائمة..سكوت تلك الدول والمنظمات وعدم تحملها مسؤوليتها الإنسانية هو ما شجع إسرائيل على مواصلة سلوكها الإجرامي المتكرر بصورة دائمة..
– واقع الحال يقول بأن الجميع يتحمل المسؤولية..وان الضحية دائما هي هذا الشعب الفلسطسني الأعزل..
واقع الحال يقول أيضا بان البشرية لم تخرج من وحشيتها بعد..وأن ما يتحكم فيها وفي علاقاتها ببعضها البعض كدول وتجمعات هو مصالحها قبل كل شيء..
واقع الحال يقول ثالثا بأن ثقافة الاستهلاك الرأسمالية بما فيها ثقافة العنف التي صارت غذاء يوميا تبثه مختلف وسائل الإعلام جهرا أو تجارة سرية قد أوصلت الإنسان إلى حد فقدانه الشعور بآلام الآخرين وهو يراهم يتعذبون ويقهرون أمامه..صار الوضع ذاك وضعا طبيعيا عاديا بالنسبة له..وفي الحقيقة ما تزال البشرية كما كانت عليه حالها في العصور الخوالي..
ثقافة القوى الأصولية المتطرفة العنفية هنا وهناك لعبت وتلعب دورا كبيرا أيضا في انتشار ثقافة الحقد والكراهية..
والحل؟..ما يزال الحل بعيدا بعيدا..الآن..ماضيا..وربما مستقبلا أيضا ، القوة هي من يتحكم في مسار العالم وما يحدث فيه..من يمتلك القوة هو من يفرض إرادته..
امتلاك القوة ذاك يحتاج إلى بناء الفرد في المجتمع بما يجعله فردا عاملا ضمن مجموعته الوطنية أو تكتله الإقليمي على بناء قوة فرض وجوده/ وجودها..
للأسف الشديد لا أمل للفرد العربي في ذلك في المنظور القريب..لا أمل..لا أمل..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟