الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
رسالة الى الصديقة الاسرائيلية عنات جوب
زياد خداش
2005 / 8 / 4الادب والفن
قريبا جدا سأصيح بدهشة: يا الهي ها قد وصلت يا " بينيلوب"
حب صغير يتكون في الجوار
عنات..
منذ اكثر من شهرين وانا افكر في الكتابة اليك ثانية، امور كثيرة حدثت منذ الرسالة الاولى في صيف العام الفائت، اجلس الان وحيدا في مطعم "لاسترادا" في رام الله، وحدي تماما، خلفي يجلس شابان اصمان، تبدو على ملامحهما انهما متورطان في قضية ما، في الطابق الثاني اسمع ضحكات عاشقين صغيرين يبدآن علاقة جديدة، ثمة حبٍ صغيرٍ اذن يتكون في الجوار، ما أحلى ان نكون شاهدين على نمو حب، أليس كذلك يا عنات؟ في المشهد احساس برفرفة جناحي عصفور في زاوية معتمة مهجورة من القلب، في المشهد طيف لاله صغير يبتسم ناثرا في وجه الكون حزمة حدائق من وعود، ولكن هذا موضوع آخر.
من خلال الزجاج المغبش أطل على رام الله، يا الهي رام الله.. رام الله. هل تعرفين رام الله يا عنات؟ هل سبق لك ان مشيت فيها؟ هي حرير روحي وقمح ذاكرتي، هي الاطلالة الاولى لجسدي وقلبي على هوة الحياة، ذهول الاحساس البكر بالرغبات، اوهام مراهقة مجنونة، مهبط الخسارات الصغيرة والارتطامات، مسقط السعادات الاولى، ولكن هذا موضوع آخر.
في الخارج ثمة مطر خفيف وضباب ثرثار يتسكع، يتحرش بمداخل العمارات والمحلات والسيارات واشجار الحدائق واعمدة الكهرباء. حول رام الله (حول روحي) ومن الجهات كافة، ثمة اجسام معدنية فظة وكبيرة وغير مفهومة يسمونها الدبابات، ايقاع الخراب ينز من الكلمة، هل تسمعينه معي؟ هل سبق لك ان رأيت دبابة عن قرب يا عنات؟ ذات ظهيرة فلسطينية لاهبة بالحر والجراح والشهداء مشيت ببطء بمحاذاة دبابة، حدقت في تفاصيلها الدقيقة جدا، لدرجة ان الجندي تحفز امامي، كم تبدو منسوخة عن صورة شيطان مربع الجسم، من سطحها يطل كائن بشري ملفع بالحديد والنار والغضب الدائم المريض، جاءني احساس فوري ان مبتكر فكرة هذا الجسم الغريب عاش طفولة قاسية وانه كان عدوا لدودا لفكرة الحديقة والمدرسة وحضانات الاطفال، ولكن هذا موضوع آخر. لا.. لا.. لا.. مهلا، هذا ليس موضوعا آخر، إنه جانب آخر من موضوعنا، انه المرآة الكبيرة لهاجسنا.
الساعة الآن هي الحادية عشرة صباحا (الآن وضع النادل امامي فنجان القهوة الخامس) لا تغيب القهوة عن لحظاتي يا عنات نهارا وليلا، خاصة تلك اللحظات المتأججة بالحنين والحزن والأسئلة والضياع. القهوة دم لحظات وحبر أفكاري. في البيت صباحا اشربها مبكرا جدا، في شرفة تطل على... يا الهي ما الذي اوصلني إلى هنا. سأقول لك لاحقا يا عنات على ماذا تطل شرفتي في مخيم الجلزون، ما زال الوقت مبكرا للحديث عن ذلك، ما زال الوقت مبكرا لاحاسيس القهر واليأس والغضب والجنون.
عنات.. اعذري لي هذياني هذا وتبعثر افكاري وارتداداتي الغريبة واهتزازات كلماتي. قبل ساعة من قدومي الى هذا المطعم وجدت نفسي امشي بالصدفة في جنازة، ثلاثة شبان شهداء سقطوا البارحة دفاعا عن حرير رام الله وقمحها، كان المطر يهطل حزينا وحائرا وناعما فوق رؤوس الناس، شعور غامض قال لي "امش" (مع أنني لا احب المشي في الجنازات لاني اصل الى حالة من الانكسار تكاد تودي باعصابي)، فمشيت على الرصيف محاذيا المشيعين الصامتين. في المقدمة كان شابان ملثمان يرفعان صورة كبيرة للشهيد الصغير ابن التاسعة عشرة عاما، كان طويلا جدا جدا او هكذا خيل لي، في ملامح وجهه ابتسامة غريبة، وفي لحظة ما شعرت بعينيه ترمشان وشفتيه تفتران عن كلمات هامسة تشبه امتنانا خائفا او فرحا ناقصا وحزينا. اقتحمتني آنذاك اشراقة اعماق غير معهودة، سقطت على وجهي صور واطياف ورؤى وعصور وهواجس ومدن بعيدة تضج فيها ارادات شعوب مقهورة. كل ذلك صبَّ في نهر واحد هو نهر الحب، كل كفاحنا يصب هنا، كل كفاحنا وعذاباتنا تصب في هذا النهر المقدس، السنوات الغضة الحلوة التي ضحى بها هذا الشاب الصغير، الدهشة الكونية امام احساس الحب الأول، احلام ما قبل التخرج بقليل، السعادات الصغيرة لما بعد التخرج، المسرات المتنوعة البسيطة، مسرات ما قبل الزواج بقليل، الاستعداد الحلو للسفر الى بلاد اخرى استجماما، الفرحة الهستيرية لوجود طفل له، الاسترخاء على السرير بعد يوم عمل مرهق في مساء صيفي ساخن، الانتشاء الدائم لعبارة امه التي تخفق بها كل ارجاء بيته "الله يرضى عليك يا ابني، دير بالك على حالك". كل ذلك يا عنات تخلى عنه هذا الشاب بسهولة، تدرين لماذا؟ من اجل ان يكبر ابني بهدوء واتزان، دون ان يحلم بطائرات وجثثد، من اجل ان اعود من عملي مساء الى البيت دون ان اتعرض انا الثلاثيني للسخرية والاذلال من جندي اسرائيلي لا يتجاوز عمره الثامنة عشرة، من اجل ان يسافر جاري الطالب الجامعي الى جامعته البعيدة دون ان يتعرض الى اطلاق نار من مستوطنين متوحشين، من اجل ان يعود اطفال حارتي الى العابهم الطبيعية التي هجروها الى العاب غير طبيعية (الجندي وراشق الحجارة، أو القاتل والقتيل)، من اجل ان يكون عند طلاب الصف السادس (أ) في مدرسة المغتربين التي أدرس فيها الفرصة العادية للخروج في رحلة ترفيهية او تعليمية الى البحر او الجبل او السهل، من اجل ان لا اشعر بالعجز والخجل امام سؤال طفلتي الدائم وهي تجلس في حضني في الشرفة:
- يا أبي ما هذه المساكن الغريبة المحاطة بالاسلاك بجوار مخيمنا؟
- يسمونها المستوطنات يا ابنتي.
- ماذا تفعل هذه المستوطنات هنا وماذا تريد؟
هل عرفت الآن على ماذا تطل شرفتي يا عنات؟ لماذا اذن تهزين رأسك، آه.. أنت مضطرة قليلا للخروج الى السوبرماركت لتشتري الحليب لطفلتك التي تبكي الآن في غرفتها. اذهبي يا عنات، لا تقلقي سأكون بانتظارك، وأنا لن اشعر بالقلق عليك لأن الشارع الذي ستمشين فيه في هذه الساعة المتأخرة سيكون آمنا تماما، لن يكون هناك جنود أغراب قد يتحرشون بك او يسخرون منك او يجبرونك على الذهاب من طريق ترابي فرعي آخر، لن يكون هناك مستوطنون قد يمرون صدفة ويطلقون عليك النار، لن اشعر ابدا بالقلق عليك.. الشارع آمن تماما، ولن تسقط امامك قذيفة فجأة وتمزق جسدك اربا اربا، لا تخافي فأنت لست عربية فلسطينية.. أنت يهودية، الفلسطينيون فقط هم من تعود على الخوف من الخروج ليلا. لن اشعر بالقلق عليك، هل هذا موضوع آخر؟ أبدا يا صديقتي، هذا هو جوهر الموضوع.
* * *
حكاية الرجل العجوز العربي اليهودي
عنات..
أنا في غرفتي الآن في مخيم الجلزون، غرفتي المطلة على مستوطنة بيت إيل، اسكن في غرفة علوية بينما أهلي تحت يغطون في نوم سطحي ومتقطع، فهم بانتظار سماع قذيفة ما تنفجر خلف النافذة، أو بانتظار سماع زجاج البيت وهو يتهشم تحت ضربات الرصاص. ذكرت لك كلمة مخيم، هل تذكرين معنى هذه الكلمة؟ سافككها لك حرفا حرفا.. سافككها لك (م خ ي م) سأذكرك بما تعني، فأنا اعذرك لو نسيت، فمشاغل الانسان الاسرائيلي كثيرة هذه الأيام، هناك ازمات بطالة ومخدرات وجرائم وهوية عندكم، هناك اضرابات لقطاعات واسعة في مجتمعكم، ومن الطبيعي وسط هذه البلبلة ان تتبلد احاسيس الناس هناك وتتشوش المفاهيم وتفقد الكلمات معناها. المخيم هو كذبات فظيعة مرصوفة على شكل بيوت صغيرة متلاصقة جدا ببعضها البعض لدرجة اني اسمع الآن صوت جارتي البدينة وهي تئن لذةً تحت سعار جسد زوجها. خارج البيوت في الازقة هناك مياه قذرة يسمونها المياه العادمة، لا مكان تذهب اليه فتتجمع امام البيوت، احيانا يلهو الأطفال بها. ما بالك مندهشة! عفوا، لم اسمعك، أبدا.. لا.. لا.. أنا لا أمزح، أبدا إنها الحقيقة، لا أبدا هي ليست قصة سريالية من قصصي التي اعدها لمجموعتي القصصية القادمة، هل هذا موضوع آخر، لا.. أبدا.. إنه صلب الموضوع إن لم يكن الموضوع نفسه.
عنات.. سأحكي لك حكاية غريبة، لن أطيل، أعرف ان الساعة تجاوزت الرابعة صباحا وانك مضطرة للصحو مبكرا لتذهبي إلى المسرح، فأنت مدعوة لمشاهدة العرض الاول التجريبي مع عدد من المثقفين لمسرحيتك الجديدة التي كتبتيها. حدثت معي هذه القصة قبل شهر تقريبا اثناء عودتي من رام الله الى البيت، اعتادت الدبابات في هذا الطريق الترابي المتعرج ان تطارد الناس العائدين مساء الى بيوتهم، نساءً واطفالا وشيوخا وحتى معاقين، هذه واقعة تحدث كل يوم، لا تندهشي، نعم.. الدبابات وليست الدوريات، لماذا؟ لا أدري، اسألي جيشكم. ذلك المساء الماطر والعنيف تأخرت في عودتي الى البيت لا أدري لماذا، قد اكون شاهدت فيلما من افلام مسرح "القصبة" وهي افلام تعرض عادة متأخرة، ماذا قلت يا عنات، لم اسمعك، مسرح! نعم لدينا مسرح ونشاهد الأفلام حتى في مثل هذه الظروف. اثناء العودة لم يكن ثمة سيارات أجرة، كان الطقس باردا وثمة رياح وقحة تتهيأ للجنون، كنت وحيدا في الطريق الترابي لا صوت سوى صوت انفاسي التي كتمت نصفها تجنبا لجنود يتربصون واطلقت النصف الآخر حفاظا على حياة احبها. فجأة سمعت صوت رجل عجوز يمشي ببطء شديد امامي، في البداية لم اتبين ملامحه جيدا بسبب الضباب، كان يهذي بكلمات لم افهمها، ويطلق اصواتا غريبة خليط هي من استغاثات وأنين وضحكات وسعال، القيت عليه السلام فلم يرد وواصلت طريقي متجاوزا إياه، لم اكد امشي بضع خطوات حتى سمعته يناديني: أنت ايها الشاب، انتظر خطواتي الثقيلة، الا تريد المشي معي، اليست طريقنا واحدة، امش معي ارجوك. عدت الى الوراء، مشيت معه، كان يمشي كأنه يتجنب صفعات خفية من اشخاص مجهولين، كان قصيرا وبدينا ولا يتوقف عن السعال. سمعتني اسأله:
- إلى اين تمضي يا حاج؟
- الى مخيم الجلزون يا ولدي.
- اتسكن هناك يا حاج؟
- ابدا يا ولدي، انا اسكن رام الله، لكن صديقا لي توفي قبل ساعة هناك في المخيم وانا ذاهب لاعزي اولاده واحفاده. كان صديقا حميما لي، صديقي الوحيد تقريبا، اتمنى لو اخذني معه. في اللد عشنا معا طفولة واحدة، سكنا نفس الحارة واحببنا نفس الفتاة وكدنا نموت معا حين هاجم اليهود جامع دهمش في اللد وقتلوا مئة رجل كانوا يصلون، نجوت من المجزرة انا وهو وبضع رجال جرحوا في سيقانهم. كنا في الصفوف الأولى وعندما سمعنا صوت الرصاص انبطحنا فورا ارضا وتكومت فوقنا الجثث.
إذن انا امشي ببطء شديد ووسط ضباب كثيف وتحت مطر مجنون مع احد الناجين من مجزرة جامع دهمش الشهيرة. اثارت قصة هذا العجوز المي وحنيني الى ايام حلوة كان يمكن ان اعيشها هناك في يافا، فأنا ايضا من قرية تقع قضاء يافا القريبة من اللد (بيت نبالا) هنا تذكرتك يا عنات، لا ادري لماذا، هل لانك تعيشين في تل-ابيب التي اصبحت امتدادا طبيعيا ليافا. واصلت مسيري الصامت مع العجوز البدين ابو احمد، كنت امسك يده احيانا لاجنبه التعثر بصخرة او السقوط في بركة ماء، لا ادري كيف تشوشت فجأة الصورة امامي، من حيث لا أدري سمعت ابو احمد يتحدث العبرية بطلاقة ووجدتني افهم ما يقول. أنا الان امشي مع( عزرا) العجوز اليهودي الهارب من ملاحقة النازيين في احدى قرى بولندا. النازيون خطفوا ابناءه وزوجته وقتلوهم هناك مع آلاف الاشخاص:
- إلى اين تذهب يا عزرا ايها العجوز اليهودي المريض والخائف؟
- الى حيث المجهول يا ولدي. كنت خارج البيت عندما حضروا، كانوا عشرة مدججين بالمرض والحقد واخذوا كل شيء، اخذوا كل من كان في البيت، الزوجة شوشانا، ابنائي يهودا، صموئيل، شمعون وزوجاتهم واولادهم، حتى الطفل الرضيع مزراحي حفيدي الجميل.
وصلت مشارف المخيم بعد ثلاث ساعات تقريبا. على بوابة المدخل افترقت عن العجوز الغريب الذي رافقته ببطء شديد، هل كنت اتخيل هذا الشخص، هل خوفي من الطريق جعلني اخلق شخصية ما لاستأنس بها، هل كنت افكر بكتابة قصة جديدة عن الصراع العربي الاسرائيلي. لا ادري بالضبط يا عنات. كل ما ادريه انها كانت ليلة غريبة وطويلة ومختلطة تشوش فيها ذهني وانقسمت ذاكرتي وتداخلت فيها الازمنة والامكنة. عندما وصلت غرفتي نمت فورا وحلمت بعجوز مريض يهرب امام مخلوقات متوحشة. لم يكن العجوز عزرا ولم يكن ابو احمد.. كان عجوزا فحسب، ولم اكن انا انا، كنت انسانا فحسب، والمكان لم يكن فلسطين، كان العالم.
* * *
ضرورة وجود ايثاكا
صديقتي عنات، لا ادري ماذا تفعلين الآن، قد تكونين جالسة وحدك في شرفة منزلك في تل-أبيب منهمكة في كتابة مسرحية جديدة، عن ماذا تدور فكرتها يا ترى؟ دعيني أتخيل ذلك: عجوز يهودي يحتضر أمام أحفاده الصامتين الخائفين، في اللحظات الأخيرة وقبل ان يغمض العجوز اغماضته النهائية حاول ان يتلفظ ببضع كلمات لكنه لم يستطع فاحتار الاحفاد فيما كان يريد الجد الراحل قوله وانشغلوا بذلك طيلة ذلك المساء الكئيب. الأهل والأقارب يبكون في الغرفة المجاورة، والاحفاد في الغرفة الاخرى كل منهم يتخيل ماذا كان في ذهن الجد قبل ان يرحل بدقائق.
قال الحفيد الأول:
- جدي اراد ان يقول لنا جدوا ايثاكا، جدوا ايثاكا، فقد شبع شعبنا أهوالا وحروبا وحصارا، وعلينا أن نهدأ ونستريح، على عوليس اليهودي ان يستقر ويطبع علاقاته مع شعوب العالم، ويتخلى عن اوهام التفوق ونقاء السلالة.
قال الحفيد الثاني:
- جدي اراد ان يقول ان على الشعب الإسرائيلي ان لا يصل إلى ايثاكا، عليه أن يفقدها دائما، إذا وصلنا إلى ايثاكا فلن نكون شعبا قويا، هناك سيكون مقتلنا، على عوليس الإسرائيلي أن يظل تائها في البراري والبحار، يقاتل ويلاقي الأهوال ويتعرض للأخطار.
قال الحفيد الثالث:
- على الشعب الاسرائيلي ان يخلق له اكثر من ايثاكا واحدة، عليه ان يستريح بين الحين والآخر عند ايثاكات عديدات. هذا ما اراد جدي قوله.
عنات.. كم اود لو اعرف من هو الحفيد الأقرب إلى تفكيرك، كم أود لدي إحساس قوي انه الأول. بالمناسبة، يخيل لي انك تسألين الآن: وماذا عن ايثاكاكم وعوليسكم؟ اسمعيني اذن جيدا، اقبضي على صوتي وتأملي كلماتي المختصرة: نحن شعب صغير، سرقت منه ايثاكاه وعوليس هذا الشعب لن يهدأ له بال حتى يستردها.
وصولنا إلى ايثاكا لا يعني بالضرورة فقدانكم ايثاكاكم، ثمة متسع لايثاكاتين تتعايشان معا جنبا الى جنب.
عنات.. عوليس فلسطين هذه الايام يشق طريقه بعذاب وألم باتجاه ايثاكا، أليست ايثاكا تستحق هذا العذاب. عوليس فلسطين يتهيأ للوصول بعد ان قدم عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين، بعد ان فقد الاف البيوت والاف الاشجار والاف الدونمات من الاراضي، قريبا جدا سوف اصيح بدهشة: يا الهي ها قد وصلت يا (بينيلوب)، سوف تسمعين صرختي يا عنات من شرفة منزلك في تل-ابيب، سوف تبتسمين وتغمضين عينيك نشوة وقد تسقطين بضع دمعات صغيرات، لأن ضميرك الحي لن يعذبك ويقض مضجعك بعد الان فقد صار للشعب الصغير المجاور علم ونشيد وهوية حقيقية.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مخرجة الفيلم الفلسطيني -شكرا لأنك تحلم معنا- بحلق المسافة صف
.. كامل الباشا: أحضر لـ فيلم جديد عن الأسرى الفلسطينيين
.. مش هتصدق كمية الأفلام اللي عملتها لبلبة.. مش كلام على النت ص
.. مكنتش عايزة أمثل الفيلم ده.. اعرف من لبلبة
.. صُناع الفيلم الفلسطيني «شكرًا لأنك تحلم معانا» يكشفون كواليس