الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرية الاعتقاد وحرية العقيدة

هشام حتاته

2014 / 7 / 18
حقوق الانسان


بعد التعديلات الدستورية الاخيرة التى تلت ثورة 30/6 /2014 والتى ترأس لجنتها السيد / عمرو موسى خرج علينا فى عدة اعلانات على الفضائيات للترويج لهذه التعديلات وتعديد مزاياها ليقول مفاخرا ضمن مايقول : حرية الاعتقاد مطلقة
وكعادة الدبلوماسي فى ان يقول كلاما يحمل اكثر من معنى او كلاما يحمل معنى ظاهر ومعنى باطن فقد فهم الكثير من الناس ان عبارة ( حرية الاعتقاد مطلقة ) تعنى ( حرية العقيدة مطلقة ) كما حدث فى عبارة ( مصر حكومتها مدنية ) والتى لو اخذنا العبارة بحرفيتها الآن يصبح ممنوعا على العسكريين تولى اى مناصب وزارية .
انه التلاعب بالالفاظ .
هذا كان حوارى بالامس مع احد الاصدقاء الذى تحادثت معه هاتفيا لمدة طويلة عندما خلط بين العبارتين متسائلا : اذا كانت حرية الاعتقاد مطلقة فلماذا تم الحكم على المتنصر محمد حجازى بخمسة سنوات سجن لاعتناقه المسيحية بعد اقرار الدستور بعدة اسابيع ؟
فقلت له : ياعزيزى ان عبارة ( حرية الاعتقاد مطلقة ) تختلف عن ( حرية العقيدة مطلقة ) لان الاولى مجرد تحصيل حاصل لطمأنة المسيحيين وارضائهم بالا يتعرض احد لاعتقادهم الدينى
اما حرية العقيدة فانها تختلف تماما وهى تعنى ان كل انسان حر فى اتباع العقيدة التى تناسبة ، ولاتجريم للانتقال بين الاديان سواء السماوية منها او الارضية حسب ماجاء فى الاعلان العالمى لحقوق الانسان الصادر فى 10 سبتمبر 1948 والتى تنص على :( لكل انسان الحق فى اختيار الدين او العقيدة التى يراها دون اعتراض من الآخرين ، ومن حقه ان ينشر افكاره على الناس )
وهى من اهم القيم التى وصل اليها الفكر الليبرالى الحديث والتى لم يجرؤ احدا على طرحها على اللجنه فى ظل تواجد حزب النور السلفى الذى اصر على تضمين المادة 219 المشؤمة فى الدستور الاخوانى واصر على محو اى ذكر لمدنية الدولة فكان ماقلناه سابقا من ( حكومتها مدنية ) وايضا لحرص اللجنة ورئيسها على الا تعطى انطباعا للراى العام المجيش دينيا ان ثورة 30 /6 كانت ثورة على الدولة الاسلامية التى تبناها الاخوان المسلمين
واستطردت مع صديقى ومع شجونى وانا ارى مايحدث الان فى العراق وسوريا من داعش واخواتها ومايجدث فى ليبيا واليمن والسودان والصومال التى اشرت اليها فى المقال السابق
استطردت فى حديث الشجن والحسرة والالم لأقول له :
ان حرية العقيدة اصبحت فى العالم المتحضر من البديهيات ، والتى للاسف ممنوع الحديث فيها فى العالم الاسلامى ، هذه البديهيات والمسلمات المستمدة من منطلقات منطقية تماما والتى لم يصل اليها الغرب بين ليلة وضحاها ، ولكن عبر تاريخ طويل من الصراع الدينى والعرقى والفكرى كان وقودا للكثير من الحروب وسالت من اجله الكثير من الدماء وانفق الكثير من المال ، وكانت الحربين العالميتين الاولى والثانية هى البوتقه التى انصهرت فيها هذه الافكار وتعمدت بالدم والنار ، علاوة على مبادئ اخرى رسخت مفهوم جديد فى حل الصراعات بالحوار والطرق السلمية ومقايضة المصالح والتنازلات المشتركة و……. الخ . وانتهت الى غير رجعة المفاهيم القديمة فى التناحرالدينى والسياسى والعرقى والثقافى ، واعتماد النزاعات المسلحة لحل المشكلات القائمة بينهم ، حيث التقوا حول مفهوم انسانى اوسع واعمق واصبحت محموعة القيم الليبرالية التى اعلنتها الامم المتحدة فى الاعلان العالمى لحقوق الانسان والتى قام عليها المجتمع الغربى وكانت من اهم اسباب نجاحه ، واصبح ماننادى به عندنا ويلقى الكثير من الاعتراض ويصل احيانا الى حد التكفير ، هو عندهم من البديهيات التى لاتستحق المناقشة أو التأكيد . كنت اتمنى ان تكون حرية العقيدة من البديهيات العقلية والمنطقية وكنت اتمنى ان تكون مجموعة قيم الحرية ” الليبرالية “ضمن رواسخ ايماننا الحضارى ، ولكن للأسف فهذه البديهيات لديهم يقابلها لدينا تراث طويل لايسمح ولايقبل بأى حال من الاحوال مبدأ حرية العقيدة ، ولايسمح بالدولة المدنية و فصل الدين عن السياسة ، ويعتبر ذلك كفرا مابعده كفر ، دون ان نحاول ان نقارن بين النجاحات التى حققها الغرب من اعتناق هذه المبادئ ، والفشل المزمن الذى نعانيه من اعتناق الفكر الخرافى والاستعلاء على الآخر وتبخيسه واننا ( خير امه قد اخرجت للناس )

ان الصراعات الطائفية ليست صناعة خارجية كمايروج اصحاب نظرية المؤامرة ، ولكنها صناعة محلية قديمة موجودة بكثافة فى تراثنا، مورست ضد ( الآخر) المختلف جنسيا وعرقيا ودينيا ، ولا نستطيع ان نتجاوزه الان قيد انمله .
يمكن لأى دارس للتاريخ ان يرى ان مانعيشه الآن قد عاشه الغرب منذ ثلاثة قرون .. وماوصل اليه الغرب الآن هو نتاج رحلة طويلة من الحروب والصراعات نعيش مثلها الآن ، وبالتالى فان ماوصل اليه الغرب الآن سنصل اليه حتما وسنؤمن به رغما عن الشيوخ ( شيوخ الدين وشيوخ السلطة ) لانها الحتمية التاريخية ، ولكن بعد كم من السنين .. ؟ وكم من الدماء التى ستسيل والتى نراها تسيل الان على ارض الرافدين وسوريا وليبيا واليمن والصمومال والسودان علاوة على ارض المحروسة..؟ وكم من الاموال والوقت المهدر .

الانسان العاقل يبدأ من حيث انتهى الآخرين ، ولكننا نتمسك بأن ماصلح فى الغرب لايصلح لنا ، وان مجتمعاتنا الشرقية لها خصوصيتها، ويضرب لنا السادة المشايخ مثلا بماوصل اليه الانحلال الخلقى المتمثل فى الحرية الجنسية والتفكك الاسرى فى الغرب حتى تجف الاقلام وتطوى الصحف
ياسادة .. لن تجف الاقلام وتطوى الصحف لأن الديمقراطية وحقوق الانسان هى قمة المراحل التطورية فى التاريخ الانسانى العالمى لاتخص حضارة بعينها ولامجتمع بخصوصيتة ، كون المجتمع له اخلاقياته وخصوصيته الثقافية لايتعارض مع الديقراطية وحقوق الانسان ، فالهند واليابان امثلة على تبنى الديقراطية وحقوق الانسان دون المساس بخصوصيتها الثقافية . ان الدولة المدنية هى التطور الطبيعى للفاشية الدينية او العسكرية أو العرقية او الملكية . هى المنطق الذى ستصل اليه حتما بعد ان تحترق اصابعنا واجسادنا وارزاقنا فى الصراعات الدائرة الآن فى منطقتناالعربية ، وبعد ان تنتهى مرحلة العشوائية الفكرية لن يكون امامنا الا ان نجلس ونتحاور ، فلماذا لانبدأ الآن ..؟ ولماذا لانوفر على انفسنا رحلة طويلة من الصراع ستأكل الاخضر واليابس ..؟؟ ولماذا لانستورد من الغرب الديمقراطية ومجموعة القيم الليبرالية كما نستورد منهم الكمبيوتر والهاتف والسيارة وسجادة الصلاة والفياجرا والاسبرين …..؟؟ ولماذا لانسأل انفسنا ولومرة واحدة : مالذى جعل هذه العقول ( الكافرة ..) تصل الى كل هذا التقدم العلمى فى كل مناحى الحياة ..؟ ولماذا ونحن نقول اننا عظم الامم واعرق الحضارات وارقى دين نعانى من هذا التأخر ؟؟
يقولون : انه الاستعمار، ونقول لهم : ان اندونسيا والهند واليابان وكوريا عانت كما عانينا مـن الاستعمار، يقولون : الغرب يتآمر علينا ولايريدنا ان نتقدم ، ونقول لهم : بغض النظر عن نظرية المؤامرة- لماذا استسلمنا لمؤامراتهم ولم تستسلم الشعوب الاخرى ، يقولون : انهم حكامنا ، بجبروتهم اخضعونا واضعفونا ، ونقول لهم : اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد للقيد ان ينكسر
ويزار المشايخ على المنابر ويعلوا صوتهم وصراخهم على المنابر : هذا عذاب الله …. لقد ابتعدتم عن الدين ونسيتم الله ، ونقول لهم اين كنتم ايها المشايخ والمساجد منذ اربعه عشر قرنا مليئة بالمصليين ومليئة بكم على المنابر ، ثم ماهو التقدم الذى احرزناه بعد الهجمة الوهابية السلفية الاصولية التى هيمنت على الساحة الان ؟
ان ماوصلنا اليه من ضعف وقله حيله والهوان على الناس هى فى المقام الاول بفضل مسكنات رجال الدين واقوالهم : الصبر على البلاء ، حاكم غشوم افضل من فتنه تدوم ، اذا حكمكم عبد حبشى فاسمعوا له واطيعوا ، وترسخون مبدأ القدرية والجبرية لتسكين اوجاع المقهورين بالعالم الاخر وانتظار المهدى الذى سيأتى فى آخر الزمان ويكسر الصليب ويهزم اليهود ويقودما الى القدس ويحررها حتى يقول الحجر للمسلم : يامسلم هذا يهودى وراء فاقتله ….!!!!
تحاربون اى اجتهاد فى تجديد الخطاب الدينى بتهمة التكفير ، وتصنعون من السلف آلهة تعبدونها من دون الله ، لاتخرجون عنهم قيد انملة ، تعودون اليهم تستنطقونهم فى كل جديد فى امور الحياة ، فى الجينات وفى زرع الاعضاء ، وياتى مفتى الوهابية الاشهر بن باز ليكفر كل من يقول بكروية الارض كما حدث منذ خمسمائه عام بين جاليليو وبابا الفاتيكان .

وسنضرب مثالا بسيطا على عبادة السلف فى موضوع حرية العقيدة : فمن المتفق عليه عند فقهاء السلف هو ( اذا ارتد المسلم يستتاب لمدة ثلاثة ايام ، فان لم يعود للأسلام يقتل بعدها ) اخذا بالحديث النبوى ( من فارق دينه فاقتلوه ) علما انه لاتوجد آية واحدة فى القرآن تقول بهذا ، ولم نعرف من تاريخ النبى محمد انه فعل هذا ، فقد ارتد فى حياته الكثيرون ولم يقتل احد منهم بداية ممن ارسلهم الى الحبشه فارتد بعضهم ثم ارتداد آخرين بعد ان قص عليهم حادثة الاسراء والمعراج ، ثم منافقى يثرب بعد ان هاجر اليهم ، ولكنه البخارى ( اصح كتاب على وجه الارض بعد القرآن …!!! )
من عدة سنوات تنشر جريدة روزا اليوسف فى عددها الصادر برقم 3871 الخبر التالى : فتوى جديدة بشأن حد الردة فى ضوء العقيدة الاسلامية ،يقول نص الفتوى ( نظرا للظروف الدولية التى تحيط بالاسلام ، والاتهامات الموجهه اليه بالتحريض على العنف والارهاب فقد اجتمعت لجنة العقيدة والفسلفه التابعه لمجمع البحوث الاسلامية بالازهر برئاسة الدكتور عبدالمعطى بيومى وانتهى الى التوصية التالية : اذا ارتد المسلم وفارق الجماعة فان امره متروك لولى الامر .. فان كانت ردته لاتمثل خطرا على المجتمع .. له ان يستتيبه مدى الحياة دون ان يكون جزاؤه القتل ، اما اذا كانت ردته خطرا على الامن العام واصول المجتمع يحق لولى الامر قتله ) وحتى لايتهم اعضاء اللجنة بانكار معلوم من الدين بالضرورة ، والخروج بتشريع جديد لم يقوله قدامى الفقهاء ، فقد اوضحوا ان الامام النخعى رأى ان المرتد يستتاب ابدا ، ولهذا اخذوا بهذا الرأى .
ورغم تهافت الفتوى الا ان الدكتور عبدالمعطى بيومى سجل اعتراضه عليها . يعنى بدل الاستتابة ثلاثة ايام ثم القتل ، الى الاستتابة مدى الحياة دون القتل ، وطبيعى للمتهم ان يكون مسجونا ويحضر كل حين الى القاضى ليسأله : هل رجعت الى الاسلام ، فاذا استمر يعود الى محبسه حتى يستتاب مرة اخرى .. وهاكذا ..!! يعنى اما قتيل .. واما سجين …!!
ومع هذا يعن لنا سؤال : لماذا قال الامام النخعى فى زمانه ان المرتد يستتاب ابدا ، وهو قول جديد فى زمانه عمن سبقوه الذين قالوا بالاستتابه ثلاثة ايام فقط ثم القتل ، ولم يخاف من تهمة انكار ماهو معلوم من الدين بالضرورة …!! وهل عقمت النساء ان تلد نخعى جديد يقول ان حرية العقيدة مكفولة للجميع حيث ان الدين – اى دين- لايحتاج الى منافقين . ان شيوخنا مجرد ناقلى فتوى , لايخرجون عن القديم خوفا من تهمة انكار معلوم من الدين بالضرورة . اننا لانريد خمرا جديدة فى قوارير قديمة ولكننا نريد فكرا جديدا يستوعب مستجدات العصر ولايتصادم معها .
والى لقاء فى مقال قادم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 7 / 18 - 12:29 )
- تابع : يسوع و حد (الرده) :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=410556
- تابع : فضائح الدروانيه وفضائح اخلاق الملاحده الاجراميه (متجدد) :
http://antishobhat.blogspot.com/2012/11/blog-post_2522.html

المتتبع لهذين الرابطين , يجد : أنه لا وجود لحرية المعتقد عند : المسيحي + الملحد .


2 - الموضوع كبير أوى يا استاذ هشام
حازم (عاشق للحرية) ( 2014 / 7 / 18 - 13:37 )
تحياتى بعد الغيبة

اتصور انى بدأت استشعر فعلا مصير مصر الـ4 سنوات القادمة على الأقل:
_رئيس مؤمن ينفذ كل ما لم يفعله عصابة الإخوان المجرمين (ريفورم للإقتصاد المصرى بالشروط التى يقبلها البنك الدولى و صندوق النقد, ضرب حال المواطن المتوسط وتحت المتوسط بعرض الحائط, مفيش حريات شخصية ,إبقاء على السلفيين (ولننتظر ما شكل البرلمان القادم و الحكومة التى سيشكلها و سيدخلها سلفيين بخلاف البرلمان, السلفيين سنرى منهم بلاوى اكثر حينها.)

_دستور سئ جدا (وانت شرحت إحدى مصائبه (حرية الإعتقاد) فى المقال هنا و اتفق معك جدا)
_حكومة حالية رئيسها ميوله دينية و بشائر هذا واضحة (منع افلام من العرض, تمرير __بعض__ اعمال العنف و التحرش و محاكم تفتيش فى نهار رمضان كوسيلة بروباجاندا لتنفيذ سياساتهم
سجن الملحدين, وانت اضفت حادثة عن من تحول للمسيحية كمان, حتى الأمر طال احد شيعة مصر)


القوى الغربية لازالت ترى ان العميل الإسلامى افضل من يضمن لهم مصالحهم هنا, لذلك لن يتركونا نتحول الى علمانية,
هم يريدون لنا بشدة الحكم الدينى ,لان السادة ذوى الميول الدينية الإسلامية, هم عملاء ممتازين بالنسبة لهم

و الشعوب على دين حُكّامها


3 - استاذ هشام, خلاصة القول و معلِش تحمّلنى
حازم (عاشق للحرية) ( 2014 / 7 / 18 - 16:28 )
الخلاصة استاذ هشام:
انا لطالما لم اعارض ابدا ان يكون رئيس مصر من ابناء المؤسسة العسكرية لكن شرط ان يكون سيحقق جزء من احلامنا
الرئيس الحالى بصراحة اداؤه غير مطمئن
و ميوله ليست علمانية بل رئيس مؤمن و واضح انه مش معترف بفصل الدين عن السياسة(بل هو ميال لحدوتة الدين الوسطى الذى يملك زمام الحكم)

و انا اراه ينفذ سياسات (لم تكن خافية,بل هو قال انه سيفعل ذلك
لكن الناس أيدته, ثم صرخت مما فعله وكأنهم لم يكونوا يعرفوا انه سيفعل هذا؟!)
و هذه السياسات عصابة الإخوان فشلوا فى تنفيذها,فجاء هو لـينفذ فيما يبدو؟؟

و الحكومة و السلفيين كما ترى
و اكيد لا يخفى عليك القوى الكبرى لا يعنيها إلا مصالحها لكن الكارثة ان مصالحهم فى اتجاه مؤذى جدا لنا
(نحن ايضا كعلمانيين بدل من ان نقول لهم ان مصالحهم معنا نحن و ليست مع بتوع قال الله وقال الرسول ,لأ,نحن عايشين فى دنيا اخرى)
لا انكر طبعا اننا ايضا كشعوب عربية نمتلئ ببلاوى كتيير من كل الأنواع.


الموضوع سيطول يا استاذ هشام
العلمانيين و الغير مسلمين من كل الأنواع عددهم سيزداد ولكن لزمن طويل سنعيش فى الظل سرا, داخل دولة قوانينها و دستورها إسلامى و فيها وكر وسطية أزهرى!


4 - لل
rami ( 2014 / 7 / 18 - 21:27 )
عذرا استاذ حتاتة لكن يظهر لي سوء فهم منك لقضية حرية الاعتقاد ، لانه وكما نعلم اذا كانت النصوص الدستورية مبهمة (كما حال اغلب دساتير العرب) ففي تلك الحالة الاقوى هو من يفسر القانون ، فلو كانت السلطة في يد سلطة لبرالية فسوف توسع مدى حرية الاعتقاد الى اقصى حد بتلك المادة ، لكن اذا وقع الامر في يد سلطة دينية فسوف تضيق على حرية الاعتقاد

لهذا فالمادة ليست كارثية تماما ، لكنها كارثية في مناخ الحكم الديني المريض ، فأغلب الحكومات العربية كالحكومة المصرية حاليا هي منحازة للتصور الدي المحافظ ، ولا يوجد في اي بلد عربي الا قليلا من تدافع الحكومة فيه عن حرية المواطن

لهذا فالمشكلة ليست في النص كما هو ، بل في مناخ الضبابية المعتمد ، وفي هلع الحكومات من الحرية ، مع انه اليوم في مصر ، لااضن شخصيا ان الشعب المصري بات مخدوع بالشعرات الدينية ، وبما الحكومة تحاول مجارات حالة غير موجودة اصلا

تحياتي


5 - عزيزى حازم
هشام حتاته ( 2014 / 7 / 19 - 05:26 )
كل المخاوف التى ذكرتها تخيفنى من المستقبل ولكنى متاكد من حقيقة واحدة وهى الحتمية التاريخية
مانعانيه الان هو نفس ماعاشت اوروبا من 300 سنه
كنت آمل ان اعيش اليوم الذى ارى فيه مصر تكون جزءا من الحضارة الاوروبية ، منذ يومين كتبت على صفحتى فى الفيس بوك اقول اننى لن ارى هذا اليوم ولكن الشباب مثلك اكيد سوف يعيشونه ، الطريق طويل وشاق
غيبتى الفترة الماضية بسبب اننى انتهيت من كتاب ( شاهد عيان فى مملكة آل سعود ) وارسلته الى دار النشر وانتظر قرار النسر والان اكتب كتاب بعنوان ( رحلة المراة من التقديس الى التبخيس - ودراسات اخرى ) لارسله لدار نشر اخرى
قررت نشر 4 كتب حلال الشهور القادمة لمخاطبة شريحة لاتتعامل مع النت او الفيس بوك
انها محاولة اخرى ... تحياتى يا ابنى العزيز


6 - تهانينا لإنهاء الكتاب
حازم (عاشق للحرية) ( 2014 / 7 / 19 - 11:56 )
تحياتى مجددا و تحية للأخ rami -تعليق 4

انا مقتنع تماما بمسألة الحتمية التاريخية, لكن ارجو ان يكون لى نصيب ارى هذا اليوم الذى نملك فيه علمانية و حيات شخصية و فكر علمى عقلانى (وليس خرافى يحكمنا بالدستور و القانون)

مبروك إنهاءك كتاب شاهد عِيان
الكتاب ده لو أخد حقه فى النشر و التوزيع جيدا اتصور انه حيعمل دَوْشة كبيرة أوى (رغم ان الناس لم تعد تقرأ الكتابات الورقية مثل الماضى,اصبح كله ديجيتال ههههه)
شكرا على نشرك لتلك المعلومات, خلّى الناس تعرف حقيقة آل الجاز.


يااااه , انا اول موضوع قرأته لك-حينما كنت ازور على إستحياء موقع شباب الشرق الأوسط- كان مقتطفات من كتابك (رحلة المرأة من التقديس الى التبخيس)
وكانت مقتطفات ممتازة جدا لازلت احتفظ بها حتى الآن

يبدو انك نويت تكمل الكتاب كله, بالتوفيق

ولـ نرى ماذا يخفى لنا المستقبل!


7 - مقال في الصميم
منير سراج ( 2014 / 7 / 19 - 14:19 )
تحية استاذ هشام لعقلك النير ولقلمك المبدع
لقد تم احتلال موقع الحوار من قبل داعش ولذلك ارى ان مقالاتك لا تلاقي ما يلزمها من التشجيع من قبل القراء العلمانيين سنحاول القيام باللازم
تحية


8 - عزيزى رامى
هشام حتاته ( 2014 / 7 / 21 - 02:21 )
شكرا للتعليق
ولكنى فهمت النص جيدا
لماذا لم يقول ( حرية العقيدة حق من حقوق الانسان ؟ ) كما نص عليه ميثاق الامم المتحدة
انه تلاعب بالالفاظ كما ىتلاعب فى نفس الدتسور بكلمة ( حكومتها مدينة )
لو قرات شرحى لهذه النقطة فى المقال ستعرف ان الجو الى تم فيه اعداد الدستور كان لايسمح بحرية العقيدة ارضاءا لحزب النور
كل المجتمعون يم 3/7 كان رأيهم دستور جديد الا حزب النور / وتم الرضوخ لمطلبه ، كل هذا من اجل ان يحافظ على المادة 219
ومجلس الشعب تالقادم لم يخرد ابدا بقانون لحرية العقيدة
مازال الوقت مبكرا للاعتراف بحرية العقيدة ، باقى من الزمن مالايقل عن عشرون عاما حتى تترسخ حرية العقيدة .
شكرا لزيارتك وتحياتى لك


9 - عزبزى حازم
هشام حتاته ( 2014 / 7 / 21 - 02:24 )
سترى هذا اليوم
اذا كان عمرك فى حدود الثلاثين او اقل فستراه وقد كتبت لك من قبل عن هذا الموضوع
بقاقى من الزمن عشرون عاما على الاكثر
حتما ستراه
كللا ما ارجوه ان تذكرنى لابنائك وتقول لهم اننى كنت ممن حملوا مشاعل التنوير من اجل الوصول لهذا اليوم
تحياتى يا ابنى العزيز


10 - عزيزى منير سراج
هشام حتاته ( 2014 / 7 / 21 - 02:37 )
شكرا لزيارتك وملاحظتك التى ابديتها
اذا كنت تقصد قله التعليقات على ما اكتب فهذا راجع لسببين
الاول: ان التعليقات بين كتاب الموقع اصبحت مجرد مجاملات بين الكتاب ، ولاننى
لا ادخل على الموقع و اقرأ لكتابه الجدد بعد ان غادره معظم من عرفتهم من كبار الكتاب ولاننى ايضا مشغول بكتبى التى اصدرها ( اصدرت كتابا فى يناير وكتاب الآن تحت الطبع والثالث اقوم بالانتهاء منه ) لهذا لاتجد تعليقات كثيرة لاننى بعيد عن هه المجاملات ولا اصيع وقتى فى قراءة تلك المقالات
الثانى : ان هناك ثلاثة او اربعه من المعلقين المتنطيعن على الموقع من مجاهدى الانترنت ( واحد دائما على صفحتى اسمه عبدالله خلف ) لا القى بالا الى تعليقاتهم او الرد عليهم / ولكن البعض يدخل فى حوارات معهم لزيادة عدد التعليقات
يكفينى ان مقالتى يقرأها مالايقل عن خمسة عشر الف قارى ، واعادة النشر تتراوح من ثلاثين الى مائة
هذا لايمنع ان اوجه لك كل الشكر على الدعم
تقبل خالص التحية وارجو دوام التواصل

اخر الافلام

.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بإطلاق سراح ا


.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - استشهاد طفلين بسبب المجاعة في غزة




.. أمريكا.. طلاب مدرسة ثانوي بمانهاتن يتظاهرون دعما لفلسطين


.. وفاة 36 فلسطينيا في معتقلات إسرائيل.. تعذيب وإهمال للأسرى وت




.. لاجئون سودانيون عالقون بغابة ألالا بإثيوبيا